سياسة مقالات

موقف غريب! | رشيد ولد بوسيافة

رغم كل ما قيل من تبريرات للموقف الرسمي الجزائري إزاء الوضع في ليبيا، إلا أن هذا الموقف الغريب لازال يثير تساؤلات تقترب من التشكيك في نزاهته ونزاهة ما يقال من تبريرات دفعت الدبلوماسية الجزائرية إلى السكوت عن الجرائم التي ارتكبها الزعيم الليبي معمر القذافي في حق شعبه.

صحيح أن الجزائر أكبر متضرر من الوضع المتأزم في ليبيا، وصحيح كذلك أن تنظيم القاعدة الإرهابي انتعش بعد أن حصل على كميات من السلاح من مخازن ليبيا التي فتحت أمام المدنيين، وصحيح أن عددا من المنضوين تحت المجلس الانتقالي الليبي كانوا منذ البداية عجينة في يد جهات معروفة بعدائها للجزائر.
لكن هذه المعطيات كلها لا يمكن أن تبرر الموقف المساند للقذافي، ولا يمكن أن تبرر صمت الدبلوماسية الجزائرية إزاء الجرائم التي ارتكبت في حق الليبيين، إذ كيف تتمسك بالقذافي مع أن الرجل انتهى يوم قال لشعبه سأطاردكم زنقة زنقة، وشرعيته انتهت يوم دمر المحتجون كتابه الأخضر وعبروا عن رغبتهم في نظام ديمقراطي ورئيس محترم.
وليت أن الأمر توقف عند الصمت الرسمي إزاء الجرائم المرتكبة، بل إن ممثلين لأكبر حزب في البلاد شاركوا في مؤتمر داعم للقذافي في ليبيا وقدموا خطابات رنانة تمجّد الزعيم وتتّهم الثوار بالعمالة للأمريكان وتحشر أنفها في الشأن الليبي الداخلي بطريقة لا تشرف الشعب الجزائري، المعروف بتعاطفه مع ضحايا القهر والاستبداد في كل مكان… على أمثال هؤلاء أن يستحوا ولا يسيئوا، مجددا إلى بلد المليون شهيد، لأن الجزائريين لا يمكنهم أن يكونوا عونا لطاغية يقتل شعبه ولا لمجنون يطارد الآمنين في الشوارع!
لا ندري ما السبب الذي جعل الدبلوماسية الجزائرية المعروفة باتزانها تفقد البوصلة هذه المرة وتتضامن مع طرف في ليبيا على حساب طرف آخر، بل وتتضامن مع الطرف الأسوأ الذي يمارس كل أنواع القتل والتعذيب والتنكيل بعد أن مارس سابقا كل أنواع الطغيان والاستبداد والبطش. هي دعوة لتصحيح موقف غريب لا يمكن تبريره، والنظر بعين ثاقبة إلى المستقبل الذي لا يمكن الحكم عليه قبل وقوعه، لكن يمكن توقعه، وكل التحليلات تشير أن الزعيم الليبي انتهى كرئيس دولة منذ مدة.

http://www.echoroukonline.com/ara/editorial/74670.html

التقويميون يفتحون النار على مبعوثي الحزب العتيد إلى طرابلس..ويتهمون
بوقطاية ورّط الأفلان والجزائر في دعم القذافي
2011.05.07 سفيان‭.‬ع

خلفت مشاركة عضو اللجنة المركزية للأفلان الصادق بوڤطاية في مؤتمر نظمه نظام القذافي بطرابلس، استهجانا واسعا وسط قواعد الحزب “العتيد” وبعض قيادته، وكذا “حركة التقويم والتأصيل” المعارضة لقيادة الحزب. باعتبار مواقفه خروجا عن مبدأ الحياد الذي التزمته الدولة الجزائرية، وتبنته الطبقة السياسية الفاعلة، وحزب جبهة التحرير أحد أبرز مكوناتها، وتأييدا صريحا لنظام يوجد محل اتهامات بارتكاب أفعال ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية. وحذّر المنسق العام لحركة “التقويم والتأصيل” المعارضة لقيادة الأفلان صالح قوجيل، من أن مشاركة بوقطاية في مؤتمر طرابلس “من شأنها تغذية الإشاعات والمزاعم، القائلة بوجود دعم جزائري للنظام في ليبيا، وتوريط للجزائر هي في غنى عنه في مثل هذه الظروف، رغم سياستها الواضحة‭ ‬والقائمة‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الغير‮”‬‭.‬

