مكتبة

المؤرخ محمد الأمين بلغيث في حوار لـ”الجزائر”: “مذكرات المجاهدين مزوّرة وتفتقد للمصداقية بنسبة 100 بالمائة”

الكاتب: حوار: دليلة حدوش
الأحد, 30 أكتوبر 2011
يرى الأستاذ محمد الأمين بلغيث مؤرخ مختص في تاريخ المغرب العربي (العصر الوسيط) أن التزوير والتنميق هما الصفتان الغالبتان على المذكرات التاريخية، “وهي تفتقد للمصداقية والعفوية بنسبة مائة بالمائة”، قبل أن يعترف بأهميتها في كتابة التاريخ. وهو ما يتعرض له بالتفصيل في هذا الحوار مع جريدة “الجزائر”.
ماذا يمكن قوله عن حقيقة أحداث الثورة بعد 57 سنة على اندلاعها؟
الثورة بعد مرور 57 سنة على اندلاعها، لا تزال تلك الفتاة الجميلة التي لا تموت بالتقادم في أذهان الصالحين المحبين لهذا الوطن، وهي ستبقى على مرّ السنوات خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، من طرف كل من يريد المساس باستقرار البلاد. كما أن عودة نوفمبر كل سنة يذكرنا بحقيقة أننا تعرضنا للاغتصاب ذات الخامس من جويلية سنة 1830، واستطاعت خمسة أجيال على استرداد كرامتنا، بعد أن كان نوفمبر البداية لتأسيس عهد جديد.
وما هي قراءتكم لأحداث الثورة؟
العودة إلى نوفمبر والأحداث التي تمّ تسجيلها في الفترة بين 1954 و1962 تجعلنا نتذكر دائما أنه من الواجب علينا حماية هذا الوطن مهما كانت الظروف، لأن فيها حفاظا على أمانة الشهداء، وعلينا دائما تذكّر ما قدّمه هؤلاء في سبيل تحرير هذا الوطن، وخاصة مع ظهور ما أصبح يعرف بين قوسين “بالثورات العربية”.
وما هو تعليقكم على كتابة التاريخ، مع تزايد المذكرات التاريخية للمجاهدين؟
من الضروري جدا كتابة تاريخ الثورة، وهذه المذكرات إضافة للرصيد المعرفي للثورة على مستوياتها، ولكنها في حاجة إلى منهجية وقراءة من المؤرخ الحريص على كتابة ثورة الأمة ونقل الأحداث كما وقعت، وأكرر أن هذه المذكرات مفيدة، لكنها تبقى غير كافية كنقطة في محيط، ونحن بحاجة إلى شهادات مسموعة ومرئية لمن لا قدرة له على كتابة شهاداته حول الثورة.
ما هي نسبة مصداقية ما يكتبون إلى التاريخ الحقيقي؟
تعتبر المذكرات التاريخية مصدرا من مصادر التأريخ مهما علا شأنها أو انخفض، ثم إن المؤرخ لا يكتف بشهود العيان، فهو يحتاج إلى المذكرة أو الرسالة التي كتبت في حينها، والتي لا تخضع لحسابات، أما المذكرات التي كتبت بعد خمسين سنة من الثورة أو أكثر نجدها مكتوبة برزانة، وهي من ثم تفتقد العفوية والمصداقية بنسبة مائة بالمائة، والتزوير والتنميق هما الصفتان الغالبتان على هذه المذكرات. وأقول إنه أصبحنا في وقت، يكتب فيه كل من هب ودب المذكرات حتى مجاهدي 19 مارس.
من المعروف أن هناك تاريخا رسميا للثورة.. كيف تطورت النظرة إلى التاريخ الرسمي؟
التاريخ مستويات وليس كل ما يكتب يقال، والتاريخ مستويات، المستوى الأول يتمثل في التاريخ الرسمي، وهو الموجود في الكتب الذي يلعب دور التمجيد، وهو ناقص، إذ يتناول الأحداث الكبرى بسطحية، والمستوى الثاني هو المرتبط بالشهادات والمذكرات وما يكتب في وسائل الإعلام، فيما ينحصر المستوى الثالث في الدور الذي تلعبه الجامعات، بجمع الوثائق وشهادات من عايشوا الثورة، وهو ما بدأ يظهر مؤخرا في عدد من المؤسسات الجامعية.
ماذا نقول في مسألة الذاكرة بين الجزائر وفرنسا؟
لو كنت مسؤولا على هذه البلاد لقطعت كل العلاقات مع فرنسا من منطلق أن الجزائر لا تحتاج فرنسا في شيء، كما أن فرنسا جعلتنا رهائن أمام الأسواق العالمية من خلال عملائها.
وجدير بالذكر أنه قبل الحديث عن مسألة الاعتذار أو الاعتراف، يجب على فرنسا الرسمية أن تعوّض ما نهبته فرنسا الاستعمارية من خزينة الجزائر سنة 1830، والتي بلغت حسب المؤرخين 24 مليون قطعة ذهبية.
هل في يد الجزائر أوراق تضغط بها على فرنسا من أجل الاعتراف؟
أهم ورقة ضغط هي الجرائم التي ارتكبتها فرنسا منذ 1830 والتي لا تسقط بالتقادم، وقد راح ضحيتها 10 ملايين نسمة.

