تاريخ

الحركة الإسلامية في الجزائر | د / حنيفي هلايلي

الحركة الإسلامية في الجزائر
قراءة في ثلاثية: الدعوة، العمل السياسي، العنف المسلح

د / حنيفي هلايلي – جامعة سيدي بلعباس- الجزائر

كانت الحركة الإسلامية في البلاد العربية، منذ مطلع القرن العشرين إلى جانب القوى الوطنية اليسارية و القومية، محور الجهود التي كانت تطمح لتقديم رؤى بديلة للمشكلات التي أعقبت مرحلة ما بعد الإستقلال، فعلى إختلاف مشارب الفصائل الإسلامية و تنوع مناهلها إلا أنها تشترك في أفق واحد هو الرحلة المستمرة من أجل إستعادة حلم الخلافة الإسلامية. و إن كانت بعض الفصائل تفضل العمل السياسي السلمي، إختارت أخرى سبيل العنف و العمل المسلح.
يعتبر موضوع الحركات الإسلامية من الموضوعات الحساسة ليس فقط على الساحة الجزائرية أو العربية، و لكن على الصعيد الدولي. و السبب في ذلك يعود إلى أن هذه الحركات إنتقلت في الآونة الأخيرة من مرحلة ” الدعوة و التبليغ و الإرشاد ” إلى مرحلة أعلى، و هي مرحلة العنف و الإرهاب.
إن الإسلاموية و هي جميع الحركات السياسية الدينية التي تقدم بديلا “ثوريا إسلاميا” يرتبط تحقيقها بإنشاء دولة إسلامية، فهي تجعل من الإمامة (السلطة السياسية) ركنا سادسا للعقيدة الإسلامية و يمكن اقتطاف ذلك من رسائل حسن البنا: ” الإسلام دين و دولة، قرآن وسيف ، عبادة و قيادة، وطن و مواطنة “.[1] أولا: جمعية القيم :
تأسست جميعة ” القيم الإسلامية ” بتاريخ 14 فبراير 1963 تحت رئاسة الهاشمي تيجاني، و عبد اللطيف سلطاني و أحمد سحنون و حوديق مصباح. و قد أسست هذه الجمعية تحت غطاء تربوي، ثقافي، فكان من أهدافها: إحياء القيم الإسلامية. و حاولت الجمعية منذ البداية تقديم خطاب أصولي معتدل، حيث ركزت جل نشاطاتها في المساجد مثل مسجد صلاح الدين الأيوبي بيلكور، و مسجد سيدي رمضان بالقصبة، و هذا الأخير ” كان ميدانا للتنظيم و العمل الحركي “[2]، بينما كان نادي الترقي مقرا للجمعية.
أصدرت الجمعية مجلة شهرية تسمى التهذيب الإسلامي، تهتم بقضايا العرب و المسلمين و دراسة المشاكل الإجتماعية و الإقتصادية و الثقافية حسب العقيدة الإسلامية.[3] و لم يلبث النزاع أن إنفجر بين الجمعية و السلطة، ذاك أن التوجه الإشتراكي الوارد في ميثاق الجزائر (1964) سيزيد من حدة التعارض بين الرئيس بن بلة و قادة الجمعية، ففي سنة 1964 أقيل رئيس الجمعية الهاشمي تيجاني من منصبه كأمين عام بجامعة الجزائر، ، و هو الأمر الذي استدعى من شيوخ الجمعية لعقد تجمع شعبي، تضمنت مطالبهم فيما يلي:
1. إعادة النظر في يوم الجمعة باعتباره العيد الأسبوعي للمسلمين حيث قام فيه الصلاة و جعله يوم عطلة.
2. الحرص على توظيف الجزائريين المسلمين في المناصب الإدارية، و هو ما يخالف ما جاء في بنوذ إتفاقية إيفيان (1962) التي تنص على احترام الأقدام السوداء التي تحبذ البقاء في الجزائر.[4] و بتاريخ 22 سبتمبر 1966 يتم حل جمعية القيم، بعد أن قامت بإرسال برقية إلى الرئيس المصري جمال عبد الناصر تطالبه فيها بالإفراج عن سيد قطب و جميع المسجونين من قادة الإخوان المسلمين في مصر. و قد إتخذت الجمعية هذا الموقف بإيعاز من توفيق الشاوي أحد أبرز قادة الإخوان و اعتبرت السلطة الجزائرية هذا العمل تدخلا صريحا في الشؤون الداخلية لدولة دعمت الثورة الجزائرية خلال مرحلة الكفاح.[5] أسباب إنتشار الصحوة الإسلامية
ظهرت الحركة الإسلامية في الجزائر كقوة سياسية سائدة في منعطف الثمانيات. و خلال هذه المرحلة سنجد أن الخاصية الثابتة للحركة الإسلامية: التأليف بين إستراتيجية أخذ السلطة و استراتيجية المجابهة العنيفة. إن عقد الثمانيات هو عقد الربط بين النخبة الإسلامية و الحركة الجماهيرية التي ستعطي للحركة الإسلامية الجزائرية وسائل فرض نفسها على المسرح السياسي الوطني كقوة معارضة أساسية.
و لقد ساعدت على صعود و اجتياح الصحوة الإسلامية عدة عوامل، في المستويات الوطنية و الإقليمية و الدولية ، هي:

