مقالات

الجزائر والسير عكس التيار | محمد كريشان

الجزائر والسير عكس التيار
محمد كريشان
2011-12-06

يبدو أن الجزائر لا تريد أن تستخلص شيئا مما جرى ويجري في البلاد العربية منذ الإطاحة ببن علي في كانون الثاني/يناير الماضي. لم تكتف الحكومة الجزائرية باتخاذ مواقف فاترة أو مناهضة لكل ما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية بتبريرات مختلفة بل ها نحن نراها هذه الأيام تعمد في أكثر من مجال على السير عكس ما يمكن أن يسمى إصلاحا سياسيا حقيقيا حتى في ربوعها.
آخر ما سجل في هذا السياق إعلان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية الحاكم عبد العزيز بلخادم أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2014 ‘إلا إذا رفض الأخير ذلك’. لم يكن مطلوبا أصلا أن يتطوع أحد في الجزائر إلى القول منذ الآن، وقبل سنتين على الأقل، بأن رئيسهم الحالي سيكون هو نفسه رئيسهم المقبل. لو كان المطلوب إعلانه من الآن هو القول إن بوتفليقة لن يكون مرشحا بعد عامين لعرف أن لهذا التبكير في التصريح وجاهته. كان ذلك يمكن أن يعني فتحا لآفاق تغيير من الأفضل أن يجري من الآن التفكير فيه وربما الخوض في تفاصيله. كان ذلك يمكن أن يفهم على أن البلاد عازمة على الدخول في عهد مختلف يقوم على التغيير الهادئ الذي يمكن أن ينطلق من الآن ويكون تتويجه اختيار رئيس جديد لها عام 2014.
تصريح بلخادم لجريدة ‘الخبر’ الجزائرية مختصره هو التالي: لا تنتظروا تغييرا في أعلى رأس هرم الدولة بعد عامين إلا إذا تكرم الرئيس نفسه بذلك. يجري ذلك مع أنه لم يعد خافيا الجدل الدائر في البلاد حاليا حول الوضع الصحي للرئيس ومدى أهليته للاستمرار في تحمل أعباء مسؤولياته الجسام فكيف بتبشير الشعب من الآن بأن من هو محل جدل اليوم هو نفسه الذي سيكــون مرشحا بعد عامين؟!! طبعا دون أن نغفــل أن بلخادم لم يكلــف نفسه حتى مجرد الإشارة الإيمانية العابــرة إلى أن ذلك يمكن أن يكون إذا ما أمد الله في الأعمار.
ما يزيد في ترسيخ الانطباع بأن آفاق التغيير السلمي الديمقراطي في الجزائر طريقه مسدود تقريبا هو تلك الكلمات التي قالها أيضا السيد بلخادم تسخيفا لثورات شعوب كاملة ضد الاستبداد والفساد. لم يكتف بلخادم برفض تسمية الحراك الذي تشهده الدول العربية بالثورات، فهذا من حقه على كل، لكنه تساءل بنوع من التسطيح المقصود عمن يقف وراء ”فيسبوك”، متناسيا أن الأغلبية الساحقة التي خرجت ثائرة على ظلم بن علي ومبارك والقذافي وصالح والأسد لم تعرف في حياتها معنى هذه الكلمة. صحيح أن فئات من الشباب تزيد أو تقل في هذا البلد العربي أو ذاك لجأت إلى هذا الأسلوب العصري في النضال والتعبئة والتواصل عبر الإنترنت ولكن من غير الصحيح ولا الدقيق ولا المنصف أن نختزل ثورات شعوب عربية ضد عقود من الدكتاتورية والفساد في هذا الموقع الشهير. ومع التقدير لخصوصية التجربة التي عرفتها الجزائر عام 1989 وفتحت باب التعددية رغم انقلاب العسكر على إرادة الناخبين عام 1990 ومصرع أكثر من مائة ألف جزائري، إلا أن ذلك لا يعطي الحق للسيد بلخادم في عقد مقارنات ليست في محلها بالمرة ليصل إلى استنتاج مسبق لديه مفاده ببساطة أن ‘ما قام به الجيران ليس عملا بطوليا’!.
و مما يرجح أن تصريحات السيد بلخادم المثبطة لآمال التغيير في بلاده والمستخفة به في غيرها قد لا تكون بالمرة تصريحات شخصية أن البرلمان الجزائري المجتمع بالأمس الثلاثاء يتجه إلى إقرار قانون يشدد شروط إنشاء الأحزاب السياسية عوض تسهيلها. يحدث هذا رغم ما وعد به الرئيس بوتفليقة نفسه في 15 نيسان/أبريل الماضي من إجراء إصلاحات سياسية شاملة، منها تعديل قانون الأحزاب وخمسة عشر قانونا آخر. وطالما لم تصدر تصريحات أخرى مختلفة من شخصية جزائرية قيادية تعكس بالأساس توجه المؤسسة الحاكمة، وعلى رأسها العسكر، إلى فتح اللعبة السياسية وليس المزيد من تضييقها، فإن الجزائر تتجه حتما لمزيد من الاحتقان المنذر بالكثير.

8 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • الجـواب على السيـد بـلـخـادم ، هـو رسـالـتي المـرسـلــة إلى الرئيـس الذي عـيـنــه : • La guerre contre la corruption en Algerie.‏
    21:52
    mebrouk menar
    À president@el-mouradia.dz
    3 pièces jointes (total 1990,2 Ko)

    From: mebroukmenar@hotmail.fr
    To: president@el-mouradia.dz
    Subject: La guerre contre lacorruption en Algerie.
    Date: Wed, 2 Nov 2011 21:52:06 +0000
    فخـامـة الرئيـس السيد المجـاهـد عبد العـزيـز بـوتـفـليـقـة
    je m’excuse pour les termes d’insultes dans ma lettre du 1er Novembre 2011 ; car ils sont des réponses au langage des corrompus en organisation criminelle. Et je suis fier qu’ont vous a pas laisser seul aux arènes de Rome ; mais vous m’avez laissé seul contre les corrompus au sein des institutions d’état, parmi eux des traitres, que je combattrais jusqu’à tomber au champ d’honneur, et sera mon statue à Belcourt à la place d’Emiliano Zapata.
    L’inspecteur de Police et Avocat, Menar Mebrouk , la relève de la famille révolutionnaire Menar.

  • اسلوب الخادم المتعجرف لا يختلف عن اسلوب بن علي وحسني ومعيمرة الكذاب وصالح وبشار قبل اواثناء الأيام الأولى للثورات البطولية والمجيدة في الدول المذكورة. بلخادم المتعجرف يحتمي الآن وراء قوة العسكر مثل الحكام الذين اطاحت بهم شعوبهم او الذين هم في طريقهم للسقوط, فقد ظنوا كما يظن الخادم انهم مانعتهم حصونهم ولكن امر الله اذا أتى لن ينفع الخادم ولاغيره عجرفة او قلة ادب. من غير الغريب ان يسطح الخادم ثورات شعبية مليونية عارمة اطاحت برموز العار والتخلف والعنجهية والتكبر لأنه هو ورئيسه الرجل المريض من تقس الزمرة. انقلاب العسكر في 1990 اجهض ثورة الشعب الجزائري بالقمع والقتل والذبح كما قمع اللاأسد انتفاضة حماة وقمع معيمرة الكذاب انتفاضة الجبل الأخضر, كان ذلك في عصر لم يكن فيه الساتلايات ولا الموبايلات ولا اليوتيوب, الآن اذا تحرك الشعب فلن يدوم الحاكم الغاشم مهما كانت قسوته او قوته.

  • رياح التغيير والثورة قادمة وسترمي بحزب جبهة التحرير ومن ركبها خمس عقود في مزبلة التاريخ وسيرجع الموروث التاريخي الى المتحف نعم سينتهي كل الديكور المزيف والمومياء والنوط والمحنطين الى مزبلة التاريخ وان غد لناضره لقريب

  • حتَّى يَعودَ لـقَــومــنَـا *** من مَجِــدِهم مَــا قَدْ ذَهَبْ
    هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ *** حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ

  • المستبدون لا يتكرون الحكم الا بالفوة و بالضرب علي المؤخرة لقد قال بوتفليقة يوما الكرسي يسكر قد فعلها به و الله و الله الله لان اغبي المسؤلين المسيرين في العالم كله هم من في الحكم اليوم احسن واحد فيهم بمل الشهادة الابتدائية بمن فهم العسكر انا اعرف ما اقول