http://www.eldjazaironline.net/02/actualite/1-2011-06-16-15-15-57/8116——-qq-q—–q-.html

———-

المجاهد عبد الحفيظ أمقران في حوار لـ”الجزائر”: “اجتماع طرابلس سبب كل مصائب الجزائر”
الكاتب: دليلة حدوش
الأحد, 30 أكتوبر 2011
يؤكد المجاهد عبد الحفيظ أمقران أن جيل نوفمبر وقيادات الثورة عملا كل ما في وسعهما من أجل توحيد الصف، ونجحت في ذلك من خلال افتكاك الاستقلال، “رغم تسجيل بعض المشاكل الداخلية في السنوات الأخيرة للثورة، والتي استطاع القادة تجاوزها”. ويكشف في حوار مع “الجزائر” المجهودات التي بذلتها القيادة حينها للتغلب على الصراعات وتحقيق الهدف المنشود…

أثارت أحداث الثورة صراعات ومنها ما تزال متواصلة بعد قرابة خمسين سنة من الاستقلال؟

القيادات التي أشرفت على الثورة، عملت كل ما باستطاعتها لتوحيد الصف، والتنسيق لتحقيق الهدف المنشود، ونجح جيل نوفمبر في الإجماع على الكلمة الواحدة وتحقيق النصر رغم بعض الخلافات الداخلية التي ظهرت في السنوات الأخيرة من عمر الثورة، ولكن تم التغلب عليها بحنكة القادة الذين تولوا المسؤوليات حينها، ليتم تجاوز كل الصراعات.

هل ترون أنه يجب كشف الحقيقة كما هي؟

من هذه الحقائق أنه في سنة 1962 كدنا ندخل في حرب أهلية بسبب الكرسي، حيث أن بعض القادة اجتمعوا في طرابلس، وكادوا أن يدخلوا في الاقتتال لولا تدخل بعض العقلاء الذين طلبوا التمهل لمدة ستة أشهر أخرى. وهؤلاء أرادوا أن يتزعموا الثورة ففرقوا الشمل والجمع، وأنا شخصيا أرى أن اجتماع طرابلس هو المتسبب في المصائب الكبرى التي حدثت في الجزائر، حيث بقيت الجزائر تدفع ثمنه إلى غاية العشرية السوداء”. وعلى المجاهدين أن يكتبوا مذكراتهم لأنهم سينصفون الجزائر مثلما حافظوا على وحدة الصف أمس.

ما رأيكم في مبادرة بعض النواب في استصدار قانون يحيل جبهة التحرير الوطني إلى المتحف؟

أنا لا أدخل في هذه القضايا.

كيف ترون مستقبل العلاقات الجزائرية – الفرنسية مع تجاذب الطرفين حول الذاكرة؟

لا يمكن لفرنسا التنكّر للتاريخ، وعليها أن تعترف بجرائمها في الجزائر منذ 1830، وسيأتي يوم تعترف فيه فرنسا طال الأمد أو قصر.

http://www.eldjazaironline.net/02/actualite/1-2011-06-16-15-15-57/8116——-qq-q—–q-.html

————

في الذكرى السابعة والخمسين لأول نوفمبر.. ثورة الجزائر.. حاجة الذاكرة والصراعات السياسية
الكاتب: نور عبد القادر
الأحد, 30 أكتوبر 2011
أهم ما يميز ذكرى أول نوفمبر تراكم عدد الأسئلة التي يطرحها التاريخ على أحداث الثورة التي هزت الجزائر قبل 57 سنة, لتهدم أحد أبشع الأنظمة التي عرفها تاريخ الإنسان: النظام الاستعماري. وعلى مدار سنوات الاستقلال لا يزال الجزائريون يكتشفون سنة بعد سنة أن الثورة التي رفعت رؤوسهم عاليا إلى السماء واستردت حريتهم وكرامتهم، إنما هي من صنع بشر، يعتريهم ما يعتري سائر البشر من قوة وضعف. ومن النقاط الهامة أن الجزائريين أصبحوا يعرفون، منذ سنوات، أن للثورة التحريرية تاريخان: الأول هو التاريخ الرسمي الذي صنعته الصراعات السياسية بعد الاستقلال، أو لنقل صنعته العصب المتصارعة على السلطة منذ السنوات الأولى للثورة.

ومن نتائج الانفتاح السياسي الذي عرفته الجزائر مع نهاية الثمانينيات من القرن تزايد عدد الإسهامات في كتابة تاريخ هذه الثورة الكبيرة: في شكل دراسات قام بها مختصون وأصبح بالإمكان نشرها وقراءتها في الجزائر، أو دراسات أنجزها جزائريون بالخارج، من أمثال أبحاث المجاهد المؤرخ محمد حربي، بعد أن كانت محرمة في وقت من الأوقات. ومن نتائج الانفتاح السياسي أيضا إطلاق ألسنة الكثير من المجاهدين والفاعلين في هذه الثورة. وهكذا تسنى لنا أن نقرأ العديد من الكتب وهي تمثل شهادات مجاهدين معروفين، لعل آخرها مذكرات المجاهد العقيد طاهر الزبيري.

ومثلما استفادت الحقيقة والتاريخ من هذه المساهمات كلها، كان للسياسة أيضا نصيبها. وقد شاهدنا الكثير من رجال السياسة يدخلون ميدان الثورة وأحداثها مستغلين رجالها لأغراض سياسية. وهكذا تحول عدد من شهداء الواجب إلى ما يشبه السجل التجاري – السياسي للاستفادة منه في صراعات اليوم. ومثلما كانوا مناط الصراع في حياتهم النضالية ها هم يتحولون إلى مناط الصراع وهم أموات عند ربهم يرزقون.

وما يميز احتفالات هذه السنة تطور الكلام عن العلاقة بين حزب جبهة التحرير الوطني، كما هو اليوم، وبين جبهة التحرير الوطني التي قادت ثورة التحرير باسم جميع التيارات السياسية للحركة الوطنية الجزائرية. وقد ظهر ذلك في شكل مشروع قانون تقدم به بعض النواب يقترح منع استعمال رمز ثورة نوفمبر (جبهة التحرير الوطني) في المعترك السياسي، وهو ما يعتبرونه احتكارا لموروث يشترك في ملكيته جميع الجزائريين، لصالح حزب سياسي له ما لجميع الأحزاب وعليه ما عليها. وهو اقتراح يرفضه بقوة قادة حزب جبهة التحرير، طبعا. ولكن اقتراح إحالة جبهة التحرير على متحف التاريخ يحوز هذه المرة على تأييد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين. ويرى الجبهويون أن هذا المشروع إنما هو، أيضا، جزء من محاولة سياسية، من أطراف أخرى، تمثل أحزابا أخرى، وتريد استغلال التاريخ لتحييد حزب الأغلبية في المعارك الانتخابية…

هذا ولا يزال تاريخ الثورة يثير بين ضفتي المتوسط، في فرنسا والجزائر، كلاما كثيرا عن مفهوم ما يسمى بالذاكرة: يعني اية ذاكرة يجب الحفاظ عليها عند الجزائريين وأية ذاكرة تبقى للفرنسيين. الجزائريون يريدونها ذاكرة ضحايا الظاهرة الاستعمارية والتي لن تهدأ وتستقر إلا باعتراف الفرنسيين واعتذارهم، وأما الفرنسيون فيريدونها ذاكرة تقبل ما جرى بما كما هو ولكن دون ندم أو اعتذار…

http://www.eldjazaironline.net/02/actualite/1-2011-06-16-15-15-57/8117-2011-10-30-21-59-47.html

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق