سياسة

بوتفليقة وحكومته يتجاهلون في مجلس الوزراء معاناة الجزائريين

في الوقت الذي لا تزال فيه العشرات من القرى معزولة بسبب الثلوج

حميد قماش

تجاهل مجلس الوزراء الذي انعقد الثلاثاء 7 فيفري، برئاسة عبد العزيز بوتفليقة، الحديث عن الأوضاع المزرية التي يعيشها مئات الآلاف من الجزائريين حاليا بسبب التقلبات الجوية وما تبعها من موجات الثلوج والبرد والتي مست أكثر من ثلاثون ولاية.

ولم يشر بيان مجلس الوزراء ولو بكلمة واحدة إلى تلك الأوضاع التي يعيشها المواطنين في الظرف الحالي، خصوصا وأن المئات من القرى والمداشر لا تزال لحد الآن ومنذ أكثر من أربعة أيام، محاصرة بالثلوج وفي عزلة تامة مع افتقادها للكهرباء والغاز ومختلف المواد الاستهلاكية الضرورية في مثل هذه الحالات.

ولم يبرق مجلس الوزراء حتى برسالة تعزية لعائلات الـ 28 قتيلا والذين راحوا ضحية موجة الثلوج الأخيرة التي مست العشرات من الولايات منذ الجمعة الماضية، ولم يتم الإعلان عن أي إجراء ملموس بغرض تعزيز الوسائل المادية للبلديات فيما يتعلق بالتدخل والإنقاذ والإغاثة في حالات مثل موجات الثلوج والفيضانات.

وغيّب مجلس الوزراء من جدول أعماله في اجتماعه، محنة الجزائريين المحاصرين بالثلوج، وكأن الأمر لا يعني أي من المشاركين في المجلس كالوزراء وغيرهم، ولا تهمهم معاناة المواطنين اليومية بداخل البلاد، وذلك بالرغم من أن موجة الثلوج هذه، تعتبر استثنائية حيث لم يسبق وان عرفتها الجزائر منذ العشرات من السنين، مما يتطلب اتخاذ إجراءات استثنائية، وبالمقابل، كشفت هذه التقلبات الجوية فشل الدولة وإدارتها في تسيير البلاد وكذا رداءة الطرق المنجزة والنقص الفادح في شبكات نقل الغاز وتوزيع الكهرباء…

وخصص اجتماع مجلس الوزراء، لقضايا لا تهم معظم الجزائريين الذين يواجهون لوحدهم موجة الثلوج: قانون المالية 2012، تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، التشريعيات المقبلة وزيادة عدد مقاعد البرلمان!وهي ملفات لا هدف لها سوى لضمان بقاء النظام.

وفي الوقت الذي انعقد فيه مجلس الوزراء بالجزائر العاصمة، لا يزال عشرات الآلاف من الجزائريين محاصرون في قراهم، وغير قادرين حتى على التحرك للحصول على قارورة غاز البوتان أو دلو من المازوت للتدفئة، خصوصا بمنطقة القبائل التي قطع معظم طرقاتها وبلغ سمك الثلج في بعض قراها 2 مترا، والملاحظ هو أن الدولة غائبة بصفة كلية في هذه المناطق المعزولة عن العالم، ولا يكفي تدخل وحدات الهندسة التابعة لقوات الجيش لإزالة الثلوج وفتح بعض الطرق بمنطقة القبائل وبغرب البلاد، لملأ الفراغ.

وكان من المفروض على الوزراء أن يغادروا فيلاتهم المحمية بالعاصمة، لتفقد أوضاع مواطنيهم ومساعدة رؤساء البلديات والدوائر والولاة الذين يواجهون لوحدهم هذه الوضعية الصعبة والجديدة.

بل كان الأجدر أن نرى وزراء مثل عمار غول (الأشغال العمومية)، عمار تو (النقل)، سعيد بركات (التضامن الوطني) ويوسف يوسفي (الطاقة والمناجم)، يخرجون للميدان للوقوف على وضعية الجزائريين في هذه المحنة، ومشاركة المواطنين في همهم ومعاناتهم في هذا البرد والذين يواجهون لوحدهم انعدام قارورات الغاز والكهرباء وقطع الطرق.

وفي الوقت الذي عرفت فيه أسعار مختلف المواد الاستهلاكية خصوصا الخضر والفواكه ارتفاعا كبيرا جراء موجة الثلوج، لم يبدي وزير التجارة مصطفى بن بادة أي رد فعل بالرغم من أن دائرته الوزارية هي المخولة قانونا بمحاربة المضاربة في الأسعار.

عدم تحرك هؤلاء الوزراء يثير الكثير من التساؤلات خصوصا وأنهم معروفين بخرجاتهم الميدانية والشبه يومية والتي لا يعدو أن تتوج بفتح مقطع صغير من الطريق السيار أو انجاز بضع أمتار من خط الترامواي أو من أجل التحدث عن أسعار البترول.

http://www.tsa-algerie.com/ar/politics/article_5756.html

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • ومنذ متى صار الإيكسيلانس واعضاء حكومته الموقرة يهتمون بنا ويريدون لنا الخير ؟
    إن كاتب المقال مشبوه ولا بد أنه يعمل لحساب حلف الناتو او جهاة أخرى لا تريد لنا السلم والخير في الجزائر.. إن الجزائر بلد كريم ومضياف ولها تاريخ عظيم في الصبر على الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية ، والمواطنون الكرماء لا يزالون متحابين ومتكرمين ويساعدون بعضهم بعضا برغم الثلوج والأمطار والرياح وسوء الأحوال الجوية وغير الجوية.
    وحكومتنا المعظمة قد فعلت كل الواجب وبالزيادة من أجلنا فشكرا لفخامته وسيادته ومعاليه على كل ما نحن فيه.
    ووزراؤنا هم الذين يحملون همومنا ويتكرمون علينا بكل شيء حتى إن وزير الخضر والفواكه لا يجد في بيته المتواضع حبة بطاطا من أجل توفير البطاطا والبصل والطماطم لنا … بل إنه يتفهم حاجتنا وحاجة التجار ولهذا أهمل هؤلاء الطماعين وتركهم يطمعون في الاغنياء ونحن والحمد لله لسنا أغنياء ولا يطمع فينا أحد….
    وهــــــــــــــم يضحك
    و هـــــــــــــم يبكي
    وهـــــــــــــم بورغر
    والسلام

  • كان الأجدر أن نرى وزراء مثل عمار غول (الأشغال العمومية)، عمار تو (النقل)، سعيد بركات (التضامن الوطني) ويوسف يوسفي (الطاقة والمناجم)، يخرجون للميدان للوقوف على وضعية الجزائريين في هذه المحنة، ومشاركة المواطنين في همهم ومعاناتهم في هذا البرد والذين يواجهون لوحدهم انعدام قارورات الغاز والكهرباء وقطع الطرق.

    وفي الوقت الذي عرفت فيه أسعار مختلف المواد الاستهلاكية خصوصا الخضر والفواكه ارتفاعا كبيرا جراء موجة الثلوج، لم يبدي وزير التجارة مصطفى بن بادة أي رد فعل بالرغم من أن دائرته الوزارية هي المخولة قانونا بمحاربة المضاربة في الأسعار.

    عدم تحرك هؤلاء الوزراء يثير الكثير من التساؤلات خصوصا وأنهم معروفين بخرجاتهم الميدانية والشبه يومية والتي لا يعدو أن تتوج بفتح مقطع صغير من الطريق السيار أو انجاز بضع أمتار من خط الترامواي أو من أجل التحدث عن أسعار البترول.