‭ ‬ووصف‭ ‬قوجيل‭ ‬حضور‭ ‬عضو‭ ‬اللجنة‭ ‬المركزية‭ ‬للأفلان،‭ ‬والتصريحات‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬من‭ ‬طرابلس،‭ ‬بأنها‭ ‬‮”‬غلطة‭ ‬سياسة‭ ‬لا‭ ‬تغتفر،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬‮(‬بوقطاية‮)‬‭ ‬قد‭ ‬حضر‭ ‬بصفته‭ ‬ممثلا‭ ‬للحزب‭ ‬وتحدث‭ ‬باسمه‮”‬‭.‬
وحضر البرلماني السابق الجمعة، فعاليات ما سمي “المؤتمر الوطني العام لقبائل ليبيا” الذي نظمه النظام الليبي وجعل منه منبرا لحشد الدعم للقذافي، والتهجم على المعارضة الليبية، التي وصفها بـ “البيادق الخاضعة لأوامر الغرب”، إلى جانب توصيفات أخرى، مقابل إشادة صريحة‭ ‬بالنظام‭ ‬الليبي‭ ‬وشخص‭ ‬القذافي،‭ ‬مستخدما‭ ‬الأسلوب‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب،‭ ‬حين‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬أعداء‭ ‬القذافي‭ ‬‮”‬طاحوا‭ ‬في‭ ‬عظمة‮”‬‭ ‬كناية‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬القذافي‭ ‬وصاحبه‭ ‬حسب‭ ‬بوڤطاية‭.‬
من جانبه قال المكلف بالشؤون الخارجية في المكتب السياسي للأفلان عبد الحميد سي عفيف، لـ الشروق “لم أكن على علم بذهاب بوڤطاية لطرابلس، إلى أن رأيته على شاشة الفضائية الليبية، وما قاله كلام خطير، ولحد الساعة لم أسأل الأمين العام (بلخادم) للحزب عما إذا كان مفوضا‭ ‬للتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الحزب‭ ‬أم‭ ‬لا‮”‬‭.‬
أما‭ ‬مسؤول‭ ‬الإعلام‭ ‬بالأفلان‭ ‬قاسة‭ ‬عيسي،‭ ‬فقد‭ ‬امتنع‭ ‬عن‭ ‬الإدلاء‭ ‬بتصريح‭ ‬حول‭ ‬الموضوع،‭ ‬وقال‭ ‬لـ‭ ‬‮”‬الشروق‮: “‬لم‭ ‬أطلع‭ ‬على‭ ‬الأمر،‭ ‬ولا‭ ‬علم‭ ‬لي‭ ‬بذهاب‭ ‬بوڤطاية‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‮”.‬‭ ‬
نفس التحفظ الذي أبداه عضو المكتب السياسي رئيس كتلة الحزب بالغرفة الأولى العياشي دعدوعة، الذي لم يزد على أن قال “هذا الموقف يلزم صاحبه (بوڤطاية) “ممتنعا عن الخوض أكثر في الموضوع. بيد أن قياديا من الصف الأول للحزب، نقل لـ “الشروق” وجود “رفض” لمشاركة الحزب في المؤتمر المؤيد للنظام الليبي، “إن على مستوى القمة أو القاعدة”، وأكد القيادي، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن الأمر “سيناقش داخل هياكل الحزب وليس في فضاء آخر خارجها .. والمسؤولون عن تفويض بوڤطاية المشاركة مدينون للمناضلين بتوضيحات عن هذا الموضوع وهذه المواقف التي‭ ‬لا‭ ‬تستقيم‭ ‬مع‭ ‬توجهات‭ ‬حزبنا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬دائمة‭ ‬مستقيمة‭ ‬مع‭ ‬مواقف‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬عدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الغير‭ ‬واحترام‭ ‬إرادة‭ ‬الشعوب‮”‬‭.‬

http://www.echoroukonline.com/ara/international/74726.html

http://www.youtube.com/watch?v=HWMPc7ccGfg

7 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • ليس غريبا على نظام مارس القتل و التعذيب أن يدعم نظاما صديقا بنفس الممارسات ,, أما هذا البرّاح بوقطّاية فعدم الرّد عليه أفضل من الرد , فقط أقول له اخفظ صوتك قليلا عندما تتحدث فهو مزعج للأذن و الأنف و الحنجرة !!!

