هجرة

الشروق و ممارسة العنصرية: الشرطة البريطانية تداهم أعشاش الجزائريين بلندن

أغلبهم‭ ‬يتلقى‭ ‬إعانات‭ ‬حكومية‭ ‬بجوازات‭ ‬فرنسية‭ ‬وبلجيكية‭ ‬مزورة
2011.12.07 لندن‭: ‬مروان‭ ‬بلطرش

‭‬فتاوى‭ ‬أبو‭ ‬حمزة‭ ‬المصري‭ ‬لتحليل‭ ‬‮”‬الغنائم‮”‬‭ ‬ما تزال‭ ‬رائجة

شرعت‭ ‬الشرطة‭ ‬البريطانية‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬حملة‭ ‬مداهمات‭ ‬منظمة‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬ومدن‭ ‬معروفة‭ ‬بكثافة‭ ‬سكانها‭ ‬من‭ ‬المهاجرين،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬لندن‭ ‬ومدن‭ ‬جنوب‭ ‬انجلترا‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

ووقفت “الشروق” على حالة القلق التي تنتاب الكثير من الجزائريين، لاسيما مع توالي الأنباء عن اعتقال العشرات من “الحراڤة” والمخالفين الجزائريين، معظمهم يقبع حاليا في سجون أوكسفورد، واندزوورث وتشالمسفورد، وذلك في انتظار إحالتهم إلى المحاكم، كما يوجد البعض الآخر في مراكز ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، سواء في مركز كولنبرووك القريب من مطار هيثرو أو مركز برايتون في الجنوب، ما يعني استعداد السلطات البريطانية لترحيلهم إلى الجزائر خلال الأيام القليلة القادمة.
وحسب شهود عيان التقتهم “الشروق” فإن منطقة صلاو غرب لندن والمعروفة بتواجد كثافة عالية جدا من الجزائريين تشهد حركة غير عادية لمصالح الإسكان والخدمات الاجتماعية مرفوقين برجال الشرطة، حيث يتم وبشكل يومي مداهمة العديد من البيوت التي ثبت تورط أصاحبها أو المقيمين فيها في مخالفة قوانين الهجرة واستعمال التزوير. وحسب تقارير لعدة صحف محلية، فإن حملات التفتيش والمساءلة عادة ما تنتهي بالعثور على جوازات سفر أوروبية يستخدمها أصحابها في تلقي مساعدات اجتماعية وبأسماء وجنسيات متعددة، ما يتيح لهم “جني” آلاف الجنيهات شهريا، فضلا‭ ‬عن‭ ‬الرواتب‭ ‬التي‭ ‬يتقاضونها‭ ‬عبر‭ ‬وظائفهم‭ ‬التي‭ ‬يؤدونها‭ ‬سواء‭ ‬بهوياتهم‭ ‬الحقيقية‭ ‬أو‭ ‬المزورة‭ ‬أيضا‭.‬
وتبين للسلطات البريطانية أن السكنات التي كانت توفرها مجانا لمستحقي الإعانات الاجتماعية كانت تؤجر بدورها لحراقة جزائريين بأسعار معقولة، لكن مقابل إبقاء الأمر طي الكتمان وعدم إفشائه لأي شخص غير موثوق به. وذكر أحد محدثينا بحي ولثامستو شمال شرق لندن ويدعى سفيان أن واحدا من الموقوفين الجزائريين يحمل الجنسية البريطانية، ظل يؤجر بيته بطريقة غير قانونية لمدة 15 سنة كاملة، وكان قد انتقل للعيش في إحدى الدول الخليجية، وعاد مؤخرا ولم تتمكن السلطات المحلية من اكتشاف أمره إلا بعد إيقاعها بأحد “الحراڤة” الجزائريين داخل ذات‭ ‬الشقة‭ ‬وبحوزته‭ ‬ثلاثة‭ ‬جوازات‭ ‬سفر‭ ‬أوروبية‭ ‬مزورة‭ ‬بأسماء‭ ‬مختلفة،‭ ‬لكنها‭ ‬تحمل‭ ‬الصورة‭ ‬نفسها‭! ‬
ويعلق “سفيان” على ما يجري بشيء من الطرافة، حيث يؤكد أن المداهمات قد أخرجت الكثير من الجزائريين من أعشاشهم حتى صاروا يبحثون عن المبيت لدى أصدقائهم، ما يعني أن بيوتهم مشبوهة أو كما يقال باللهجة الجزائرية… “فيها اللوش”.
وعند سؤالنا لـ”حميد”، وهو جزائري يقيم في بريطانيا منذ 16 سنة عن حقيقة استهداف الجزائريين أو ربما محاولة البعض تهويل القضية، يشير إلى أن السلطات البريطانية لا تستهدف الجزائريين بعينهم، فالأكيد أنه تم الإيقاع بحراڤة ومخالفين من جنسيات كثيرة، لكنه يوضح بالمقابل أن طبيعة الملف الذي تريد السلطات حله نهائيا بسبب ضغط الأزمة المالية يجعل الجزائريين المستهدف الأول دون غيرهم من الأجناس، فلا أحد، يقول حميد، يستطيع استخدام جواز سفر فرنسي أو بلجيكي وحتى إيطالي كما يفعل الحراڤة الجزائريون. وحتى الجزائريين أصحاب الإقامة والجنسية‭ ‬البريطانية‭ ‬ممن‭ ‬يفضلون‭ ‬المغامرة‭ ‬يبادرون‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬تلك‭ ‬الجوازات‭ ‬لتلقي‭ ‬إعانات‭ ‬اجتماعية‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬بداعي‭ ‬المرض‭ ‬أو‭ ‬الإعاقة‭. ‬
لا يختلف جزائريان في بريطانيا على أن الكثير من المهاجرين العرب، وفي مقدمتهم جزائريين، يبررون مخالفاتهم القانونية بفتاوى “الخُمس” التي كان يطلقها أتباع أبو حمزة المصري وأبو قتادة الفلسطيني، خصوصا في فترة التسعينات من القرن الماضي، لكنها ماتزال تلقى رواجا بين بعض المجموعات التي تفضل تلقي إعانات الدولة بوثائق مزورة عوضا عن العمل وكذا تفضيلها قضاء الساعات الطوال في جلسات المقاهي والتخطيط للاستحواذ على قروض بنكية بأسماء وهمية، ودون إرجاع مليم واحد منها وطبعا مع مراعاة فتاوى أبو حمزة بإخراج خمس المبلغ للفقراء والمساكين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحليل‭ ‬الغنيمة‭. ‬
يؤكد لنا أمين، المقيم في حي فانزبيري بارك شمال لندن، المشهور باسم الجزائر الصغيرة، أنه يعرف الكثير من “البطالين” الجزائريين، خصوصا القدامى على حد تعبيره، لكنهم أصحاب أموال وشقق وسيارات في الجزائر، والسر في كل ذلك هي فتاوى أبو حمزة التي ماتزال متداولة إلى اليوم‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تشدد‭ ‬قوانين‭ ‬الإعانات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسكن‭ ‬مقارنة‭ ‬مع‭ ‬فترة‭ ‬التسعينات‭ ‬وإلى‭ ‬غاية‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001‮.‬‭ ‬
يضيف أمين أنه كان يعرف أشخاصا يملكون ما بين 7 و10 هويات وجوازات سفر مختلفة، كل واحد منها مسجل بعنوان وحساب بنكي مغاير، الأمر الذي يسمح لهم بتلقي آلاف الجنيهات شهريا، سواء في شكل مساعدات أو رواتب أو حتى قروض بنكية قد يصل بعضها إلى 15 ألف جنيه إسترليني أو ما‭ ‬يعادل‭ ‬240‭ ‬مليون‭ ‬سنتيم‭ ‬بالعملة‭ ‬الوطنية‭.‬ ‬

http://www.echoroukonline.com/ara/social/88366.html

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • نتمنى على الصحف التي تدعي انها تنقل الاحداث ان تنشر غسيل الاموال في الداخل وفي الخارج لماذا سعر الاورو الرسمي ب 103 دينار جزائري لكنه في السوق الموازية بور سعيد في الجزائر العاصمة ب 140 دينار للأورو الواحد نتمنى ان تنشر تلك الصحف الاموال المهربة من طرف مايسمى بالاطارات والظباط وووووووووو