مقالات

ابك‮ ‬يا‮ ‬بلدي‮ ‬الحبيب | محمّد‮ ‬الهادي‮ ‬الحسني (صفعة للنائحين على محاكمة سويسرا لنزار الساكتين عن خيانة مدلسي)

2012.01.04 – حدّثني الأستاذ سعدي بزبان، وهو من طلبة معهد ابن باديس، أن الشيخ العباس ابن الحسين – رحمه الله – (1912 – 1989) كان يلقي – ذات يوم – في قسنطينة خطابا من خطبه التي تهزّ النفوس الخامدة، وترجّ الأجساد الجامدة، وتلهب القلوب الباردة، ثم افتعل السقوط على الأرض فهرع إليه الناس لإقالته من عثرته وانهاضه من سقطته، ولكنه نهض من تلقاء نفسه، ثم وجّه كلامه إليهم قائلا: لقد افتعلت السقوط فأسرعتم إليّ – وأنا فرد – لتنهضوني، ولكن الجزائر – وما أدراك ما الجزائر – ساقطة منذ قرن وربع لم تسارعوا إلى انتشالها من وضعها، وإخراجها من‮ ‬حالها‮.‬

تذكرت هذه الحادثة عندما قرأت ذلك التصريح الذي وقّعه مائة وثمانون شخصا (180) احتجاجا واستنكارا على الاستجواب الذي أجرته وكيلة الكونفدرالية السويسرية للجنرال خالد نزار، حيث اعتبر أولئك الموقعون – وكثير منهم ليسوا أشخاصا عاديين – ذلك الاستجواب “مساسا بسيادة الشعب‮ ‬الجزائري‮ ‬وكرامته‮”‬،‮ ‬وأنه‮ ‬بذلك‮ ‬الاستجواب‮ “‬تمّ‮ ‬المساس‮ ‬بكرامتنا‮ ‬كمواطنين‮ ‬جزائريين،‮ ‬بحكم‮ ‬تدخّل‮ ‬دولة‮ ‬أجنبية‮ ‬في‮ ‬شؤوننا‮ ‬الداخلية‮..” (‬جريدة‮ ‬الخبر،‮ ‬في‮ ‬29‮ ‬‭-‬‮ ‬12‮ ‬‭-‬‮ ‬2011‮ ‬ص7‮).‬
جميل أن ينفر أي جزائري للدفاع – بأية وسيلة – عن أي جزائري اخر، ومنه دفاع هؤلاء الأشخاص عن خالد نزار، مهما اختلفنا معه، ومهما تكن مسؤوليته في الأزمة التي أصابت الجزائر في العمق؛ ولكن ما بال هؤلاء الموقعين.. يهرعون للدفاع عن خالد نزار – وهو الآن مواطن عادي مهما تكن مسؤولياته السابقة – ويغمضون أعينهم، ويستغشون ثيابهم، ويضعون أصابعهم في آذانهم، إذ لم نحس منهم من أحد ولم نسمع لهم ركزا عقب ذلك الحادث الرهيب الذي كادت تنشق له الأرض الجزائرية وتنهدّ له جبالها، ويخرج شهداؤها من الأجداث، ولا أعني إلا استدعاء وزير خارجيتنا – مراد مدلسي – الممارس للمسؤولية من قبل لجنة الشؤون الخارجية في برلمان دولة أجنبية، وياليتها كانت أية دولة، ولكنها الدولة التي قال الشيخ الجليل عبد الحليم ابن سماية (ت 1933) لمن سأله أن يعلّمه ذكرا ذا أجر كبير؛ قال له: “قل من بزوغ الفجر إلى غسق الليل‮ ‬قائما‮ ‬وقاعدا‮ ‬ومتكئا‮: ‬يلعن‮ ‬دين‮ ‬فرنسا‮ (❊)”‬،‮ ‬وذلك‮ ‬لما‮ ‬ارتكبته‮ ‬من‮ ‬فواحش‮ ‬وجرائم‮ ‬في‮ ‬الجزائر،‮ ‬لا‮ ‬تبلغ‮ ‬جرائم‮ ‬جميع‮ ‬الدول‮ ‬معشار‮ ‬معشارها‮.‬
لقد زعم الموقعون على التصريح الموجه ضد سويسرا أنه “تمّ المساس بكرامتنا كمواطنين جزائريين بحكم تدخّل دولة أجنبية في شؤوننا الداخلية”، فهل استدعاء وزير خارجيتنا من طرف البرلمان الفرنسي لايعتبر عند هؤلاء الموقعين تدخّلا في شؤوننا الداخلية، مسّا بكرامتهم، أم أن‮ ‬فرنسا‮ – ‬بالنسبة‮ ‬لهم‮ – ‬ليست‮ ‬دولة‮ ‬أجنبية،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يجوز‮ ‬لها‮ ‬أن‮ ‬تفعل‮ ‬في‮ ‬الجزائر،‮ ‬وبالجزائر‮ ‬ما‮ ‬تشاء،‮ ‬ولا‮ ‬يجوز‮ ‬الاعتراض‮ ‬والاحتجاج‮ ‬عليها،‮ ‬ولا‮ ‬تسأل‮ ‬عمّا‮ ‬تفعل‮.‬
إننا‮ ‬نعرف‮ ‬أنّ‮ ‬ممّن‮ ‬وقعوا‮ ‬على‮ ‬ذلك‮ ‬التصرح‮ ‬من‮ ‬يعتبرون‮ ‬الفرنسيين‮ ‬مثلهم‮ ‬الأعلى‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬شيء،‮ ‬ويقلدونهم‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬أتفه‮ ‬الأمور،‮ ‬فما‮ ‬بالهم‮ ‬لا‮ ‬يقلدونهم‮ ‬في‮ ‬منع‮ ‬الدول‮ ‬الأجنبية‮ ‬في‮ ‬التدخل‮ ‬في‮ ‬شؤونهم‮ ‬الداخلية؟
إن العجب العجاب الذي يشيب له الغراب، وينطق له الذباب، وتنتحر له الذئاب والكلاب هو أن يكون من بين الموقعين على ذلك التصريح مجاهدون أعضاء في المنظمة الوطنية للمجاهدين الذين لم يتحركوا أبسط حركة، ولم ينبسوا ببنت شفة في وجه “الكبيرة” المتمثّلة في مساءلة وزير خارجيتنا الممارس أمام برلمان فرنسا، الدولة الأشد عداوة لنا، والأكثر مقتا من الجزائريين، كما لم يدينوا ولم يحتجوا على أولئك الذين منعوا “البرلمان” الجزائري من إصدار قانون تجريم فرنسا على ما فعلته في الجزائر، وهي – فرنسا – التي تصدر قانونا إثر قانون؛ هذا لتجريم من ينكر ما تسميه “إبادة الأرمن”، وذاك لتجريم من تسميهم مهيني الحركى الذين يحرم اعتبارهم بشرا، وذلك لتمجيد استعمارها للشعوب.. هذا الاستعمار الذي قال فيه الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفيلت: “إن الاستعمار الفرنسي هو أسوأ وأخبث ما يمكن أن ينكب به شعب من‮ ‬الشعوب‮” (‬1‮).‬
لو يعود شهداء الجزائر كما تخيل الطاهر وطار- غفر الله له – وشاهدوا بعض ما يجري في الجزائر من مهازل، وسمعوا بعض ما يقع فيها من منكرات، وقرأوا بعض ما يحدث فيها من جرائم لبكوا دماء، ولتبرّأوا ممن أوصلوا الجزائر إلى هذا الدرك ولو كانوا رفاقهم في الجهاد، بعدما رفعوها‮ ‬إلى‮ ‬أعلى‮ ‬عليين‮.‬
لم أجد جملة أجعلها عنوانا لهذه الكلمة، وتعبّر عما في نفسي من حسرة شديدة وألم مرير وضيق حرج وأنا أقرأ عن مثول وزير خارجيتنا أمام النواب الفرنسيين، وما تفوّه به أمامهم إلا الجملة التي يعنون بها آلان باتون أوارد (❊❊) (Alan platon Award) إحدى رواياته وهي: (إبك‮ ‬يا‮ ‬بلدي‮ ‬الحبيب‮) (‬Cry‭, ‬the‭ ‬beloved‭ ‬country‮) ‬يصور‮ ‬فيها‮ ‬بعض‮ ‬مآسي‮ ‬جنوب‮ ‬افريقيا‮.‬
إنني أعتبر يوم مثول وزير خارجيتنا أمام النواب الفرنسيين يوم حداد وطنيّا، وأذكره بجملة حفظتها – قبل أن أبلغ الحلم – قالها محمد خيضر – رحمه اللّه وهي: “لو أردنا الخروج من عالمنا لرفضنا العالم الآخر”، وأذكره بكلمة الداي حسين – رحمه الله – وهي: “لن تزهر الدّفلى‮ ‬الفرنسية‮ ‬في‮ ‬الجزائر‮”(‬2‮)‬،‮ ‬وأذكره‮ ‬أخيرا‮ ‬بأبيات‮ ‬لمالك‮ ‬حداد‮ – ‬رحمه‮ ‬الله‮ – ‬وهي‮:‬
‮”‬إن‮ ‬البرنوس‮ ‬الذي‮ ‬ارتداه‮ ‬أجدادي،البرنوس‮ ‬الذي‮ ‬يتراءى‮ ‬أمامي‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬مكان، مايزال‮ ‬دثاري، مايزال‮ ‬استمرار‮ ‬الحياة‮ ‬في‮ ‬داري‮..‬
لكلمة‮ ‬وطن‮ ‬عندنا‮ ‬طعم‮ ‬الغضب‮”(‬3‮).‬
إن الزبد سيذهب جفاء، وإن الجزائر وفرنسا كالماء والزيت لن يندمجا ولو رجّتا رجّا عنيفا، خاصة أن بينهما بحارا من دماء الشهداء وجبالا من أجسامهم، إضافة إلى اختلاف السّما والسحنات، وجولان الضاد في اللهوات كما يقول الإمام الإبراهيمي، أخلد اللّه اسمه، ورفع ذكره.

هوامش
‮❊) ‬هذه‮ ‬الجملة‮ ‬أرويها‮ ‬عن‮ ‬الشيخ‮ ‬علي‮ ‬مغربي‮ – ‬رحمه‮ ‬الله‮.‬
1‮) ‬عبد‮ ‬الرحمن‮ ‬الجيلالي‮: ‬تاريخ‮ ‬الجزائر‮.. ‬ج‮ ‬4‮. ‬ص‮ ‬366‮ ‬ط‮ ‬1980‮.‬
‮❊❊) ‬أصله‮ ‬بريطاني،‮ ‬من‮ ‬مستعمري‮ ‬جنوب‮ ‬إفريقيا،‮ ‬ولكنه‮ ‬كان‮ ‬معارضا‮ ‬للتمييز‮ ‬العنصري،‮ ‬ولد‮ ‬في‮ ‬1903‮ ‬وتوفي‮ ‬في‮ ‬1988‮ ‬،‮ ‬وقد‮ ‬نشر‮ ‬روايته‮ ‬في‮ ‬1948‮.‬
2‮) ‬مولود‮ ‬قاسم‮: ‬شخصية‮ ‬الجزائر‮ ‬الدولية‮..‬ج‮ ‬2‮. ‬ص‮ ‬191‮.‬
3‮) ‬عبد‮ ‬الله‮ ‬الركيبي‮: ‬الأعمال‮ ‬الكاملة،‮ ‬مجلد‮ ‬5‮. ‬أحاديث‮ ‬في‮ ‬الأدب‮ ‬والثقافة‮.‬

http://www.echoroukonline.com/ara/aklam/aklam_elkhamis/hadi_hassani/89832.html

8 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • النظام الجزائر لجأ الى شراء الذمم و شراء الناس و الله ما حيرني في هذه لائحة العار وجزد اسم اعرفه منذ سنوات كيف كان و كيف اصبح انه قاصب احمد ابن شهيد واطار كفىء عملت معه 08 سنوات كان يبدي اعجابه بالشيخ على بن حاج , لم ار قاصب منذ اكثر من 10 سنوات لقد تغير اكثرمن 180 درجة لقد باع اصله و ظلم اباه الشهيد في القبر كل هذا من اجل المال لم اجد اي عذر في تحوله لانه ليس محتاجا او فقيرا و لكنه ميسور الحال , اخش انه ترك الصلاة و لما لا فقد شخصيته و كرامته بمساندة هذا الحركي القاتل السارق خالد نزار
    اللهم يا مغير القلوب لا تغير قلوبنا و احينا و امتنا على طاعتك
    لقد خسرت الدنيا و الاخرة و نلت لعنة الله و الناس اجمعين اما هذا المجرم الذي تحاول ان تحميه انت و المرتزقة 180 سينال عقابه اجلا ام اجلا

  • أيها الكاتب لا تقل وزير خارجيتنا ولا رئيسنا بل قل وزير خارجيتهم هم، ورئيسهم هم ، نحن بُرَءَاءُ منهم إلى يوم الدين، لم ننتخبهم يوما.

  • بارك الله فيك يا أستادنا الفاضل أما بعد ما نعيشه اليوم إلى ما ألت إليه يلادنا
    فلقد بلغ السيف العضام و أن الوقت ليخرج الشعب و يقول كلمته هده المرة ستكون لطهير البلاد من
    الإستبداد و الخونة أولاد العدو الفرنسي

  • لقد استولى اليهود المختبئين و المندسين في الشعب الجزائري و الذين يوجد الكثير منهم لم يخرجوا مع فرنسا حينما خرجت او كما نضن انها خرجت هاؤلاء اليهود هم من قال فيهم الجنرال ديقول والد الجنرالات اليهود الذين يحكمون الجزائر اليوم قولته الشهيرة – اني تركت في الجزائر من هم اكثر ولاء لفرنسا من الفرنسيين انفسهم – طبعا المسلمين لا يمكن ان يكون ولاءهم للكافرين و الا فهم مثلهم و انما كان الجنرال المجرم ديقول يقصد العائلات اليهودية التي بقية في الجزائر و التي كان الكثير من ابنائهم منخرطين في الجيش الفرنسي و يقتلون في المجاهدين الجزائريين الى اخر ايام فرنسا واعطي مثالا بجنرال فرنسا خالد نزار الذي كان يقاتل مع فرنسا ضد الثورة الجزائرية لغاية سنة 1958 و كذلك الجنرال المقبور الهالك المسمى زورا و بهتانا العربي بالخير – اليهودي بالشر – الذي قاتل مع فرنسا الى غاية وقف اطلاق النار اخر يوم مع فرنسا كما تسلل الكثير من ابناء الجالية اليهودية في الجزائر بعد ما يسمى بالاستقلال الى مقاليد السلطة و ذلك عن طريق هؤلاء الجنرالات الذين قدموا لهم الدعم المتعمد و المقصود و ذلك لنهب خيرات الجزائر و لجعل الجزائر على الدوام تابعة لفرنسا و ساضرب بعض الامثلة لماذا العملة التونسية اغلى من العملة الجزائرية و الجزائر اغنى من تونس و لماذا العملة الليبية و هم في حالة حرب اغلى من العملة الجزائرية و الجزائر من حيث الغاز تمتلك اكبر مخزون في العالم بالاضافة لاموال البترول التي لا تعد ولا تحصى كما ان النحاس الجزائري يصدر سرا لاسرائيل و ذلك من اجل ان يصنع منه رصاص يبيت كله في صدور اخواننا في فلسطين انهم الجالية اليهودية التي اختبأت في الجزائر و حولو سنة 1962 مقر سكناهم من منطقة الى اخرى و لم يرحلوا مع فرنسا كما فعل غيرهم من اليهود هؤلائي هم من يقصدهم الجنرال ديقول و الذين من بينهم هذا المجرم الذليل المسمى – مدلسي – و بالمناسبة فان كلمة مدلسي في اللغة العربية قريبة من كلمة التدليس و تعني الكذب و الغش فهو مدلس اي كذاب غشاش سبحان الله فقد كانت الذلة و المسكنة مرسومة على وجهه حينما كان في جلسة الاستنطاق والاستجواب في البرلمان الفرنسي و هي الذلة التي ضربها الله عليهم كما ذكرها في القران الكريم حينما قال = وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله = سورة البقرة الاية 60

  • انا كشاب جزائري لو كانت لي مقاليد السلطة لما شجبت الاستعمار و لما طالبت باعتدار فرنسا ببساطة لانها هكدا الحرية تاخد و تسفك له الدماء الزكية و الحمد لله جبناها او بالاحرى جابها اجدادنا و اباؤنا بعرق جبينهم و الحمد لله
    فلمادا نطالب باعتدار هو في الاصل انتقاص من بطولات شهدائنا و مجاهدينا الحقيقيين
    هدا الاعتقاد لا يعني انني مع مكفري تجريم الاستعمار من خونة البلاد و العباد و انما انا ضدهم اجمعين من سيدهم خالد نزار الى اخر خدمهم
    لو كانت لي مقاعد الحكم لقطعت الصلة بفرنسا نهائيا و لخيرت جزائريي الغربة اما العودة للوطن او البقاء فرنسيين للابد هم و ابنائهم الابرياء من هدا الصراع طبعا
    و لكن بالمقابل ستكون لهم الجزائر موطن سلام و رفاه و علم و كل ماهو فيه الخير للعباد عامة عامة عامة
    في الاخير اتمنى من المولى عزوجل ان يرينا يوما في خالد نزار و من معه و من تبعه يوما نحاكمهم امام الملا
    و يما اخر اراهم فيه في نار جهنم اطل عليهم من الجنة و اضحك ضحكة لم و لن اضحك احسن منها بعدها ابدا
    و الحمد لله لانني زوالي نعلبو المسؤولية و المال الدي يبعدني عن الدار الفانية

  • إلى جميع الإخوة وإلى الأخ حيدر خاصة السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    أحمد الله تعالى إليكم وأسأله التوفيق لي ولكم وبعد:
    أما أن الاستقلال نتيجة التضحية والجهاد فهذا حق لا شك فيه وليس هدية كما يقول الأفاكون من جنرلات فرنسا
    وأما اعتذار فرنسا لنا فهو طريقة قانونية فقط لإثبات جريمة الاستعمار، والقانون الدولي واضح البنود بين الدول، فكل طرف متضرر من الجريمة يستحق الاعتذار والتعويض المادي والمعنوي.. وهذا ما تريد فرنسا تجنبه إلى أقصى الحدود ، خاصة وأن الاعتراف معناه كذلك تعويض المتضررين من الفرنسيين خلال حرب الجزائر التحريرية.
    وإذا تم الاعتراف والقبول بالتعويض فستكون هناك أموال طائلة ستدفعها فرنسا لنا بموجب القوانين الدولية السارية المفعول ـ وإذا أضفتم إلى هذا مدة التعويض وقانون التقادم فستصبح فرنسا كلها خادما ذليىلا للشعب الجزائري ولمدة قرون في المستقبل.
    هل فهمتم الآن لماذا ترفض فرنسا الاعتذار ؟
    وقطع العلاقات مع فرنسا يتجاوز العلاقات الثقافية، ومعناه الاقتصادي تحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال عن فرنسا وشركائها في العالم. وهذا شيء بعيد جداً في الوقت الراهن وفي المستقبل القريب كذلك بسبب غياب الاستراتيجيا الداخلية والخارجية لبلد الشهداء.
    ورغم كل هذا أوافق على ما قلت سوى على أن أخير الجزائريين بين العودة أو البقاء في فرنسا فالقوانين الدولية تمنح لكل أحد الحرية في البقاء والاقامة في المكان الذي يود الاقامة فيه.
    ولكـــــن أتمنى من الله تعالى العلي العظيم أن يتحقق ما تريد : دخول الجنة ويومها سأقول لك دعك من هذا الكلام فوالله لقد نجونا من دنياهم فدع لنا آخرتنا ولا تذكرنا بجنود إبليس عليه وعليهم لعائن الله .
    أدع لي معك يا حيدر، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته