سياسة

قرابة 80 ألف طلب للحصول على الجنسية الجزائرية؛ علويون وبهائيون يدخلون خارطة المجتمع الجزائري،

2011.09.12 ناصر. تضاعفت طلبات التجنس من الأجانب من مختلف القارات والجنسيات وحتى الديانات في الأشهر الأخيرة، وزادت الثورات العربية التي اندلعت وأدت إلى نزوح مخيف للكثير من الجنسيات إلى دخول الوضه مرحلة المبهم خاصة في الجنوب الشرقي، حيث وصل المئات من الأفارقة الذي أنهكتهم الحرب في ليبيا وصاروا يخشون على حياتهم من الثوار…

على اعتبار التهمة الموجهة إليهم كونهم ساعدوا المرتزقة للوصول إلى صفوف أنصار معمر القذافي، وأيضا كون البعض يعتبرهم من بقايا نظام القذافي ناهيك عن أن معظم الأفارقة المتواجدين في ليبيا هم من بلدان تمزقها الحروب الأهلية مثل إثيوبيا وتشاد أو المجاعة مثل الصومال، كما أن السوريين الذين دخلوا الجزائر بطرق غير شرعية وبعضهم يعمل في الخياطة وأيضا في حفر الآبار فاجأتهم الحرب الأهلية التي تمزّق سوريا في الأشهر الأخيرة، فصاروا يبحثون عن وسيلة للبقاء في الجزائر خاصة أن نماذج كثيرة من السوريين حققت النجاح المادي في الجزائر وهي تعيش الاستقرار. وأكدت للشروق اليومي مصادر من مكاتب الأجانب الموجودة في مصلحة تنقل الأشخاص بالولايات أن طلبات الجنسية تتهاطل منذ شهر جوان وبالتحديد بعد رمضان2011 بشكل لم يسبق له مثيل، ولكن الجديد أن الكثير من الأفارقة والعرب وحتى الآسيويين الذين يشتغلون في البناء والطريق السيار صاروا يصطحبون طلبات التجنس بعقود زواج تؤكد أنهم مرتبطون بجزائريات محاولين الاستفادة من الأمر الرئاسي رقم 05 _ 01 المؤرخ في عام 2005 الذي عدّل الأمر القديم الذي يحمل رقم 70 _ 86 المؤرخ في 17 سبتمبر 1970 الذي تحدث عن مرسوم الجنسية الجزائرية، وهو لا يمانع في منح الجنسية الجزائرية لأي رجل أجنبي متزوج من جزائرية منذ ثلاث سنوات بشرط أن يكون يحمل وثيقة اعتناقه للدين الإسلامي وفق الشريعة التي ترفض زواج المسلمة من غير المسلم، إذا كان طبعا من دولة غير مسلمة مثل الصين أو بورندي، وهما دولتان وجدنا أن بعض طلبات التجنس جاءت منهما..
وتوجد في كل مديرية تنظيم والشؤون العامة من كل ولاية مصلحة تقوم باستقبال الطلبات وتحولها إلى مصالح الأمن للتحقيق فيها خاصة أن بعض المتزوجين من الجزائريات اكتشف أن لهم نشاطات إجرامية خطيرة، ومنهم من يتستر بالجنسية الجزائرية لأجل بلوغ مآرب عرقية كما هو حاصل مع أكراد تركيا والعراق وقبائل بالنتينيو السنغال، وحتى مذهبية كما هو حاصل مع البهائيين القادمين من الساحل الإفريقي أو العلويين من سوريا أو شيعة العراق.. المادة الرابعة في قانون 2005 تم استغلالها من طرف الكثير من الأجانب ومنهم حتى الهاربون من العدالة لأجل الحصول على الجنسية الجزائرية من خلال الارتباط بامرأة جزائرية أو حتى بالنسبة للأجنبية خاصة الإفريقيات في جنوب الجزائر المرتبطات بجزائريين من أبناء الصحراء الكبرى.. ويمكننا أن نقرأ في المادة التاسعة مكرّر أنه يمكن الحصول على الجنسية الجزائرية بموجب مرسوم من كل من تزوّجت من جزائري أو تزوّج من جزائرية وتوفرت فيهما قانونية الزواج، وكما جاء بالحرف الواحد أن يكون قائما فعليا منذ ثلاث سنوات على الأقل عند تقديم طلب التجنس والإقامة المعتادة داخل الوطن لمدة عامين على الأقل، لكن معظم طالبي الجنسية صاروا يقدمون طلباتهم من وزارة العدل مباشرة ووزارة العدل تحوّل مباشرة الطلبات إلى مكاتب الأجانب المتوفرة في مختلف الولايات وخاصة في ولايات معينة مثل برج بوعريريج والعاصمة وتبسة وتلمسان وغليزان وتمنراست، كما تحوّل الملف أيضا لمصالح الأمن التي تتأكد من هوية طالب الجنسية وتحقق في أمره ليس في الجزائر وإنما أيضا في بلده الأصلي، وانضم في المدة الأخيرة إلى طالبي الجنسية بعد أن اقتصر الأمر في السابق على الفلسطينيين والسوريين والمصريين والأفارقة وأبناء المغرب العربي على أفارقة جدد مثل الكاميرونيين والغابونيين والصينيين والملغاشيين والماليزيين، ومنهم الشيعة والأكراد والعلويين والبهائيين، رغم أن الديانة والعرق يختفي عادة مع البلد الأصلي، لكن الخطر يكمن في أن الجزائريات المتزوجات من أجانب هن وعائلاتهن من يبذلن أقصى الجهد لأجل حصول أزواجهن على الجنسية، خاصة أن الكثير منهن يتزوجن خارج البلاد وفي فرنسا بالخصوص، وتجد المصالح المختصة صعوبة في رفض التجنيس خاصة بعد أن يقوم طالب التجنس بإعلان إسلامه أمام الملأ في المسجد والحصول على وثائق اعتناقه الإسلام من مديريات الشؤون الدينية، إذ بعد تقديم عقود زواج المحاكم مباشرة لوزارة العدل يصبح الرفض صعب وهذا ما جعل البعض يطالب بالعودة إلى قانون التجنس القديم الذي يعود إلى عهد الرئيس الراحل هواري بومدين المؤرخ في 17 سبتمبر 1970 الذي يعتبر فيه جزائري أي ابن من أب جزائري دون ذكر الجزائرية.. الأرقام تؤكد أن عدد معتنقي الإسلام قد بلغ 198 عام 2010 في الجزائر ولم يزد عن 44 في عام 2004، ومن المحتمل أن يقترب الرقم من 300 خلال عام2011، والأرقام تؤكد أن رقم الرجال تفوّق على النساء وكان العكس تماما في السابق بالنسبة للوافدين الجدد على الإسلام في الجزائر كما أن عدد الحاصلين على الجنسية الجزائرية في الأربعين سنة الماضية قد قارب الخمسين ألف ولكن الطلبات تضاعت وبلغت الآن قرابة الثمانين ألفا وكانت العام الماضي في حدود السبعين ألفا، وهو رقم مهول خاصة أن ألفا من طالبي الجنسية متزوجون من جزائريات.

http://www.echoroukonline.com/ara/social/83898.html

3 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق