سياسة

تقطيع الأجساد بالسكاكين: ظاهرة احتجاجية جديدة تطل برأسها في الجزائر

حملوا شعارات ”السكن أو الانتحار”
المقصون من السكن في عنابة ”يقطّعون” أجسادهم بالسكاكين

09-05-2011 عنابة: شحتي نبيل

قطع العشرات من المواطنين أمام مقر ولاية عنابة، أمس، في مشهد مرعب، أجسادهم، باستخدام السكاكين والأدوات الحادة، احتجاجا على قرار إقصائهم من الاستفادة من حصة 313 سكن اجتماعي، التي تم توزيعها على طالبي السكن الاجتماعي المقيمين بحي وادي الذهب في بلدية عنابة.
شوهد العديد من المواطنين، المتجمعين أمام مقر الولاية، عراة و أجسادهم تسيل دماء، إضافة إلى حمل العشرات من المحتجين الآخرين شعارات تندد بالطريقة المشبوهة التي وزعت من خلالها لجنة الدائرة حصة السكن الاجتماعي الموجهة لسكان القطاع الحضري وادي الذهب.
وحمل المحتجون الذين حاصروا مقر الولاية منذ صبيحة أمس، شعارات تطالب بـ ”السكن أو الانتحار”، في إشارة منهم إلى الفوضى والتلاعب الذي طبع عملية إعداد قوائم السكن الاجتماعي من طرف لجنة الدائرة، التي لم يتم الاعتماد فيها، حسبهم، على المعايير القانونية في دراسة حالات الاستفادة، خصوصا وأن العديد من المستفيدين ممن طعن في مصداقية استفادتهم سبق لهم وأن استفادوا من سكنات اجتماعية وتساهمية وترقوية بأسماء أقاربهم، ومنهم من حصل على سكن اجتماعي ضمن الحصة الحالية بأسماء الزوجات وسبق لهم أن استفادوا من سكن ضمن برنامج ”عدل” على حد قولهم، الأمر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول ”المصداقية التي يتحدث عنها رئيس الدائرة عبر صفحات الجرائد في دراسة وإعداد القوائم”، حسب المحتجين، في الوقت الذي يخرج فيه المئات من المواطنين إلى الشارع وصوب مقر الولاية للاحتجاج، خاصة وأن عدد الطعون المقدمة حول حصة 313 سكن قد تجاوز، حسبهم، 500 طعن في ظرف 24 ساعة.
وطالب المحتجون الذين قدموا من أحياء وادي الذهب وبوزراد حسين وشوما ريل و11 ديسمبر، السلطات العمومية إيفاد لجنة تحقيق رئاسية إلى دائرة عنابة، مع إخضاع أعضاء لجنة الدائرة ورئيس الدائرة إلى مساءلة إدارية وقانونية في حالة ثبوت ارتكابهم تجاوزات في إعداد قوائم المستفيدين من السكن الاجتماعي.
وقد حاصر العشرات من المحتجين الذين قدموا من أحياء بلديتي البوني وعنابة، مبنى مقر الولاية، الذي عرف تواجدا أمنيا مكثفا لقوات مكافحة الشغب، التي لم يسلم أفرادها من استفزازات وتعنيف من طرف المحتجين، الذين حاولوا رميهم بالحجارة والمقذوفات، جراء منعهم من دخول مقر الولاية ورفض استقبال ممثلين عنهم من طرف الوالي، إلا أن إصرار هؤلاء المحتجين دفع بالسلطات العمومية إلى مطالبتهم بتعيين ممثلين عنهم من أجل الاستماع إليهم وطرح انشغالاتهم .
وسلم المحتجون إلى الوالي وممثلي الصحافة، أقراصا مضغوطة، حول كثير من الحقائق الخفية التي واجهت العديد من طالبي السكن الاجتماعي في الوصول إلى مسؤولي الدائرة، إضافة إلى تقديمهم شهادات حية، حسب اعترافات نساء ورجال، تشير إلى تعرضهم للضغوط والمساومة من طرف بعض الإداريين، خاصة النساء منهم، حيث اعترفن، خلال لقائنا بهن أمام مقر الولاية، بأنهن قمن ببيع الحلي والمجوهرات وتسليمها إلى وسطاء من أجل الاستفادة من السكن الاجتماعي.

http://www.elkhabar.com/ar/watan/252855.html

[hr]

إثر الإعلان عن قائمة 250 مسكن

أعمال شغب وتخريب وشاب يمزّق نفسه بالسلاح الأبيض بالأربعاء
حياة.ع

تصاعدت موجة غضب المقصيين من السكنات الاجتماعية المفرج عنها وسط تعزيزات أمنية مشددة من قوات مكافحة الشغب، بعد أن أقدم أحد الشباب، وهو رب عائلة، على تشريح جسده بالسلاح الأبيض، حيث صعد أعلى مقر الدائرة وقام بتشويه جسمه بالسكين أمام عيون الثائرين، محوّلا جسده إلى كتلة دماء زادت من حالة الاحتقان التى أعلنها المحتجون الذين ألهبوا محيط مقر الدائرة بالصراخ وتعبيرا عن رفضهم للأسماء التى تضمّنتها وقاموا بتحطيم الواجهات الأمامية للبلدية ومقر الدائرة أين رشقوا مكتب رئيسها بالحجارة، بعد أن عجزوا عن اقتحام المقر والدخول إلى مكتب هذا الأخير، بفضل تصدي قوات الأمن التي طوقت المكان ومختلف الأماكن التي تحتضن الهيئات الإدارية والمالية التابعة للدولة، دون اللجوء إلى استخدام الغازات المسيلة للدموع، مطالبين مسؤولها الأول الخروج إليهم وإقناعهم بخلفية استفادة نزلاء البيوت القصديرية القادمين من ولايات أخرى إلى هذه المدينة، التي تعاني عجزا في البرامج السكنية علىى حساب أبناء المنطقة، قال بعض الغاضبين، الذين طالبوا بضرورة إلغائها وفتح تحقيق معمّق في الأسماء التي تضمّنتها القائمة التى خصص منها 150 وحدة سكنية لإعادة إسكان نزلاء البيوت الهشة و100 الأخرى استفاد منها أصحاب الملفات القديمة.
وأكد قائد كتيبة الدرك الوطني لمقاطعة الأربعاء، النقيب عبد النور، عدم توقيف أي شخص من المحتجين، أو استخدام العنف مع أحد منهم، معتبرا موجة الغضب التى تجتاح المنطقة بمثابة سحابة عابرة ينبغي معالجتها برويّة.

http://www.wakteldjazair.com/index.php?id_rubrique=292&id_article=19579

[hr]

البصمة الجزائرية

م. إيوانوغان

انتقلنا، منذ أيام، من محاولات الانتحار حرقا إلى تقطيع الجسد بالسكاكين، احتجاجا على قوائم السكن. حدث هذا في عنابة وأمس في البليدة. وإذا استمرت العدوى في الانتقال بهذه السرعة ولمسافات أبعد، علينا أن نستعد لثورة تحمل عنوانا جديدا، غير تلك التي تحمل اسم المرحوم البوعزيزي ، الذي انتحر في تونس حرقا، وأدى انتحاره إلى انتفاضة شعبية أسقطت زين العابدين بن علي، ثم حسني مبارك، وهي تتجه نحو الاطاحة ببشار الأسد… في حين حولت اليمن إلى ساحة لمواجهات لا متناهية بين القبائل المعارضة لعبد الله صالح وتلك المساندة له.
أما ليبيا فقد حولتها ثورة البوعزيزي إلى ساحة حرب طاحنة، استعملت فيها كل أنواع الأسلحة الثقيلة و القنابل، التي تطلقها الدبابات والطائرات…
الجزائريون، أيضا، انتحر بعضهم حرقا، وحاول بعضهم الآخر الانتحار حرقا، بل طالبوا بحق ملكية إبداع ظاهرة الانتحار حرقا، بإعتبار أول عملية من هذا النوع حدثت في الجزائر، وبالضبط في دار الصحافة طاهر جاووت بالعاصمة وسنوات قبل حادثة البوعزيزي في تونس.
ومع ذلك لم ينقل الجزائريون الثورات الشعبية القائمة في المنطقة العربية إلى بلادهم، ربما لأنهم يرفضون التقليد، وهم الآن يبحثون عن بصمتهم الخاصة. قد تكون هذه البصمة هي الثورة عن طريق تقطيع الجسد، وإذا لم تنجح طريقة الاحتجاج المبتكرة في عنابة وانتقلت إلى البليدة لحد الساعة، في تجنيد كل الجزائريين وراء من يقطعون أجسادهم للمطالبة بإسقاط النظام، سيستعمل المحتجون في المستقبل شكلا آخر من أشكال جلد الذات، يكون أكثر تأثيرا في النفوس…
أما إذا فشلت محاولات الانتحار حرقا، أو بتقطيع الجسد، أو الأشكال المرتقب ابتكارها في تحريك الشعب الجزائري دفعة واحدة، فهذا يعني أننا فعلا لا نقبل أن نلدغ مرتين من جحر واحد.

http://www.wakteldjazair.com/index.php?id_rubrique=297&id_article=19581

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق