جواز السفر الأخضر يداس أرضا؛ شرطة لندن تشبع جزائرياً ضربا على متن الجوية الجزائرية

كمال زايت – حدث هذا في مطار هيثرو بلندن وداخل طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية، التي تعتبر مكانا سياديا للدولة الجزائرية، لكن رجال شرطة بريطانيون اعتدوا، حسب شهادات عدد من الركاب، على مواطن جزائري أرادوا ترحيله بالقوة، دون أن يحرك مسؤولو الجوية الجزائرية ساكنا أمام هذا التصرف الذي أذهل من حضروا الواقعة.
وقال عدد ممن شهدوا هذه الواقعة لـ وقت الجزائر إن الأمر يتعلق بالرحلة AH2055 التابعة للخطوط الجوية الجزائرية، والتي أقلعت من لندن باتجاه العاصمة الجزائرية، إذ فوجئ الركاب بأربعة رجال شرطة يصطحبون رعية جزائرياً على متن الطائرة بغرض ترحيله، ولكن هذا الأخير رفض الرحيل وتمسك بالبقاء هناك، ولم يتحرج رجال الشرطة التابعون لمصلحة الهجرة من استعمال القوة ضد الرعية الجزائري، الذي أوسعوه ضربا على متن الطائرة، وعلى مرأى من الركاب، الذين أصيب الكثير منهم وخاصة الأطفال بحالة من الذعر أمام مشهد الضرب.
وأمام هذا المشهد طلب الركاب تدخل مسؤول الجوية الجزائرية على مستوى مطار هيثرو، لكن مسؤولة التنسيق بين الرحلة وبين المسؤول عن الرحلة، وهي إيرلندية الجنسية رفضت الاتصال من الطائرة بالمطار للتبليغ عن الواقعة الخطيرة التي حدثت، وهو الأمر الذي جعل عددا من الركاب يقررون التدخل،لوضع حد للعنف الذي كان يتعامل به رجال الشرطة الأربعة، الذين وجدوا أنفسهم محاصرين فجأة بالعشرات من المسافرين الغاضبين، وكادت الأمور تتطور إلى ما لا يحمد عقباه، في حين أن طاقم الطائرة احتج وبشدة لدى رجال الشرطة على تصرفهم، بينما أكد قائد الطائرة على أنه يرفض أن يقل الرعية الجزائري، بعد أن تعرض إلى كسر في إصبعه، إضافة إلى الدم الذي كان يغطي وجهه، قبل أن يرضخ رجال الشرطة للأمر الواقع، بعد أن أدركوا أنهم ارتكبوا خطأ جسيما وأنزلوا الرعية من الطائرة، بعد أن تركوا ركابها في حالة غضب عارمة.
هذه الرحلة شهدت حادثا آخر لا يقل خطورة، عندما تقدمت سيدة إلى المسؤول عن التسجيلات لدى الخطوط الجوية الجزائرية وهو من جنسية هندية، ولما قدمت له التذكرة، أخبرها أن هناك خطأ في اسمها، وأنها يجب أن تعالج الإشكال مع رئيس الرحلة على مستوى المطار، فأخبرته أنها لن تستطيع العثور عليه في الزحمة التي يعرفها المطار وأنه من الأفضل أن يتصل به هاتفيا حتى يحضر وأمام إصرارها لم يجد ذلك الموظف ما يجعله يتخلص من إصرار هذه السيدة سوى أن ألقى بجواز سفرها الجزائري على الأرض وعندما احتجت قدم رئيس الرحلة على مستوى المطار والذي بدل أن يوجه لومه وغضبه إلى الموظف الذي ألقى بجواز السفر، أحضر رجال الشرطة البريطانيين للاحتماء بهم، مدعيا أن السيدة اعتدت على الموظف الهندي، هؤلاء سألوا السيدة عما حدث وعادوا إلى شريط الفيديو الذي صور الحادثة، فوجدوا أن الهندي هو الذي ألقى بجواز السفر الجزائري على الأرض، فحملوه مسؤولية ما جرى وأخبروا السيدة بأنه بإمكانها مقاضاته.
الجالية الجزائرية في بريطانيا اشتكت مرارا وتكرارا من تصرفات مسؤولي الجوية الجزائرية على مستوى مطار هيثرو، وقد أبلغوا القنصلية بمشاهد الإهانة التي تتكرر باستمرار، وخاصة أن رئيس الرحلات يدعي أنه شخصية مهمة لا يمكن لأحد مساسها أو إقالتها من ذلك المنصب، الغريب في الأمر أن عددا كبيرا من مسؤولي الجوية الجزائرية في بريطانيا من مزدوجي الجنسية، جزائرية ـ فرنسية وكأن ذلك شرطا للتوظيف، كما أن السيدة التي ألقي بجواز سفرها على الأرض قدمت شكوى لدى الوزير المنتدب المكلف بالجالية، الذي وعد بفتح تحقيق في الموضوع، في انتظار رد فعل المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية عن هذه التصرفات التي تسيء إلى شركته وتسيء أكثر إلى الجزائر وإلى رعاياها.

http://wakteldjazair.com/index.php?id_rubrique=287&id_article=26832