  • الغريب فعلا ان يستغرب بعض (المستتقفين) من موقف نظام مجرم يساند انظمة مجرمة مثله ضد شعوبها,كانت الغرابة لو ان مجرمو الدجي ار اس وقفو الموقف العكس .

  • الشعب يريد إسقاط معمر العقيد ***** الشعب يريد إسقاط معمر العقيد ***** الشعب يريد إسقاط معمر العقيد

    واللي يحب القذافي واولادو ياخذو لبلادو ***** اللي يحب القذافي واولادو ياخذو لبلادو ***** اللي يحب القذافي واولادو ياخذو لبلادو

  • سامحونا إن أزعجكم بالصورة والصوت مبعوثنا ، إنه تخرج من مدرسة الطاغوت صانعة الموت قال ربنا تبارك وتعالى :{ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }لقمان19

  • الحقيقة الساطعة هو ان ما نقراه من كلام منمق يخفي ما يعلمه إلا الله من خبث فيما جاء في هذا المقال حيث يقول كاتبه:” الجزائروين لا يمكنهم أن يكونوا عونا لطاغية يقتل شعبه ولا لمجنون يطارد الآمنين في الشوارع”!كلمة حق اريد بها باطل .و الشعب الجزائري لا يمكنه ان يؤيد من يسمون زورا ثوارو يستقوون بالإستعمار و يقتولون الامنين من الموالين للقذافي من المدنيين فهم ايضا لبيين.كيف نسمي ثائر من يستدعي المستعمرين لقتل إخوانهم و ويسلمون قيادتهم لمن كانوا اكبر المجرمين في النظام الذي يريدون اه التغيير ومنهم حتى من كان له الباع في ظلم و طغيان نظام القذافي كعبد الجليل وزير العدل و عبد الفتاح يونس الذي كان أحد الضباط الأحرار الذين اطاحوا بحكم الملك وكان وزير الداخلية (و الكل يعرف ما هو منصب وزرير الداخلية في الانظمة الشمولية الديكتاتورية) و انشقوا لغاية في أنفسهم وليس من اجل ليبيا. لانه من يريد ليبيا و شعبها لا يصبرو يشارك في القرارات التي انهكت الشعب الليبي و بعد ذلك يكونوا هم اول من يثور على ذلك فهذا هو الإستخفاف بعقول الناس. ياناس إتقوا الله و لا تغطون الشمس بالغربال.أما الطرف الأسوء في المعادلة الليبية هو الذي تحالف مع الشيطان ليصبح اكبر من الشيطان الذي يراد الإطاحة به.السوء في المعادلة هو الذي يريد ان يغير ظلما و فسادا بظلم و فساد أقبح منهما.الأسوء في المعادلة هو الذي استقوى بالقوات الأجنبية المستعمرة تدمر ليبيا و تقتل المدنيين من دون ان تكشف عن فكرهم او معسكرهم او بطاقة هويتهم او قبيلتهم او منطقتهم او حتى زنقتهم.الأسوء في المعادلة هو الذي سيمكن لعودة القواعد العسكرية في ليبيا بعد ان طردت شر طردة من قبل الليبين و لا أقول القذافيين بالرغم من ان للقذافي الدور الكبير في ذلك. الأسوء في المعادلة هو من يعمل من اجل تقسيم ليبيا إلى شرقية و غربية حتى و إن نراه يتشدق على وحدة ليبيا و هو يكذب و الحقيقة ليست بعيدة و ما يجري حاليا سيثبت ذلك في القريب العاجل.موقف الجزائر مشرف و لا داعي لنيل منه لا من قبل من يدعون انهم معارضين او من يستخدمون العاطفة عن لغة العقل او من لا تعجبهم سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير او من يريدون التخلاط و التشويش على النظام من بعض الفرنكوفيل الذين هم داخل دواليب النظام نفسه أو الذين يدعون انهم أوصياء على الشعب الجزائري و الذين يتكلمون بإسمه و هم لا يمثلون إلا انفسهم كبعض السياسين الفاشلين أو بعض المثقفين الذين يريدون لهم مكان في النظام و لم ينالونه بالرغم من أنهم محسوبين على النظام و بربدون أن يبعدوا تلك اللعنة التي تلاحقهم فتراهم يعاكسون ما يقوم به النظام و خاصة قياداته الفاعلة و من يدور في فلكهم كالذي قال في احد كتباته الثورة الليبية ستنصر حب من حب و كره من كره أي على مبدا معزة ولو طارت المهم يفرض ما يقوله و ليس للغير ما يقول و هم من المفروض من يعلم الناس بان لا يفرضوا قولهم إلا بالمعقول و الذي ترفضه عقول من لا يقبلون ما يقوله نظام القذافي و لا ما يقوله مجلس من يسمون زورا ثوار و هم خدم طيع بين الإستعمار و يقبلون بما يرونه صحيح وهو إصلاح ذات إن امكن ذلك او الوقوف على الحياد عن صراع الإخوة الأعداء و التعاطف يكون مع كل الشعب اليبي الذي هو وقود هذا الصراع و بلده هو المستهدف من الغرب نتيجة أحقاد و ضغائن أضعاف العقول الذين يتصارعون من اجل السلطة كالعجول و مصير بلده مبني للمجهول.

  • معمر القذافي و بشار الأسد و علي عبد الله صالح هم أول من رفضوا العدوان الأمريكي على العراق و هم السباقين إلى دعم القضية الفلسطينية .. أما مسألة الديمقراطية التي يتحدث عنها الغرب فلماذا ميثاق الأمم المتحدة مرت عليه أكثر من 60 سنة و لا زال هو هو ؟؟ و لماذا لا يتم توسيع مجلس الأمن ليشمل أعضاء جدد بدلا من الأعضاء الخمس الدائمون الذين يستولون عليه و على قراراته منذ 60 سنة ؟؟ و هل هذه هي الديمقراطية ؟؟

  • – بسم الله الرحمن الرحيم –

    رسالـة الدعـوة إلـى الهدنـة فـي ليبيـا

    تحيـة أخويـة خالصـة مباركة طيبـة من الجزائـر أرض المليـون و النصف مليون شهيـد أرض التضحيات الجسام .. إلى أرض ليبيا المجاهدة ضدّ الخيانة و العمالة و النذالة و ضدّ الرجعية و الصهيونيـة و الإستعمـار ..
    من الساحة العربية الجزائرية أخاطبكم يا أبطال ليبيـا .. يا رجال التحديات الكبرى يا من برهنتم حقيقة أنكم خير خلف لخير سلف .. برهنتم أنكم خير خلف لعمر المختار و غيره من مجاهدي ليبيـا و شهداءها ممّن وقفوا في وجه جحافل الغزاة الإيطاليين و تقفون اليوم في وجه حلف “الناتو” من جيوش الأمريكان و الفرنسيين و الإيطاليين ..
    أتوجّه إليكم عشية إحياء الجزائر للذكرى السادسة و السّتين لأحداث 8 ماي 1945 بالجزائر و التي راح ضحيتها 45 ألف شهيد سحقتهم قوى الشّر و الطغيان و هم في غمرة الإحتفال بانتهاء النازية فإذا بها تتولّد نازية أخرى أنتجتها فرنسا الإستعمارية كما يتجسّد ذلك اليوم على أرض الجماهيرية ..
    أيها الرجال الأحرار و أخصّ بالذكر العقيد “معمّـر القذافـي” رجل التحديات الكبرى و رجل التضحيات يا من برهن مرارا و تكرارا أنه ولد مجاهدا و عاش مجاهدا و سيموت مجاهدا .. يا من رسم لنا لوحة الجهاد في أعتى و أعظم و أروع و أكبر صوره ..
    لقد عرفناك منذ نعومة الأظافر .. عرفناك في 1969 منقلبا على الملكية الفاسدة العميلة التي كانت تحتضن القواعد العسكرية الغربية في مدينة “طبرق” شرق ليبيا و التي انطلقت منها الطائرات العسكرية التي ساعدت العدوّ الصهيوني في حرب 1967 ضدّ مصر .. ثم عرفناك باسلا شجاعا قولا و فعلا بمواقفك من قضايا فلسطين و لبنان و العراق .. ثم عرفناك مجاهدا أثناء العدوان الأمريكي في 15 أفريل 1986 مضحيا بفلذة أكبادك بالأمس و اليوم ..
    أيها العقيد و المجاهد الصنديد .. إن الذين يتهمونك اليوم كما اتهموا الشهيد “صدّام حسين” بالأمس القريب إنما يريدون تشويه صورتك التي تبقى كبيرة في عيوننا و كبيرة في عقولنا و كبيرة في قلوبنا
    من أرض المليون و النصف مليون شهيد ممّن أعطوا فرنسا درسا لن تنساه و لو أن الإستعمار تلميذ غبيّ لا يحفظ الدرس و ها هو يعيد الكرّة عندكم عسى أن يتلقّى مزيدا من الدروس ..
    من أرض الشهـداء نخاطبكم لنقول لكم أننا معكم قلبا و قالبا في السراء و الضراء و أنكم المنتصرون لا محالة ..
    لقد برهنتم اليوم أكثر من أي وقت مضى عن تضحياتكم بأقرب الناس إليكم و هو فلذة كبدكم الشهيـد “سيـف العرب القذّافـي” الذي كان و لا يزال و سيظلّ و سيبقى سيفا مسلولا في وجه أعداء الأمة ليمزقهم تمزيقا و ليطردهم إلى غير رجعة ..
    أيها العقيـد المجاهـد و الشهيـد الحيّ الذي أبقاه الله ذخـرا و ذكـرا و أدامـه حديدا صنديـدا .. من بلد المليـون و النصف مليـون شهيـد نخاطبكـم .. من الأوراس الشامخ و الونشريس الأشمّ نخاطبكم خطابا ثوريا من أرض الشهـداء أرض بوعمامـه و الزعاطشه و أولاد سيـدي الشيـخ و الشيخ الحدّاد و لالّه فاطمه انسومر و الأمير عبد القادر الجزائري مرورا بعميروش و بن بولعيد و العربي بن مهيدي و سي الحوّاس و القائمة طويلة ..
    نخاطبكـم أيها القائـد الكبير “معمّـر القذّافـي” و من معـك لنقول لك أننا معـك بجانبك و أمامك و وراءك و في كل مكان تكون فيـه ..
    أيها المجاهد الحقّ الذي صدقت ما عاهدت الله عليه فلم تتحوّل و لم تتغيّر و لم تبدّل تبديلا بل بقيت جبلا شامخا راسخا رغم الداء و الأعداء ..
    أيها المجاهـد .. لقد اجتهد رجالاتهم من أمثال “ماركس” صاحب النظرية الشيوعية فخلّدوه بالتماثيل و وضعوه في العملة و في طابع البريد .. و اجتهد “آدم سميث” صاحب النظرية الليبيرالية فخلّدوه بالتماثيل و وضعوه في العملة و في طابع البريد .. و لمّا اجتهدت أنت بالنظرية الثالثة اتهموك بالجنون لأنك عربـي مسلـم رفعـت صوتك في عالم لا ترفع فيـه الأصوات و ناديـت في عالم لا يسمـع فيه النـداء ..
    أيها العقيد إن نجلكم الشهيد سيف العرب و غيره من شهداء ليبيا اليوم هو تكملة و استمرار لمسيرة طويلة من جهاد طويل .. مسيرة خيرة شهداء هذه الأمة من عمّار و آل ياسر إلى حمزة بن عبد المطّلب في شبه جزيرة العرب إلى أحمد زبانا في الجزائر إلى أحمد ياسين و ياسر عرفات في فلسطين إلى سيف العرب القذّافي في ليبيا و الجهاد مستمـرّ ..
    أمّا الخونة و العملاء و العياذ بالله فنقول لهم رويدكم أيها الخونة و العملاء فلن تنالوا شيئا يا من باعوا ضمائرهم و تاجروا بأعراضهم ..
    إننا نقول لكم أيها “البيّاعيـن” و “الحركى” الجـدد ما لم يكن لكم خير في أهلكم و أوطانكم فكيف يكون لكم خير في غيركم ..
    أيها الخونة من أمثال “مصطفى عبد الجليل” و “عبد القادر غوقـه” و غيرهما من العملاء القذرين عديموا الضمير التافهين السفلـه .. يا أراذل الناس أما كفاكم أن تكفّـوا عن سفالتكم و رذالتكم .. أما كفاكـم أن تكفّـوا عن تفاهتكـم و خيانتكـم و عمالتكم يا من تقتاتـون على مائـدة “ساركـوزي” و “إيهـود باراك” و “تسيـفـي ليفـنـي” ..
    و أخاطب و أخصّ بالذات “مصطفى عبد الجليل” و “عبد القادر غوقه” اللذين اتهما الجزائر بدعم الكتائب .. إننا نقول لهم إن ما تسمونهم “كتائب القذّافـي” هم في الحقيقة الجيش الليبي لأنهم يحمون ليبيا كلّها و ليس القـذّافـي و الدليل على ذلك أنها لو كانـت هذه الكتائب “كتائـب القذّافـي” فقط و تحمي القذّافـي فقط لما استشهد نجل القذّافـي و أحفـاده ..
    كما نقول لهم أي “مصطفى عبد الجليل” و “عبد القادر غوقه” إذا كان “عبد العزيز بلخادم” يقول لكم توضّأوا قبل أن تذكروا اسم الجزائر .. و “عبد العزيز بلخادم” مسؤول و أنا مجرّد مواطن بسيط من الجزائر أذهب إلى أبعد ما ذهب إليه “بلخادم” و أقول لكم مهما توضّأتم و توضّأتم و توضّأتم فلا تذكروا اسم الجزائر على الإطلاق لأن هذا الإسم كبير عليكم و هو أقدس من أن تذكره جرذان قذرة من أمثالكم يا من بعتم بلادكم الغالية و شعبكم الغالي و قائدكم المفدّى من أجل حفنة دولارات ..
    إننا نقول لكم أيها العملاء الخونة أن الذي فيكم يكفيكم يا من أغواهم الطمع في أن تنصّبهـم أمريكا في السلطة كما نصّبت أمير قطـر الذي انقلب على والديـه ..
    أما هذا الأمير الذي جعل من الصهاينة أولياء له فنقول له تنـحّـى أنت من السلطة بدل أن تطلب تنـحّـي الآخرين و ابتعد عن السلطة التي اغتصبتها من غير وجه حقّ .. و إن كنت تطلب الديمقراطية عند غيرك فالأجدر بك أن لا تحكم دولة بها قواعد عسكرية أمريكية و إلاّ فما عليك إلا أن تخرس لسانك و إلى الأبد ..
    أمّا المنافقين و الزنادقة من أمثال “القرضـاوي” فنقول له يا زارع الفتن كنّـا نشكّ في أنك منـدسّ فإذا بك تؤكّد ذلك و قد كشفك الله يا عـدوّ الله و ها هو اسمك يضاف إلى قائمة المنافقين “كعب بن الأشرف” و “عبد الله بن سلول” ..
    أيها “القرضـاوي” المنافق يا عميل “الصهيونية” و “الموسـاد” و “الحاخامـات” .. يا من يقتات من موائد أمراء الخليج حيث البترول بعد أن هجـر مـصـر أرض التاريخ و الحضارات ..
    أيها المنافق الزنديق .. أيها “القرضـاوي” أو “القرد-آوى” أو “القرد بن آوى” إن الدماء التي هطلت في ليبيا و اليمن و سوريا في عنقك إلى يوم القيامه و إلى ما بعد يوم القيامه .. و الإسلام منك بريء كلّ البراءة ..
    أيها المنافق الزنديق كـفّ لسانك عن أذى الشعوب العربية المسلمة و عن أذى بعض الحكام العرب الذين رفضوا السير في فلك إسرائيل و الولايات المتحدة و اعلم أن الدار الآخرة خير و أبقى و أن ما عند الأمراء و السلاطين زائل لا محالة “من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه و إذا تولّى فهو ألـدّ الخصام” ..
    أمّا قناة “الجزيـرة” و أخواتها فهي مجرّد قاعدة إعلامية على غرار القاعـدة العسكرية في قـطـر و هي قناة صهيونية تعمل بإيعاز من “تل أبيب” هدفها زرع الفتنة و الفتنة أشدّ من القتل لذلك نطالب من يعمل في هذه القناة أن يستقيل و الرزق على الله لأن هذه القناة هي التي كانت السبب في كثير من الفتن تحت غطاء “الديمقراطية” و “حرية التعبير” و غير ذلك .. و بهذا نكون قـد بلّغنـا ..اللهم فاشهــد .. اللهم فاشهــد .. اللهم فاشهــد ..
    أيها الإخوة في ليبيا .. لقد سمعنا شخصا يسمّونه “لويس مورينو أوكامبو” و هو رئيس ما يسمّى بـ “المحكمة الجنائية الدولية” يهدّد باستصدار أمر بإدانة العقيد “معمـر القذّافـي” بتهمة ما يسمّى بـ”ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية” و لسنا ندري ما يسمّي ما تقوم به طائرات “الناتو” في استهدافها للمدنيين ؟؟!! ..
    لقد كنّا نسمع مثل هذه النغمة فيما سبق عن الرئيس السوداني “عمـر البشيـر” لدرجة إصدار مذكرة اعتقال في حقّ “البشير” يوم كانت هذه المحكمة المزعومة تتباكى أهالي “دارفـور” في غرب السـودان .. لكن هذه المحكمـة سرعان ما تناسـت الأمر بمجرّد أن أعلن الرئيس السوداني استفتاء تقرير المصير لأهالي جنوب السودان فلمّا جرى تقسيم السودان تحوّلت هذه المحكمة إلى ليبيـا عسى أن تجلب انقساما جديدا !! و هنا نتساءل أين هذه القوانين الدولية التي أصبحت تتلاشى بمجـرّد إحداث تقسيمات و إنشاء مناطق نفوذ جديـدة ؟؟!!
    ثمّ ماذا يعني أن يحمل قرار مجلس الأمن بخصوص ليبيا القرار رقم 1973 ؟؟!! .. إن التاريخ يجيب هؤلاء و الأرقام تفضحهم ففي العام 1973 انتصر العرب في حرب رمضان المباركة في أكتوبر 1973 ضدّ العدوّ الصهيوني و هذا الذي يحزّ في أنفسهم اليوم لذلك فقد أصابتهم عقدة نفسية من هذا الرقم و نصيحتنا للمغـرّر بهم أن يقرأوا التاريخ ..
    أيها الإخوة في ليبيا .. لقد رأينا كما رأيتم اعتراف فرنسا بين عشية و ضحاها بشرعية ما يسمّى بـ”المجلس الإنتقالي” و الذي مات قبل أن يولد في الوقت الذي لم تعترف فيه فرنسا بدولة فلسطيـن و لا بحقوق الشعب الفلسطيني الذي ظلّ يكافح منذ أكثر من نصف قرن من الزمان فأين فرنسا من ذلك و أين شعار “العدالة و الحرية و المساواة” الذي تحمله هذه الدولة الصليبية ؟؟!!..
    ثمّ هل نسيت فرنسا ما الذي فعلته بالأمس القريب في حق الشعب الجزائري من تشريد و تقتيل ؟؟!!
    أيها الإخوة في ليبيا شعبا و قائدا .. لقد لاحظتم في الأيام القليلة الماضية ماذا حدث لإخواننا في المغرب و بالضبط في نهاية آفريل الماضي بمدينة “مراكش” التاريخية حيث تمّ تفجير إحدى المقاهي و قد لاحظتم قبل ذلك أن بعض القنوات المعروفة بزرع الفتنة حاولت إثارة الفتنة في هذا البلد الشقيق عن طريق الترويج للإحتجاجات فلمّا فشلت قامت أطراف خارجية بهذا التفجير تهديدا للسياحة التي تعدّ أكبر مورد اقتصادي لهذا البلد الذي يفتقر للنفط و بالتالي يصبح عديم الموارد بعد محاولة إجهاض السياحة حتى يصبح بعد ذلك يتخبط في مشاكل اقتصادية و بذلك تتولّد الإحتجاجات فتستيقظ الفتنة النائمة حتى يصبح مصير المغرب مثل مصير “اليمن” و “سوريا” و غيرهما ليصبح هذا البلد مادة دسمة لهذه القنوات التي أصبحت تسترزق من الدماء ..
    ثم أن هذه الأطراف التي قامت بهذا التفجير كانت قد خطّطت بإحكام حيث استهدفت مقهى كانت أغلبية مرتاديه فرنسيون حتى تبعد الشبهة عن نفسها و في نفس الوقت يسهل إلصاق التهمة بأطراف أخرى !! ..
    على كل و مهما يكن الأمر نتمنى أن تتحطم هذه المؤامرة أينما وجدت و حيثما حـلّـت فالإرهاب مصدره أروبا و أمريكا و بعض أمراء الخليج و لسان حال الإرهاب هي قناة “الجزيرة” التي تقوم بالتسويق لأشرطة الإرهاب لخلق ذرائع لغزو الشعوب المغلوبة على أمرها ..
    أيها الإخوة في ليبيا .. لقد ساهمت بعض القنوات و من وراءها دوائر استعمارية و أوساط رجعية في إثارة الفتنة في بعض البلدان العربية مثل الجماهيرية العظمى و اليمن السعيد و سوريا الفيحاء .. و لعلّ هذه الأوساط أعلنت صراحة أنها تريد رأس العقيد “معمّـر القذّافـي” و “علي عبد الله صالح” و “بشار الأسد” .. فالأول وقف في وجه ما يسمّى بـ”الإتحاد المتوسّطي” الذي تدعو إليه ما تسمّى بـ”دولة إسرائيل” .. و الثاني كانت له اليد الطولى في توحيد اليمنيتين و الحفاظ على تلك الوحدة .. و الثالث رفض توقيع اتفاقات التطبيع و ما يسمّى بـ”اتفاقات السلام مع إسرائيل” .. و عموما فهؤلاء الثلاثة كانوا أول من دعوا إلى القمة العربية و أول من رفعوا أصواتهم عالية خلال غزو العراق 1991 و إعدام “صدّام حسين” في 2003 و بالتالي فإن الدوائر الإستعمارية تريد حكّاما لهذه الدول عبارة عن صورة طبق الأصل لـ”أمير قطر” ..
    أيها الإخوة في ليبيا .. لقد ظلّت الجزائر بالأمس القريب تتخبط خلال العشرية السوداء في بحر من الدماء و أمام مرأى و مسمع من الرأي العام و كل ذلك كان بعد أن تعرّضت لانتقادات لاذعة من طرف الدول الغربية التي كانت تتّهم الجزائر بتغييب “الديمقراطية” و “حرية التعبير” و النتيجة هي وصول الجزائر إلى ما لا تحمد عقباه ..
    لكنكم تستنتجون أن الجزائر مرّت بعدّة مراحل لتصل إلى برّ الأمان و شاطئ النجاة فكانت المرحلة الأولى هي إعلان الهدنة بين الأطراف المتناحرة ثم المرحلة الثانية هي الوئام المدني ثم المرحلة الثالثة هي إعلان المصالحة الوطنية الشاملة ..
    و كما تلاحظون فإن جميع أبناء الوطن الواحد ساهموا في إطفاء تلك النار بأيديهم فلا الأمم المتحـدة و لا مجلس الأمن و لا منظمات حقوق الإنسان المزعومة لأن كل هذه الأطراف كانت غائبة لذلك على جميـع الليبييـن اليوم مهما كانت أفكارهم و مهما كان الإختلاف أن يعملوا على إنهاء الإقتتال و إطفاء هذه النار أولا و قبل كل شيء ليتمّ بعدها سـنّ و إصدار قوانين للتسامح و الوئـام ليستكمل بإعلان مصالحـة شاملـة و كاملة و جامعة و مانعة و عامّة و تامّة ليكون بعد ذلك فتح كافة وسائل الإعلام الليبية أمام كل الليبيين للنقاش كأرضية لدستـور جديـد يضمن حـق الجميع و بدون استثنـاء و يبقى الكتاب الأخضر “ميثـاقا وطنيـا” عبارة عن اجتهـاد لقائـد له خبـرة الممارسة و النضال عبر مراحل هامّة من مراحل مرّت بها أمّتنا ..
    أيها الإخوة في ليبيا .. إن رجاءنا الأول أن لا تعتبروا هذا تدخّلا في الشؤون بل هو حرص على الروابط المتينة التي لا تعيقها الحدود و المسافات و مهما يكن فهو من مواطن عربي هو أخ لكم في العروبة و الإسلام و قبل ذلك فحسن الجوار أولى من كل انتماء و قد صدق رسول الله (ص) الذي قال “لا زال جبريل يوصيني بالجار حتى ضنـنت أنه سيورّثـه” ..

    و في الأخيـر نسجّـل و نجـدّد مرّة أخرى تمسّكنا بـنـبـذ العنف بكلّ أشكاله و مهما كان مصدره و شكله و نوعه و الدعوة إلى الحوار لقطع الطريق أمام كل المناورات .. كما نجـدّد وقوفنا في الجزائر إلى جانب إخواننا في ليبيا شعبا و قائدا ضـدّ الخيانة و العمالة و ضدّ الحملات “الصهيـو-صليبيـة” و نحن متأكدون أن الحق في النهاية هو الذي ينتصر ..

    “إن تنصروا الله ينصركم و يثبّت أقدامكم و ما النصر إلاّ من عند الله إن الله عزيز حكيـم” ..
    صدق الله العظيـم

    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أخوكــم مــن الجزائــر
    مـحـمـد بـسـكـري
    مراسل صحفي سابق