1. على الصعيد الدولي
* الثورة الإيرانية (فبراير 1979)
بمجرد قيام الجمهورية الإسلامية بايران، 12 فبراير 1979، إستطاعت أن تجسد بعض طموحات الشباب الإسلامي ألا و هي قيام الدولة الإسلامية. و نجد أن الإيرانيين بعد انتصار ثورتهم حاولوا أن يصدروا ثورتهم بشتى الوسائل منها المنشورات و الجرائد و الصحف . فبرزت بعض المظاهر الإسلامية كانتشار الحجاب، و اللحي و لبس الأقمصة ( القمصان ) .[6]

* الغزو السوفياتي لأفغانستان. (ديسمبر 1979)
بعد أن كانت افغانستان لا تذكر و لا يعرف موقعها الجغرافي، أصبحت تتداول على الألسنة و تعالج في المحاضرات، و أصبح الجهاد الأفغاني يشعل الإيمان في النفوس، فأصبحت قضية محورية و عقائدية لدى المسلمين، فذهب الكثير من الشباب إلى الجهاد الأفغاني، وتبنت الحركة الإسلامية الجزائرية بشقيها السياسي و العسكري القضية الأفغانية، حيث كانت أفغانستان موضوع كل الخطباء و الحلقات المسجدية، كما راجت أشرطة الشهيد عبد الله الغرام الذي تمكن من تجنيد نحو 3000 متطوع جزائري تلقوا تكوينا للقتال في أفغانستان.[7] و بدأ الجزائريون يتوجهون إلى أفغانستان عبر باكستان و بعض الدول الأوروبية كفرنسا و إسبانيا. و غادر بعضهم الجزائر إلى المملكة العربية السعودية. و كان مقصدهم منطقة بيشاور و من ثمة يدخلون إلى الأراضي الأفغانية.[8] أعدت مصالح الأمن الجزائري دراسة حول ” سوسيو لوجيه ” للأفغان الجزائريين، و خلصت الدراسة الى أن نسبة تواجد الأفغان الجزائريين عبر الولايات تتمثل على النحو التالي: الوادي، سيدي بلعباس، معسكر، وهران، قسنطينة، تبسة، المسيلة، الجزائر، غرداية و الأغواط.
و تشير الدراسة إلى أن عدة عوامل توفرت في مطلع الثمانيات عززت توجه الشباب الجزائري نحو أفغانستان للجهاد ضد الغزو السوفياتي، نذكر منها:
* تأثير معنى الجهاد على نفوس الشبان
* الظروف الإقتصادية الصعبة التي كانت تعيشها الجزائر
* تنامي نسبة البطالة
* توفير عدة تنظيمات للشباب فرصة الهجرة نحو أفغانستان.
* تنظيم الدعوة و التبليغ (مقره المركزي باكستان).
* الرابطة الإسلامية العالمية.
* تنظيم الدعوة و الإرشاد (إحدى واجهات تنظيم الإخوان
المسلمين في الجزائر).[9]

2. على الصعيد الإقليمي :
* إتفاقية كامب ديفيد (مارس 1979)
– الهجوم على المسجد الحرام في مكة (20 نوفمبر 1981).
– مجزرة حماة التي جرت في عهد الرئيس السوري حافظ الأسد (1982) ضد حركة الإخوان المسلمين.
* تفاعل الشباب الإسلامي بكتب الإخوان المسلمين
إن المدرسة الإخوانية، إستطاعت أن توقظ شعلة الإيمان في قلوب العديد من الجزائريين، فاستطاعت أن ترفع المستوى العلمي و الحس الحركي و ذلك عن طريق الكتب و المجلات، فمثلأت المكتبة الجزائرية، بكتب من قبيل جاهلية القرن العشرين لسيد قطب، الحلول المستوردة : و كيف جنتا على أمتنا، و عذاب القبر … في الوقت الذي كانت السوق الجزائرية تفتقر إلى كتابات محمد أركون، و محمد عابد الجابري، و حسين مروة، و برهان غليون، و هشام جعيط، و هادي العلوي، في حين كانت كتب الشيخ محمد الغزالي و يوسف القرضاوي و أبو الأعلىالمودوي، أصبحت تطبع بسخاء في بالجزائر.[10]

* الحلقات المسجدية
لعب الخطاب المسجدي دورا هاما في إيقاظ الهمم بالجزائر، فكان زعماء الحركة الإسلامية يمررون مشاريعهم من خلال خطب الجمعة و دروس الوعظ و الإرشاد. و أخذت حلقات المساجد، و بعد الجداريات تروج لنوع من الحركية في الفكر السلفي الإصلاحي، و برزت أسماء رائدة في هذا المجال مثل الشيخ أحمد سحنون و عبد اللطيف سلطاني و عمر العرباوي. و قد ساهم في هذا التوجه الفكري الجديد عاملان هما:[11] 1. فتح المساجد داخل الجامعات و الثانويات.
2. الإنتشار و الرواج الواسع لأشرطة الشيخ عبد الحميد
كشك بخطبها الحماسية.[12]

