انه الشاب لطفي معامير البالغ من العمر 36 سنة، الذي أحرق نفسه يوم 17 جانفي الماضي في سكرتارية رئيس المجلس الشعبي الولائي بمدينة “وادي سوف” ـ جنوب شرق الجزائر… ووافته المنية فجر يوم الخميس 10 فيفري 2011 بمستشفى الدويرة بالجزائر العاصمة.
لطفي معامير من مواليد 14/09/1975 ببلدة “ورماس” شمال غرب مدينة الوادي، وهو أب لأربعة أطفال، عامل يومي وبدون سكن، لولا كرم أحد المحسنين الذي آواه في مستودع له بعاصمة الولاية لعدّة سنوات، قبل إن يدعوه لإخلائه وإعادته إليه…
لطفي معامير الذي أعيته الحيل في إقناع المسئولين بظروفه التي راسلهم بشأنها غير ما مرة ولكن بقيت دون جدوى… فساقه المقدور هذه المرة إلى السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي بالوادي، بصفته منتخب وظنا منه بأنه لن يردّه خائبا ولو بكلمة طيّبة، حين التمس منه التوسّط بينه وبين الإدارة لحل مشكلته، أو التدخّل لمقابلة السيد والي ولاية الوادي ليبثّه لواعجه، لكن رئيس المجلس الشعبي الولائي كان أشدّ عليه قسوة من المعنيين بالأمر أنفسهم… فما كان من لطفي الذي يعيش البطالة والفاقة سوى أن قال للرئيس: ” إن لم تفعل لي شيئا سوف أحرق نفسي !”، لكن هذا الأخير عوض أن يتعامل معه كممثل لهيئة منتخبة ويعمل على تهدئة روعه واسكان غضبه ، قال له افعل بنفسك ما تشاء وقام بطرده من المكتب… !
نزلت هذه الكلمة كالترياق على قلب لطفي، فما كان منه سوى أن غادر المكان ليعود إلى سكرتارية رئيس المجلس بعد قليل ويصبّ البنزين على كامل جسده ويضرم النار فيه، على مرأى من موظفي هذا المجلس المنتخب…
وسقط لطفي تحت تأثير الإصابة البليغة، قبل نقله على وجه السرعة إلى الجزائر العاصمة نحو مستشفى الدويرة، حيث لفظ أنفاسه فجر يوم الخميس 10 فيفري 2011.
دفن المرحوم لطفي معامير يوم السبت 12 فيفري بمسقط رأسه ” ورماس”، مخلفا وراءه أربعة أبناء وأرملة، وأب عجوز لا حول له ولا قوة…
وقد ذكر لنا، مبروك معامير، والد الضحيّة أن جنازة ابنه غاب عنها المسئولون المحليون الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى تقديم التعزية والتعاطف لوالد ملتاع، محاولة منهم للتقليل من حجم الحدث، لكن هيهات ! فقد سجّل لطفي العلامة الكاملة وزرع البذرة التي سيجني ثمارها المستضعفون في الأرض، على درب “البوعزيزيون” الذين ضحّوا بأنفسهم لتحرير الأوطان من براثن الظلم والقهر..
ـ دودي محمد البشير، صحفي بجريدة الحوراء الأسبوعية التي تصدر بالوادي.
الهاتف: 0661547674 ـ الوادي ـ الجزائر
http://www.alhaoura.com/ar/index.php?news=33
شارك بالتعليق