سياسة

موقف عبد الحكيم بلحاج 1997 من جماعة المخابرات المسلحة GIA

هذا البيان كان عبد الحكيم بلحاج المكنى أبو عبد الله الصادق أمير الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية سابقا، قائد ثوار طرابلس حاليا...كان قد كتبه معبرا فيه عن موقف جماعته من المذابح التي اقترفتها جماعات الجيا في حق الشعب الجزائري البريء...فهل هذا الموقف هو الذي يؤجج كراهية جرائد المخابرات لهذا الشخص بحكم أن تلك الجماعات كانت تسيرها نفس العصابة التي تسير هذه الجرائد؟

شراذم الجماعة المسلحة . . معاول لهدم هذا الدين
الكاتب : أبو عبد الله الصادق

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الإكراه فصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اللهم.

لا سهل الا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذ شئت سهلا

{وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين} [الأنعام]

لقد اطلعنا ببالغ الأسى والأسف على البيان الذي آخرجته الشرذمة المارقة بأرض الجزائر والمؤرخ بتاريخ الأحد 20 جمادى الأول 1418هـ الموافق 8 سبتمبر 1997م [للعلم يوجد خطأ في التاريخ] أسفرت فيه عن وجهها الحقيقي وهتكت فيه الستر والحجب التي كانت تواريها .

حيث اشتمل البيان على عدة نقاط أهمها :

أ- ان شرذمة المارقين المسماة بالجماعة المسلحة تعتقد بكفر الشعب الجزائري بأكمله حيث وصفه البيان بأنه ” شعب كافر ومنافق ” .

ب- أعلنت شرذمة المارقين مسئوليتها عن المذابح التي استهدفت المدنيين العزل كالنساء والأطفال والشيوخ.

ج- بدا واضحا من خلال البيان ان قتل الأبرياء من أبناء المسلمين بالجزائر لا سيما الضعفاء منهم صار هدفا رئيسيا عندهم بعد فشلهم في مواجهة قوات الطاغوت النظامية.

د- حاولت شرذمة المارقين في بيانها المذكور ان تمارس إسلامية رفع الشعارات الزائفة من خلال انتسابها إلى الصحابة رضي الله عنهم وأهل السنة والجماعة وزعمت إن ( . . . ) امتداد للمجاهدين السابقين بأرض الجزائر ؛ يوم ان اجتمع أنور الدعوة والجهاد من أمثال الشيخ أبي عبد الرازق احمد والشيخ محمد السعيد والأخ عبد الرزاق رجام رحمهم الله والأخ سعيد مخلوفي ، والواقع ان شرذمة المارقين اليوم قد صارت أداة لتدمير مكتسبات الجهاد المبارك على ارض الجزائر.

ه- طفح البيان – كالعادة – بالمزايدة الإعلامية بتهديد فرنسا والأمم المتحدة وأمريكا واليهود ، وكل من له أدنى معرفة بحال هؤلاء يعلم ان تهديداتهم هذه كمن ينعق في صحراء جرداء وحقيقة الأمر انه (يقتلون اهل الإسلام ويدعون أهل الاوثان).

ز- دل البيان على فساد أخلاق أصحابه وخبث سجاياهم حيث امتلأ بالألفاظ النابية.

أيتها الشعوب المسلمة من أبناء امتنا الإسلامية :

أن هذه الشرذمة المسماة بالجماعة الإسلامية المسلحة لم تخرج عن منهج أهل السنة والجماعة فحسب ، وإنما خرجت عن كل ما يمت إلى السلوك البشري السوي بأي صلة ، وهؤلاء الشراذم في حقيقة أمرهم وبعد كل المعلومات المتجمعة لدينا من ارض الجزائر نفسها – من قراها ومدنها ومن جبالها ووديانها – لتؤكد ان تلك الشرذمة المارقة أصبحت ألعوبة بيد المخابرات الجزائرية والفرنسية تحركها كيف ما تشاء ، وذلك بعد ان نجحت تلك الآثمتان ( . . . ) في عملية اختراق ما كان يعرف سابقا باسم ” الجماعة الإسلامية المسلحة ” ، ولذلك فلا عجب ان نسمع المسلمين على ارض الجزائر ينسبون هذه الجرائم إلى الحكومة الجزائرية لا إلى جماعة إسلامية.

واننا في الجماعة الإسلامية المقاتلة عندما نؤكد هذا الكلام فإننا نتحمل مسئوليته أمام الله سبحانه وتعالى أولا ثم أمام الأمة الإسلامية ثانيا ، وإننا أعطينا لأنفسنا حق الحديث بهذه الصورة اليقينية الجازمة لأننا نعيش أحداث الجزائر منذ انطلاقتها حتى يومنا هذا عن كثب وعن دراية ولدينا من الحقائق والوقائع ما تشيب لهولها الولدان.

إن ما تقوم به شرذمة المارقين من عمليات استهداف للمدنيين العزل إنما يدل دلالة واضحة على إفلاسها من الناحية العسكرية الميدانية في المواجهة مع قوات الطاغوت.

إن هذه المواجهة تتطلب إمكانيات وجهودا على المستوى المادي والبشري والمعنوي تعتبر هذه الشرذمة اعجز ما تكون عن توفيرها والمحافظة عليها نتيجة لكونها ألعوبة في أيدي أجهزة المخابرات.

أيتها الشعوب المسلمة من أبناء امتنا الإسلامية :

إن أعداء الإسلام يعملون على هدم هذا الدين ومحاربة هذه الأمة العظيمة من خلال وسائل عدة وبصور شتى ، ومنها تحويل الجماعة المسلحة إلى شرذمة من المارقين عن الدين والعرف والأخلاق ، لكي تقوم بعدة جرائم ومذابح في حق عوام المسلمين من أبناء الشعب الجزائري وذلك باسم الإسلام وباسم الجهاد في سبيل الله والإسلام برئ من كل هذه الجرائم البشعة التي لا تقرها شريعة إلاهية ولا فطرة سوية.

إن شرذمة المارقين هي المسئولة وحدها عن هذه الجرائم الجبانة التي تدل على انعدام الرجولة والمروءة من اغتصاب النساء وذبح الأطفال ونهب الأموال وترويع الأمنين من عوام المسلمين الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا.

فكيف يكون هذا منهج الإسلام والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالأخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا آخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا} ، فالإسلام شرع القتال من اجل حماية أولئك المستضعفين والدفاع عنهم وهو من الجهاد في سبيل الله ، فكيف يزعم هؤلاء الأدعياء – صنيعة المخابرات – بان الإسلام يأمر باغتصاب المسلمات وقتل الأطفال الأبرياء وذبح الشيوخ المسنين وترويع الأمنين.

أيتها الشعوب المسلمة من أبناء امتنا الإسلامية :

هناك عدة نقاط نحب أن نضعها بين أيديكم محاولة منا للدفاع عن نقاء هذا الدين وصفاء منهجه :

أ- إن ما يقوم به شرذمة المارقين عملاء المخابرات لا يمت للإسلام بصلة وإنما هو جزء من مخطط كبير لضرب الإسلام وتشويهه ومن يتابع وسائل الإعلام العالمية يستطيع أن يقف على هذه الحقيقة بكل سهولة.

ب- أن نظام الجزائر الحاكم نظام مرتد كافر بالله العظيم ودينه القويم فلا شرعية له ولا طاعة ولا موالاة ، ويجب على كل مسلم قتاله والتصدي له واستئصال شأفته لأنه هو المسئول عن كل ما يحدث في الجزائر.

د- أن أهل الخير والجهاد لا يزالون موجودين بالجزائر منتشرين هنا وهناك ولكنهم متفرقون ومتناثرون ، والكثير منهم له معارك وملاحم في التصدي لشراذم المارقين واستئصال شأفتهم في الكثير من المناطق

ه- أن أبناء الشعب الجزائري في الداخل والخارج وكذلك أبناء الأمة الإسلامية مطالبون بان يكون لهم موقف جذري وحازم ضد كل من تسول له نفسه دعم هؤلاء المارقين أو مناصرتهم أو موالاتهم ، خاصة بعد افتضاح أمرهم ببيانهم الأخير، الذي كشف سوءتهم ولم تعد لأي إنسان حجة أن يتذرع بالجهل أو التوقف والتبين ، فكل مسلم يدعي حزنه لما أصاب الشعب الجزائري عليه أن يترجم هذا الحزن القلبي إلى سلوك عملي دفاعا عن أعراض ودماء وأموال أبناء شعبنا المسلم في الجزائر.

وان سألتم عن موقف الجماعة الإسلامية المقاتلة مما سبق ذكره فإنني أقول بأننا – ولله الحمد والمنة – لا نأمر الناس بفعل ولا نأتيه ، ولنا أساليبنا وطرقنا الخاصة في تطبيق ما قلناه ، منها ما هو سري لا يمكن الحديث عنه بحال من الأحوال ، ومنها ما هو علني يعرفه القاصي والداني.

وأخيرا ندعو أهل الخير والجهاد بالجزائر إلى الاتحاد ورص الصفوف ونبذ الخلاف من اجل تحقيق أهداف الإسلام من الجهاد والقتال.

وندعو كل المجاهدين الذين لازالوا يرفعون السلاح في وجه النظام الجزائري إلى التقيد بمنهج أهل السنة والجماعة والاقتداء بالسلف الصالح من اجل سلامة المنهج ، والذي يوجب شرعية الوسائل كما يوجب شرعية الأهداف.

اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان
اللهم فرج عن أهل الجزائر
اللهم اهلك الظالمين والمارقين
اللهم ارفع راية الإسلام وحكم دولة القرآن

{ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق }

أمير الجماعة الإسلامية المقاتلة
أبو عبد الله الصادق
الأربعاء 1 جمادى الأخر 1418هـ
الموافق 1 – 10 – 1997م

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • الشيخ عبد الحكيم بلحاج حفظه الله إضافة إلى الرسالة التى كتبها ضد العمليات الإرعابية التى قامت بها اللجيا حسب روايات فإنه كتب كتاب فيه مراجعات الجماعة الليبية المقاتلة و المضحك أن مؤسس الجيا هو من كان يساند بوتفليقة في عهدته الثالثة مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة فمتى تفيق ياميت .

  • إن حكومة الجنرالات و المخابرات في الجزائر أصبحت لها عقدة تنغص و تنكد عيشها ألا و هو الإسلا و كل ما هو إسلامي و زيادة لهذا إسم بلحاج فهذا الإسم يطرق في أسماعهم عالصاعقة فالشيخ حفضه الله علي بلحاج أصبح لهم كالشبح و زادهم الآن الأخ الفاضل و المجاهد قائد قوات الثوار في ليبيا فكل إسم به كلمة بلحاج و خاصتاً إن كان ملتزما لا تستزيغه الحكومة الجزائرية الله أكثر من إسم بلحاج حتى يموتوا غماً إن شاء الله