· ملتقيات الفكر الإسلامي
تنطلق أشغال أول ملتقى للفكر الإسلامي في ثانوية عمارة رشيد بالجزائر العاصمة ما بين 24 ديسمبر 1968 إلى 01 يناير 1964 بمبادرة مالك بن نبي (معنى الحضارة) و تحريك ميداني لرشيد بن عيسى (الدستور الفلسفي في الإسلام). و قد ساهمت وزارة الشؤون الدينية في نجاح هذا الملتقى. و في شهر جويلية 1963 إنعقد المؤتمر الثاني حيث قدم مالك بن نبي محاضرة تحت عنوان (مشكل الإنسان في العالم الثالث)، و خلال هذا الملتقى نبه السلطة إلى خطورة هذه الملتقيات، من خلال جلب المفكرين الإسلاميين على اختلاف إتجاهاتهم من كل بقاع العالم الإسلامي . ولقد ساهمت هذه الملتقيات في تنوع و إثراء المجال الفكري للحركة الإسلامية من خلال الحضور المكثف للطلبة و البث المباشر عن طريق الإذاعة و التلفزة، و نشر المداخلات.[13] و في ديسمبر 1968 يتأسس مسجد الجامعة المركزية بمبادرة و تشجيع المفكر مالك بن نبي الذي كان يقول لأتباعه: ” إقبلوا حجرا في الجامعة و لا تقبلوا قصرا خارجها “. لقد لعب مسجد الجامعة المركزية دورا بارزا في تنظيم و ترسيخ الحركة الإسلامية.
و أصبح مكانا للتنظيم و الحركة و العمل الجماعي، و انتعش المسجد مع دخول المثقف و المفرنس الذي حاول إعطاء مفهوم و تصور جزائري للإسلام السياسي . وقد عرف هذا التيار باسم ” الجزأرة “، و هو التيار الذي دخل في صراع مفتوح مع اليسار المتواجد بالجامعة.[14] كان مالك بن نبي محاطا بثلاثة رجال، نور الدين بوقروح، و رشيد بن عيسى و صادق سلام ، وقد أنشأ هؤلاء مسجد الجامعة المركزية. و منذ أواخر السبعينات، خرجت الحركة الإسلامية من الجامعة، و تدفقت في الشارع، و قد تمكن وزير الشؤون الدينية، مولود نايت بلقاسم، من إنشاء مجلة الآصالة سنة 1971[15] التي كانت تعالج الحضارة الإسلامية و الفكر الديني.
3. الحركة الإسلامية المسلحة
في سنة 1979 إنعقد ملتقى العاشور بضواحي مدينة الجزائر الذي كان الهدف منه توحيد فصائل و جماعات الحركة الإسلامية. و قد ضم هذا الملتقى التيارات التالية: 1) الإتجاه السلفي، 2) الإتجاه الإخواني، 3) جماعة التبليغ، 4) جماعة الطليعة.[16] و في سنة 1980 بدأ النظام السياسي الجزائري يتجه نجو الإنفتاح السياسي و الإقتصادي ، و هو الأمر الذي جعل بعض الحركات الإسلامية تصمم على إقامة خلافة إسلامية ، و هو ما شهدته مدينة سيدي بلعباس، حيث ظهرت جماعة الدعوة بقيادة الأمير عثمان محمد، إذ حاولت هذه الجماعة منذ البداية الإستيلاء على المساجد و السيطرة عليها،كما إستغلت المنابر للتنديد علنا بالأئمة الرسميين و بالسلطة الكافرة، و في نفس الفترة قررت جماعة الدعوة بالأغواط الخروج من مرحلة السرية، و الإعلان عن نفسها بواسطة الحركة المسلحة. و مع شهر مارس 1981 إنتشرت أعمال العنف و التخريب في مدن الأغواط و سيدي بلعباس و وهران و باتنة و الوادي.[17] أنشأ مصطفى بويعلي[18] الحركة الإسلامية المسلحة، و هي أول تنظيم إسلامي جزائري مسلح. في المرحلة الأولى، نظم بويعلي الحملات التأديبيةعلى المحلات التي تبيع المشروبات الكحولية، و أماكن الدعارة، و أنشأ ” مجموعة النهي عن المنكر “.
حاول بويعلي الإتصال بزعماء الحركة الإسلامية الجزائرية من اجل دعوة مجلس الشوري المؤهل وحده للأمر بالجهاد. و لكن معظم القادة أوقفوا بعد تجمعهم أمام جامعة الجزائر (1982). وقد جرت عدة عمليات عسكرية بين أعوان الأمن الجزائري و حركة بويعلي التي انتهت سنة 1987[19] حيث تم القضاء على معظم عناصر الحركة الإسلامية المسلحة.

4. الجبهة الإسلامية للإنقاذ
لجأ الرئيس الشاذلي بن جديد في خطاب عام يوم 19 ديسمبر 1988 ليكشف للمرة الأولى أمام الشارع، خلافه مع جبهة التحرير الوطني، حيث اتهمها بأنها تعارض كل الإصلاحات، فتحول الغليان الشعبي يوم 05 أكتوبر 1988 إلى مظاهرات و انتفاضات، حركها الشباب، فأعلنت الحكومة يوم 06 أكتوبر من نفس السنة حالة الطوارئ و استدعت الجيش لاستعادة الأمن في البلاد.
منذ اليوم الأول للأحداث، حاول الإسلاميون السيطرة على المظاهرات، فأنشأوا خلية أزمة، و صدر تصريح بتوقيع أحمد سحنون يقترح فيه مخرجا للأزمة، من عدة نقاط:
– إقامة الشوري في السلطة.
– العدالة في توزيع الثروات الوطنية.
– مساواة الجميع أمام القانون.
– صفاء الآداب و سلامة الدين.
– حرية التعبير.

و مما يلاحظ على الدستور الجديد (23 فبراير 1989) إلغاء الإحالة إلى الإشتراكية، و الإعتراف بحق إنشاء جمعيات ذات طابع سياسي و نقابي، و تأسيس مجلس إسلامي، و تمكنت الجبهة الإسلامية للإنقاذ من أن تنال رخصتها في 06 سبتمبر 1989. و الواقع أن الجزائر أصيبت مباشرة، بعد إصدار قانون الجمعيات ذي الطابع السياسي (جويلية 1989) بحمى حزبية مع ولادة أكثر من ستين حزب سياسي.
لقد بدا العمل السياسي للحركة الإسلامية في الجزائر من خلال تصريح جريدة ( المنقذ ) لسان حال الجبهة الإسلامية للإنقاذ: ” نحن لسنا تيارا، إنما نحن حقيقة تاريخية، الدولة الإسلامية التي ستنشأ في الجزائر، ستكون دولة التاريخ “. و يحدد عباسي مدني مولد الجبهة للإنقاذ في سياق الحركة الوطنية و امتدادها ، بالقول : ” إن الجبهة الإسلامية للإنقاذ تريد إنقاذ مكاسب نوفمبر التي ضاعت … “[20] و في مقابلة مع الدورية الأسبوعية (Parcours Maghrébin) حدد عباسي المدني مفهوم الجبهة الإسلامية للإنقاذ، على النحو التالي: ” إنها جبهة لأنها تجابه، و لإنها ذات مروحة واسعة من الأعمال و المجالات، إنها جبهة الشعب الجزائري بكل فئاته، و هي منفتحة على مختلف النزاعات و الأفكار … إنها وحدة المصير المشترك، و هي إسلامية التسمية … “[21]

عين عباسي المدني رئيسا للجبهة و ناطقا بلسانها، في وقت كان يخترق مجلس الشوري نزعات متناقضة و متعارضة، حيث نجد فيها أنصار الجهاد، الممثل بنزعتين: البويعليون و التكفيريون (التكفير و الهجرة) ثم تيار الجزأرة، تيار الإخوان المسلمين و السلفيين.[22] و تجدر الإشارة هنا أن الجبهة الإسلامية كانت تسيطر على 12000 جامع و مسجد و مصلى سنة 1990، بالإضافة إلى المساجد الحرة. أما صحافة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، فكانت تصدر دورتين أسبوعيتين تابعتين مباشرة لعباسي المدني: المنقذ و هي الناطقة الرئيسية بلسان الجبهة تأسست في 05 أكتوبر 1989، و الفرقان دورية باللغة الفرنسية، أما الهاشمي سحنوني رفقة علي بلحاج فقد أنشأ الهداية.
لابد من الإشارة منذ البداية أن استراتيجية الحركات الإسلامية و تكتيكاتها لا تختلف كثيرا من بلد إلى آخر. إن نجاح الجبهة الإسلامية للإنقاذ الإنتخابي و السياسي في الجزائر ما بين سنوات 1990 و 1991، إنما يعود في الحقيقة إلى عمل كبير قامت به في فترة قصيرة من الزمن، رغم أننا لا نتجاهل الأزمة العامة التي شهدتها الجزائر و التي ساعدتها على تعبئة الأنصار في وقت قصير. استغلت الجبهة الإسلامية للإنقاذ كثيرا من الموارد المتاحة لصالحها و وظفت تكتيكات فعالة من أجل هذه الغاية، يلخصها الباحث الأمريكي غراهام فولر: إستخدام المال، نشر خطاب واضح، الوسائل الإعلامية العصرية، تقنيات الحملة الإنتخابية العصرية، إستخذام شبكات دعم واسعة من الأنصار.[23] اعتمدت الجبهة الإسلامية للإنفاذ في عمليات تعبئة الموارد البشرية على خطاب شعبوي يهدف إلى تحطيم صورة النظام الداخلية و اتهامه بالعمالة للخارج. يقول عباسي مدني في هذا الصدد: ” الشعب هو نحن، و نحن هو الشعب “، و استخدمت الجبهة الإسلامية للإنقاذ نظام الشبكات التي أنشأها داخل المجتمع. يقدم أحد الباحثين الجزائريين فكرة مهمة لفهم علاقات القرابة بين المناضلين الإسلاميين. فيبين أن النسيج الإجتماعي لا يعتمد على الرابطة القبلية كما يعتقد البعض، و إنما يعتمد على مفهوم الحي و الروابط العائلية، فهم يلتقون يوميا في المسجد، مما يجعلهم ينسجون علاقات تعارف عادة ما تنتهي إلى تصاهر عن طريق الزواج الديني.
و من جهة أخرى خلقت الجبهة مساجد صغيرة غير رسمية تكاثرت بسرعة خارج رقابة وزارة الشؤون الدينية، و أصبحت استراتيجية الجبهة تعتمد على احتلال الشارع، و على التعبئة المستمرة لمناضليها. و قد درس الباحث أحمد رواجعية، تعاظم قدرات كوادرالجبهة في التعبئة من جهة و التزايد المستمر لعدد المساجد من جهة أخرى. لقد انتقل عدد المساجد في الجزائر بشكل ملحوظ من 2000 مسجد مع بداية الإستقلال إلى حوالي 11 ألف مسجد.[24] إن المستفيد الوحيد من قانون إنشاء الجمعيات الدينية و الثقافية (1979). كانت الحركة الإسلامية التي حولت المسجد إلى مكان للتجنيد و التنظيم السياسي لعديد من الفئات و الشرائح الإجتماعية. و كانت خطة بناء المساجد تتم كما يلي:
– بناء المساجد في الأماكن القصديرية.
– الإعتماد على التبرعات.
– الحصول على الدعم المادي.[25] لم يتمكن مر شحوا الجبهة الإسلامية لانقاذ الوفاء بوعودهم، خصوصا على صعيد السكن والعمل، مما أثر على شعبيتهم ذلك أن جلهم لا يملك أية خبرة في إدارة الشؤون العامة، وقد رد عباسي مدني في تجمع له بقسنطينة في نوفمبر 1990: ” بالحوار سنغير النظام، وإذا تراجع الحوار فسيكون الجهاد”.[26] وفي 2 أبريل 1991 حرك عباسي مدني إضرابا عاما مفتوحا، وهو في حقيقته” حملة تمرد مدني” الهدف منه: إزاحة رئيس الجمهورية وحكومته و استبدال النصوص الدستورية بالشريعة وإقامة جمهورية إسلامية”، و قد رفع المتظاهرون، شعارات: ” دولة إسلامية” لا ميثاق لا دستور، “قال الله، قال الرسول”، “لتسقط الديمقراطية.[27] ” وللمرة الأولى، وعلى شاشة التلفزة الوطنية، وفي ذروة إضراب ماي- جوان 1991 العصياني ندد ثلاثة من أعضاء مجلس الشورى الوطني وهم: بشير فقيه، الهاشمي سحنوني وأحمد مراني، على أن عباسي مدني هو الخطر الأكبر على الجزائر والجبهة الإسلامية للإنقاذ.[28] ومنذ انعقاد مؤتمر الوفاء بباتنة (جويلية 1991) [29] إلى حل الجبهة الإسلامية عن طريق العدالة (مارس 1992)، ينحدر تاريخ هذا الحزب على سجلين مختلفين (سياسي- قانوني/ عسكري- سري)، وعبر ثلاث بنى متمايزة: 1) المكتب التنفيدي المؤقتة 2) قيادة سرية لتحضير الجهاد 3) والمجموعات المسلحة المشكلة حول عبد القادر شبوطي، سعيد مخلوفي وعمر العولمي.

عندما انعقد مؤتمر باتنة، كانت كل نزعة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ تملك، فرعها المسلح: الجزأريين (FIDA)، الحركة الإسلامية المسلحة للبو بعليين (MIA)، قدامى السلفيين، الباقون على العهد، التكفير والهجرة و قدامى حرب أفغانستان.[30] إن فكرة إنشاء فرع مسلح لم تنبذر في صميم الجبهة الإسلامية إلا بعد فشل ” الإضراب العصياني، في ماي-جوان 1991. لقد أسفرت الانتخابات التشريعية (26 ديسمبر 1991)، عن الفوز الساحق للجبهة الإسلامية ب188 مقعد، وجبهة القوى الاشتراكية ب25 مقعد، وجبهة التحرير الوطني ب 16 مقعد. وهذا في الدور الأول، وردا على ذلك وبتاريخ 30 ديسمبر 1991 أنشأت عدة تنظيمات من المجتمع المدني ( اللجنة الوطنية لانقاذ الجزائر) التي تولى رئاستها عبد الحق بن حمودة، وطلب هؤلاء تدخل الجيش لوضع حد للإنحراف وصون الديمقراطية.
في منشور للجبهة الإسلامية للإنقاذ خلال تشريعات 1991 جاء ما يلي: ” نحن مصمون على بناء الدولة الإسلامية حيث أن تطبيق الإسلام لا يمكن أن يتم فقط بالدعوة والهداية إنما سيستكمل بإنهاض الدولة الإسلامية التي تقوم بنشر مبادئها وتطبيق قواعدها بما لديها من سلطة و قوة.
5. العنف المسلح أو الإرهاب الدموي
مند الهجوم على موقع قمار الحدودي (تونس) يوم 28 نوفمبر 1991 انطلقت شرارة الجهاد الإسلامي لتتفرع إلى مجموعات مند توقيف المسار الانتخابي، وهي تتوزع على الشكل التالي:

1. الحركة الإسلامية المسلحة (MIA): 1991-1994
أنشأها سلفيون جهاديون غداة الإضراب ( ماي- جوان 1991)، عقدت مؤتمرها السياسي في جبال أبربر في غضون شهر فبراير 1992. وكان معظم عناصرها ينتمون إلى حركة بويعلي المسلحة، وجرى تعيين عبد القادر شبوطي أميرا عاما[31]، وحسين عبد الرحيم أميرا على الوسط، و بلعبدي دراجي أميرا على الشرق، و أحمد بولاغنو. أميرا على الغرب، أما العلاقات الخارجية، فقد تولاها أحد قدامى أفغانستان وهو قمر الدين خربان.
تمزقت الحركة بوفاة أميرها عبد القادر شبوطي بالمدية في ديسمبر 1993[32]

2. الحركة لأجل الدولة الإسلامية(MEI) 1991- 1998 :

أسسها سعيد مخلوفي، العضو المؤسسة للجبهة الإسلامية للإنقاذ، ورئيس تحرير جريدة المنقذ، وصاحب كتاب: العصيان المدني، كانت هذه الحركة متواجدة في الوسط ومنطقة القبائل.[33] 3. الباقون على العهد:
تأسست في جويلية 1991 بمبادرة قمر الدين خربان وأسامة مدني. كان نشاطها الإرهابي في العاصمة، استفادت من مساهمة المتطوعين اثر الفرار من سجن تازولت (باتنة) جانفي 1994.[34]

4. الجبهة الإسلامية للجهاد المسلح (FIDA).
تأسست سنة 1993، بتحريض من الجزائريين، بقيادة محمد سعيد داخل خلية الأزمة التي أقيمت غداة اعتقال شيوخ الجبهة الإسلامية. من خصائصها أنها تنظيم إرهابي نخبوي يضم إطارات جامعية، تستهدف اغتيال الضباط. والشخصيات السياسية، والمتقفين، والفنانين، والصحفيين. برع كوادرها في تزوير الوثائق.[35]

5. الجماعات المسلحة المستقلة.
ظهرت في نواحي المراكز الحضرية وهي مستقلة، تتألف من شبان بطالين، وأميين، تميزت أعمالها بالإرهاب الدموي الوحشي.

6. التكفير والهجرة
أسسه قدامى محاربي أفغانستان بزعامة نور الدين و صديقي وأحمد بوعمرة. تنادي هذه الجماعة بالصراع المسلح مند تأسيسها عام 1974. دخلت هذه الإيديولوجية عن طريق المتعاونين المصريين والسوريين الوافدين إلى الجزائر مع منتصف الستينات.
سيطرت هذه الجماعة على العمل المسلح (GIA) في عهد إمارة جمال زيتوني إلى غاية ديسمبر 1995، ثم إنتسبت إلى عنتر زوابري. ومما يلاحظ أن التنظيمات المسلحة الرئيسية انقسمت إلى نزعتين كبيرتين، الأولى بقيادة عبد القادر شبوطي الذي ارتضى بوصاية الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وستفضي إلى ولادة الجيش الإسلامي للإنقاذ (AIS)، يوم 17 جويلية 1994، أما النزعة الثانية، فشكلت ما يسمى الجماعة الإسلامية المسلحة (أكتوبر 1992) بقيادة منصوري ملياني.[36] الخاتمــة
لولا إنحلال الدولة التي لم يعد لها تسويغ أخلاقي، وغياب أي (مرسى إيديولوجي)، سيجد هذا النفي للدولة، في الإيديولوجية الإسلامية الأبوية، الهيمنة ثقافيا، فمن هذا الرصيد، لم يعد يعاش الإسلام كدعوة، بل كأساس لإنقاذ الدولة أخلاقيا، وجهازها السياسي. إن هذا العبور من” تدين رباني” إلى” تدين جماهيري” حدث عنه ما نسميه بإنزياح المضامين الدينية ذات الأحداث الثلاثة ، وهي:
أ‌. المرجع الديني بات علامة اجتماعية، ثقافية وسياسية.
ب‌. الدلالات والتعابير الدينية توظفت في توطيد جماعي للهوية.
ت‌. المسيرة الدينية فقدت طابعها العفوي لتغدو مسيرة تكفيرية.
لقد استفادت الحركة الإسلامية من انحلال الدولة ومن تواطؤ فئة من الطبقة القيادية، ومن دعم قوى أجنبية متعددة الأشكال، فلولا هذه العناصر لما كان للحركة الإسلامية ولمنشقها الإرهابي أن تبلغ هذا الاتساع ، الذي أغرق الجزائر في نزاع دموي.

إن للحركة الإسلامية في الجزائر صفات مشتركة مع بقية الحركات الإسلامية في الوطن العربي، لأن كل هذه الحركات تتميز بشعبويتها وقدراتها التعبوية على اختراق كافة الشرائع الاجتماعية والاقتصادية والطبقية دون تمييز.
إستطاعت الجزائر أن تقهر الإرهاب فالأمر لا يتعلق بحرب تقليدية، بل يتعلق بنزاع لا متواز بين متحاربين. إن الطرف الأول هو الجيش الوطني الشعبي، ثقيل، خاضع لقيود التراتب و مستلزمات الشرعية القانونية، و إن الطرف الثاني عدو متحرك جدا، قادر على الذوبان في الجماهير، تحميه السرية و المجهولية و شبكات دعم، منعتق من كل قيد قانوني و أخلاقي.
وطيلة عشر سنوات، خاضت الجزائر معركة في وسط عزلة، و لكنها لم تستسلم، مقابل مئة ألف قتيل و تدميرات تقدر بمليارات الدولارات، و ألوف الأرامل و اليتامى. إن الشعب الجزائري تجنب الغرق، و خرج منتصرا على الإرهاب الدموي بالكفاح كما عودنا في ثورة التحرير (1954).

الملاحق
ملحق رقم – 1
إلى فخامة السيد جمال عبد الناصر
رئيس الجمهورية المصرية
تحية واحتراما:
يسرنا نحنا جمعية القيم الإسلامية الجزائرية.. أن نتقدم بالترسل إلى حضرتكم أن تتفضلوا بالعفو عن السيد قطب ورفاقه المحكوم عليهم من قبل المحكمة العسكرية التابعة لنفوذكم بصفتكم رئيس محكمة الثورة والرئيس الأعلى لكافة المصالح العسكرية بمصر أختنا الشقيقة الكبرى، فتحولوا الحكم عليهم بالإعدام إلى الحكم بالسجن.
ونحن إذ نتوجه إلى فخامتكم بهذا الرجاء، لا نعتبر أنفسنا أكثر من جمعية إسلامية ثقافية دينية، لا خوض لها في الشؤون السياسية لا المصرية ولا الجزائرية نفسها.
وإنما هي الثقافة من أجل علماء مسلمين إخوان لنا في الدين كبقية رعايا دولتكم الكبيرة التي نعتبرها جميعا أختنا الكبرى وزعيمة العالم العربي.
والله تعالى نسأل أن يسدد خطاكم ويسبغ عليكم أجر من أحسن عملا. وجزاكم عنا خير الجزاء.
الهاشمــي التيجانــي
ساحة الشهداء (في سبتمبر1966، جمادى الأولى، 1386)

ملحق رقم 2- تخطيط المنظمات الارهابية الاسلامية في الجزائر – وهو كما يلي :

ملحق رقم -3
قاموس التيارات الممثلة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ
1. الجزأرة: لفظ مشتق من كلمة “الجزائر” يرمي الجزأريون إلى توطين الإسلاموية حتى تتكيف علىالسياق الجزائري، وهم يدعون إلى بناء جمهورية إسلامية. تشكلت الجزأرة سريا مع أواخر السبعينات في الجامعة. يرى البعض أنها امتداد لحركة ابن باديس، وتأثير مالك بن نبي، لعبت دورا كبيرا في تكوين الجبهة الإسلامية لإنقاذ.
2. النزعة التكفيرية: هي فرقة متطرفة، ترجع أصولها إلى (1960) تتبع الجماعة أطروحات سيد قطب.
(أعدم في مصر عام 1966) وتتمثل أفكارهم فيما يلي:
أ‌. اعتماد استراتيجية دفاعية تقوم على القطع مع المجتمع الجاهلي والخروج أو الهجرة.
ب‌. المرحلة الهجومية وتدمير المجتمع. أجهزة الأمن المصري هي التي أشاعت عليهم تسمية (التكفير والهجرة). أول عمل للجماعة كان عام 1988، يمثلها داخل مجلس الشورى للجبهة الإسلامية ، الهاشمي سحنوني وقمر الدين خربان وسعيد مخلوفي.
3. النزعة الجهادية: هي نزعة سائدة داخل مجلس الشورى، وكان الجهاديون ينوون إستعمال الجبهة الإسلامية للإنقاذ، كإطار شرعي لإعداد الجهاد، ومن أبرز أعلامه: علي بلحاج، بشير فقيه، بشير طويل، عبد الحق ديب.

مصادر التطويع
|
الجبهة——————الاسلامية——– للانقاذ سابقا
| | | |
الحركة من اجل الدولة الاسلامية /التيار السلفي / الجزأرة / الهجرة والتكفير
| | |
جيش الانقاذ الاسلامي الجهاد الجماعةالمسلحة . المسلح

[1] للمزيد حول أفكار حسن البنا، أنظر كتابه: مذكرات الدعوة و الداعية، القاهرة: دار الكتاب العربي، بدون تاريخ، ص 288.
[2] عروس الزبير: ” في بعض قضايا المنهج و تاريخ الحركة الإسلامية بالجزائر”، الجزائر: مجلة نقد، العدد الأول، أكتوبر – يناير 1992، ص 7.
[3] جاء في العدد 9-10، السنة الأولى، أفريل – ماي 1966 من مجلة التهذيب الإسلامي الموضوعات التالية: ” الشورى في الإسلام، الإهتمام بأمر المسلمين، حاجة البشرية إلى الدعوة الإسلامية. المرأة المسلمة، المسلمون لا يعملون بالإسلام “.
[4] Aissa KHELLADI, Les Islamistes Algériens Face au pouvoir, Alger, editions, ALFA, 1992, P. 17.
[5] أنظر نص البرقية الموجهة إلى الرئيس جمال عبد الناصر في ملحق الدراسة.
[6] Aissa, KHELLADI, op. cit, P. 63.
[7] محمد، مقدم، الأفغان الجزائريون، من الجماعة إلى القاعدة، الجزائر: منشوات المؤسسة الوطنية للإتصال 2002، ص 15-16.
[8] يذكر السفير الجزائري السابق في باكستان محيي الدين عميمور، أن غالبية الجزائريين الذين شاركوا في الحرب الأفغانية تم تجنيدهم في الجزائر و فرنسا.
[9] محمد، مقدم، المرجع السابق، ص 19-20.
[10] للمزيد من التفاصيل حول الموضوع أنظر: مصطفى، دحماني: ” رفع الخطر الثقافي أو الكارثة” الأزمة الثقافية من منظور مختلف، أسبوعية الوقت، العدد 53-54، نوفمبر-ديسمبر 1994.
[11] Aissa, KHELLADI, op. cit, P. 51.
[12] حول رواج الكتب الإسلامية و الأشرطة و المجلات، أنظر:
Ahmed, Rouadjia, les frères et la Mosquée, Edition, Bouchène, Alger, 1990, PP. 170-178.
[13] إنعقد بالجزائر حوالي 22 ملتقا للفكر الإسلامي، إنطلقت الأشغال الأولى منذ 1968، و إنتهى بمؤتنمر الثاني و العشرين في سبتمبر 1988، راجع: أوصديق فوزي بت الهاشمي، محطات في تاريخ الحركة الإسلامية بالجزائر 1962-1988، ط 3، الجزائر: دار الإنتفاضة للنشر و التوزيع 1992، ص 129-130.
[14] Ibid, P. 33.
[15] حول هذا الموضوع راجع: DEHEUVELS (L.W), Islam et pensé contremporaine en Algérie, Paris, ed, du CNRS, 1991.
[16] للمزيد من التفاصيل أنظر: مصطفى، دحماني، ” الأصولية في الجزائر: متى، كيف و لماذا؟ “، مجلة دراسات عربية، العدد 02، 1991.
[17] عروس، الزبير، المرجع السابق، ص 15.
[18] ولد مصطفى بويعلي في 03 يناير 1940 بالجزائر العاصمة، و هو مجاهد في صفوف الثورة منذ 1957، غذاة الإستقلال، سنة 1963، شارك في صفوف جبهة القوى الإشتراكية المسلحة (FFS)، ثم انخرط في خلايا حزب جبهة التحرير الوطني، ثم أقصي فيما بعد.
[19] يقو الوزير الجزائري أبو جرة سلطاني (رئيس حركة مجتمع السلم): ” إن غسم الحركة الإسلامية المسلحة ظهر بهذا الإسم عام 1979، لذلك حجبت حقيقتها عن الناس و لم تتحدث وسائل الإعلام الرسمية، إلا عن منظمة أشرار تم تفكيكها و القضاء عليها و على مؤسسها يوم 04 جانفي 1987. أنظر: أبو جرة السلطاني، جدور الصراع في الجزائر، الجزائر 1990.

Djillali (A), « Islamistes : enquête d’Unité », in, Algerié – Actuelité, N° 1220, semaine du 02 au 08 Mars, 1989, P. 9. 20
.
[21] Le parcours Maghrébin, N° 23, Mars 1990.
[22] كان عدد أعضاء مجلس الشورى للجبهة الإسلامية أثناء التأسيس (1989) 13 عضوا، و عشية الإضراب جوان (1991)، 34 عضوا.
[23] فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ على 853 مقعدا فس المجالس البلدية أي ب 55,42% في إنتخابات جوان 1990.
[24] Ahmed, Rouadjia, op. cit. PP 77-109.
[25] Idem.
[26] جريدة المنقذ، نوفمبر1990.
[27] لياس بوكراع، الجزائر. الرعب المقدس، ترجمة : خليل أحمد خليل، الجزائر: دار الفرابي ومنشورات ANER، 1p، 2003، ص250.

[28] سيجد القارئ تصريحات التلفزة، في الجريدة الحكومية اليومية، المجاهد، الخميس 27 جوان 1991، ص3
[29] إنعقد مؤتمر باتنة يومي 25-26 جويلية 1991، و أفرز قيادة جديدة للجبهة الإسلامية للإنقاذ برئاسة عبد القادر حشاني.
[30] حول موضوع الأفغان الجزائريون، راجع: محمد مقدم، المرجع السابق، ص 13-60.
[31] محمد عمامي، في عمق الجحيم، معول للإرهاب لهدم الجزائر، (ترجمة محمد سطوف)، الجزائر: منشورات المؤسسة الوطنية للنشر و الإشهار، 2002، ص 283-322.
[32] المرجع نفسه، ص 330.
[33] إلياس بوكراع، المرجع السابق، ص 273 -275.
[34] نفسه.
[35] نفسه.
[36] المرجع نفسه، ص 279.
العودة الى الفهرست

http://www.freemediawatch.org/majalah/document/docmajala3-270405/arabic/p%208%20-%2015%20islam.htm

شارك بالتعليق

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق