سياسة

نور الدين آيت حمودة لـ”الخبر”: ”الذين استولوا على السلطة في 62 فعلوا أكثـر من فرنسا ” (أرشيف)

انتخبت في البرلمان لمعارضة السلطة وليس لإثراء قوانينها / أقترح على بوتفليقة تحويل الجزائر إلى مملكة / أمهاتنا اغتصبن بعد الاستقلال
يرد نور الدين آيت حمودة، نجل الشهيد عميروش، في حواره مع ”الخبر”، على سلسلة البيانات التي نددت بتصريحاته في البرلمان بخصوص عدد الشهداء. واعتبرها ”حملة يشنها عليه بلخادم وجناحه في الأفالان” وليس كل الأفالان. كما كشف نائب الأرسيدي عن حقائق أخرى عاشها كابن شهيد بعد الاستقلال.
السيد آيت حمودة، أثـرتم في المجلس الشعبي الوطني زوبعة بخصوص الرقم الحقيقي لشهداء الثورة، مع أن المناسبة كانت تتعلق بمناقشة قانون المالية .2009 إلى ماذا تستندون في تشكيككم في عدد مليون ونصف مليون شهيد؟
قبل الإجابة عن سؤالكم هذا، اسمحوا لي أن أعيدكم إلى ما جرى في المجلس الشعبي الوطني خلال مناقشة قانون المالية 2009، تحول السيد زياري إلى رئيس كتلة برلمانية وليس رئيس الهيئة البرلمانية كلها. فأعطى تعليمات لبعض نواب الأفالان للرد على الأرسيدي عن طريق اتهامات خطيرة كوصفنا بأعداء الداخل. وعكس ما كان يفعل أثناء مداخلات نوابنا، حيث كان في كل مرة يوقفهم، لم يجد زياري الجدوى من توقيف تهجمات نواب الأفالان علينا، مما دفعني لتغيير مضمون مداخلتي كاملا والرد على هؤلاء النواب، وأوضحت لهم أن عدو الداخل هو الرشوة التي كرسها حزب زياري منذ الاستقلال. وأن عدو الداخل هو سرقة البنوك والاغتيالات السياسية التي ارتكبت في الجزائر. وأوضحت لهم أيضا أن كل الأرقام التي قدمت لنا منذ الاستقلال إلى يومنا هذا خاطئة.
ربما هناك أشخاص خاضوا الحرب العالمية بجانب فرنسا يحق لهم الاستفادة من منح من الحكومة الفرنسية. وحاربوا الاستعمار بعد ذلك ويحق لهم الاستفادة من منح جزائرية؟
لا، الجزائريون الذين خاضوا الحرب العالمية الأولى لم يتم الاعتراف بهم إلا منذ حوالي سنة، وتقدم لهم منح محتشمة. أنا أتحدث عن الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على ذكرى الثورة. كل الذين سمعتهم هذا الأسبوع يردون على تصريحاتي هم الذين كانوا في الخارج طيلة السبع سنوات من الحرب. وهم من يسميهم سعيد سعدي ”طائفة تكريت” ويطلق عليهم عامة ”طائفة وجدة”. أعطيكم الأرقام بخصوص عدد المجاهدين كما وردت في وثائق مؤتمر الصومام. في أول نوفمبر ,54 كان في الولاية الثانية 100 والرابعة 50 والخامسة 60 والثالثة 450 والأولى غير واردة لأنها لم تشارك في مؤتمر الصومام. وفي 20 أوت 56 كان عدد المجاهدين في الولاية الثانية 1169 وفي الرابعة 1000 وفي الخامسة 500 وفي الثالثة .3100 وعند الاستقلال كان عدد المجاهدين في الداخل 10 آلاف وفي الحدود 20 ألفا. كيف يمكن لهذه الأرقام أن ترتفع اليوم إلى مئات الآلاف من المجاهدين.
هل لديكم أسماء وأدلة حول مجاهدين مزيفين؟
المشكلة ليست مشكلة أسماء ولا يمكن تقزيم ثورة نوفمبر في رقم معين. إنها ثورة عظيمة. ولكن عندما يعترف وزير المجاهدين بأن هناك 10 آلاف مجاهد مزيف وهناك جمعية تحدثت عن 12 ألفا… إذن أقترح إنشاء لجنة في كل بلدية من بلديات الوطن ونعالج هذه المسألة بصفة نهائية. وهناك أخطر من المجاهدين المزيفين. فجل الوزراء منذ الاستقلال لديهم شهادة عطب بنسبة 100 بالمائة، منها 25 بالمائة عطب عقلي، ومع ذلك مارسوا مهام وزارية. وفي المقابل هناك أشخاص فقدوا أعضاء من أجسامهم ولم تعط لهم سوى نسبة 60 في المائة من العطب.
المسألة إذن مسألة من يتقاضى أكثـر وليست مسألة تاريخية؟
طبعا. هناك أشخاص لم يعرفوا يوما الحرب. ومنهم واحد تحدث هذا الأسبوع في جريدتكم ويتعلق الأمر بأحمد محساس. هذا الرجل لا يحق له الاستفادة من صفة مجاهد لأنه قضى سنوات الثورة في الخارج. فمنذ 54 كان محساس في تونس ناطقا باسم بن بلة. وبعد مؤتمر الصومام أصبح يقضي وقته في معارضة لوائح المؤتمر، مما جعل عبان رمضان يأمر أوعمران بتوقيفه.
محساس يقول إن عبان أرسل أوعمران لقتله؟
لا، أرسله لتوقيفه، وتم ذلك ووضعوه في سجن تونسي. والتونسيون تجنبا لمشاكل مع بن بلة وجمال عبد الناصر هربوه إلى ألمانيا… فبمنطق الحرب، محساس الذي هرب من السجن ولجأ إلى ألمانيا يخضع للمحكمة العسكرية.
نعود إلى مسألة مليون ونصف مليون شهيد. هل لديكم رقم آخر غير هذا؟
المسألة ليست مسألة رقم. الكل يعلم أنه رقم خاطئ لكنه دخل في الذاكرة الشعبية وليكن كذلك. لكن السلطة الحالية لا يهمها من كان مجاهدا ومن لم يكن. وإلا لماذا لم أسمع واحدا منهم يندد بتوقيف الشهيدين عميروش وسي الحواس إلى يومنا هذا (يقصد إخفاء رفاتهم). إنه أخطر من أن نشكك في رقم معين.
هؤلاء يعطوننا دروسا في الثورة وهم في الحقيقة خانوا الشهداء واغتصبوا نساءهم. نعم، في 62 أمهاتنا اغتصبن.
تقولون إن المجاهدين المعطوبين وأرامل الشهداء وحدهم من يحق لهم الاستفادة من منح. هل أنتم ضد منح أبناء الشهداء؟
لا، أولا أبناء الشهداء لم يستفيدوا من شيء. وأذكر وزير المجاهدين ومنظمات أبناء الشهداء بأننا تقاضينا دينارا وحدا في اليوم منذ 62 إلى غاية بلوغنا سن الـ.18 وسيبقى هذا عار على الحكومة الجزائرية. وأذكر أيضا أن أول مرسوم أصدره عبد الغني حين كان وزيرا أول، ينص على تخصيص مهنة عاملة نظافة لأرامل الشهداء، في وقت كانت نساء المسؤولين يذهبن إلى صالونات الحلاقة في باريس. إن عائلات الشهداء تعرضن للإهانة من قبل الدولة الجزائرية أكثـر من تلك التي عرضهم لها الاستعمار. فرنسا قتلت عميروش لأن رفقاءه منحوه لها.
كنت سأسألك عن اتهامك بوصوف باغتيال عميروش، على ماذا تستند ؟
أؤكد وأكرر، جماعة بوصوف باعت عميروش وسي الحواس، باستعمال إشارات راديو كانت بحوزة الجيش الفرنسي. وهكذا تمكن الفرنسيون من تحديد موقعهما. ولم يكتف بوصوف وبومدين بذلك، بل قاما بإخراج رفات الشهيدين وإخفائها. يا لها من كراهية. ألأن واحدا قبائلي والآخر شاوي؟ أم لأن بومدين وبوصوف بدآ تحضير سلطة ما بعد الاستقلال وبقاء عميروش على قيد الحياة خطر عليهما؟
وأذهب أبعد من هذا. لقد تنقلت إلى قرية بني يلمان المعروفة بملوزة والتي قام جيش التحرير بتصفيتها كليا. ما حدث هناك يشبه إلى حد بعيد ما حدث في بن طلحة. وأنا أفهم أن تحدث مثل هذه الانحرافات في خضم الحرب. لكن ما لا أفهمه أن تبقى منطقة بأكملها تحمل عبء الخيانة، لأن بعض أبنائها كانوا مصاليين، بينما أعيد الاعتبار لمصالي وأصبح في مصف الشهداء. أمصالي شهيد لأنه من تلمسان والمصاليون خونة لأنهم من سطيف أو جهة أخرى؟
كنتم عضوا مؤسسا لمنظمة أبناء الشهداء ثم تنسيقية أبناء الشهداء وأصبحتم في موقع مواز لموقع هذه المنظمات في الساحة السياسية. لماذا؟
المنظمة الأولى التي أسسناها كانت في 1984ولن أنسى أبدا تاريخ 5 جويلية .1985 حيث كان أبناء الحركى يحتفلون بعيد الاستقلال وكنت أنا في محافظة الشرطة، وأي محافظة؟ تقع في شارع عميروش. ذنبي أنني أسست مع مجموعة من الرفقاء جمعية لأبناء الشهداء. والآن المعركة هي معركة قطع الأراضي والقروض بـ4 ملايير، فليس غريبا أن نجد على رأس منظمات أبناء الشهداء أشخاصا ليسوا أبناء شهداء أصلا.
من كان معك من رموز أبناء الشهداء الحاليين آنذاك؟
لا أحد. أتذكر أنني ذهبت إلى تيارت سنة 84والتقيت هناك طيب الهواري، طلبت منه الانضمام إلى جمعيتنا ورفض. ومنذ أيام أبلغني أبناء الشهداء من تيارت بأن هذا الرجل ليس ابن شهيد حقيقي.
وهل تعرف بونجمة؟
لا أعرفه. سمعت فقط أنه من المستفيدين من قطع أرضية كثيرة.
الأفالان عقد ملتقى حول تاريخ الثورة وكان بمثابة محاكمة لك. هذا الموقف مفهوم لأن تصريحاتك تتزامن مع حملة لتمجيد الاستعمار في فرنسا؟
أغلبية مناضلي ونواب الأفالان متفهمون. أعتقد أن قضيتي هي مع جماعة بلخادم فقط. وماذا عساني أن أقول له. إنه نسي الصعود إلى الجبل في 56؟ لا ذنب لي في هذا.
هنا أوقفك، أعتقد أن بلخادم سنه لا يسمح له بالصعود إلى الجبل في 56؟
صحيح، ربما سنه لا يسمح بذلك، لكنه جبان لأن سنه يسمح له بمحاربة الإرهاب ولم يفعل. بل عكس ذلك كان سندهم السياسي. وابن عميروش الذي اختار صف الـ”باتريوت” تحول إلى حليف فرنسا. كان على الذين يريدون إعلان الحرب على فرنسا في 2009 أن يعلنوها في أول نوفمبر .54 ونحن أعلنا هذه الحرب وأخرجنا فرنسا، والذين استولوا على السلطة بعد 62 فعلوا ما فعلته فرنسا أو أكثـر، وأنا أعي ما أقول.
لكن لماذا لا تعرضون كل هذه المواقف في نشاطات حزبية للأرسيدي، فالمجلس الشعبي الوطني فرصة لمناقشة مشاريع قوانين وتمرير برنامجكم من خلال ذلك؟
هذا ما يقوله لي زياري. وأرد عليه بأن نواب الأرسيدي كونتهم سجون البروافية ولامباز والحراش…وإن لم نسكت في ذلك الوقت، كيف لنا أن نسكت ونحن نتقاضى راتبا محترما؟
أنا لم أنتخب لإثراء قوانين السلطة الحالية، بل لمحاربتها. لم أكن أخشى يوما على مستقبل الوحدة الوطنية مثلما أخشاه اليوم. نحن نتوجه تدريجيا نحو جعل الجزائر يوغسلافيا ثانية. وهذا بسبب لا مسؤولية الرئيس ولا مسؤولية الوزراء… كيف يعقل لشخص أن يعترف بفشل أمام الملأ ويطلب عهدة ثالثة؟
في هذه الحالة، هل تنتظرون من الرئيس أن يقدم السلطة لغيره إذا لم يكن هناك من ينتزعها منه؟
هناك طريقتان للوصول إلى السلطة: الانقلابات، وأعتقد أن هذا الزمن ولى. والطريقة الثانية هي الانتخابات، وهنا كما قال سعدي يجب أن تكون نزيهة وتجري أمام مراقبة دولية مكثفة ونوعية.
هل تعتقدون أن بوتفليقة لو يترشح يمكن أن يخسر العهدة الثالثة؟
من يخسر في حالة ترشح بوتفليقة وتزوير الانتخابات ليس الأرسيدي بل الجزائر. وحتى نحل هذا الإشكال، أقترح على بوتفليقة تحويل الجزائر إلى مملكة. وعلى كل حال مستقبل الجزائر مرهون، سواء بقي بوتفليقة أو رحل.

المصدر :حاوره: م. إيوانوغان
2008-10-30

http://www.elkhabar.com/quotidien/?idc=30&ida=129129

———-

قال إن النسخة العربية لبيان نوفمبر تحمل أخطاء لا يتقبلها المنطق
شريف عباس يعتبر ملف ”المجاهدين المزيفين” مغلقا
أوضح وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، أن النسخة العربية من بيان أول نوفمبر تحمل أخطاء ”وتتضمن أمورا لا يقبلها المنطق ولا علم السياسة”. وقال بأن النسخة الأصلية خطها مفجّرو الثورة بالفرنسية، وأن ترجمتها إلى العربية اكتنفتها أخطاء.
بعد 54 سنة من إعلان بيان أول نوفمبر تفجير ثورة التحرير، يتدخل وزير المجاهدين محمد شريف عباس من خلال حصة ”تحولات” التي تبثها القناة الأولى للإذاعة الوطنية، ليقول إن النسخة العربية لبيان أول نوفمبر بها أخطاء وأمور ”لا يتقبلها لا المنطق ولا العقل”، ذات البيان الذي تعاقبت على مرجعيته أجيال وأجيال، باللغة العربية، يتوزع على الإدارات والمؤسسات التعليمية وكافة الهيآت الرسمية، ويطرح التساؤل في هاته الحالة، من المسؤول عن ترجمته الخاطئة، ومن المسؤول أيضا عن عدم تصحيحها بعد مرور أكثر من خمسة عقود من الزمن، وماذا ينتظر أوصياء القطاع ليصححوا العلل الناتجة عن الترجمة الخاطئة للبيان؟
وزير المجاهدين لم يذكر العلل، التي خلا منها البيان المكتوب بالفرنسية على أيدي مفجري الثورة، عدا قوله في عبارة من عباراته ”نحن نقدم ما نملك، دون اعتبار للنتيجة”، حيث علق شريف عباس مستغربا ”كيف لا تهم النتيجة”، فيما لم يقدم ما جاءت به النسخة الفرنسية في هذا الصدد، قائلا أن ”الدكتور محمد العربي زبيري له ما يقول في هاته الترجمة”.
وشدد شريف عباس، في رده على من يقول إن الدولة انحرفت عن بيان أول نوفمبر كمرجعية الدولة الجزائرية المستقلة والعصرية بأن ”البيان حدد موقف الذين فجّروا الثورة في تلك الفترة، من أجل توضيح هويتهم وماذا يريدون بالثورة”، وأضاف ”البيان وثيقة علمية فلسفية تحتاج إلى تحليل معمق”، لكنه استدرك وقال ”الدولة التي أشار إليها بيان أول نوفمبر تسير وفق تطلعاته”.
في سياق مخالف، قال وزير المجاهدين إن ”ملف المجاهدين المزيفين مغلق”، ورد على مفجّري الملف، في إحالة إلى كلام النائب نور الدين آيت حمودة، نجل العقيد عميروش، وأطراف أخرى بأن ”حملة التشكيك في عدد المجاهدين والشهداء مغرضة وغير مؤسسة إطلاقا”. كما أشار إلى أن الأرقام التي قدمت حول عدد المجاهدين المزيفين ”خيالية ولا أساس لها من الصحة”، بيد أنه أكد على ”وجود تجاوزات عملت الوزارة على وقفها”. وجدد القول أن من ثبت بشأنه أنه ”تسلل” تسحب منه وثيقة العضوية، ويتم إثر ذلك استرجاع الأموال التي حصل عليها إلى الخزينة العمومية، غير أنه عاد وشدد بأن الوزارة مستعدة لتسلم أي ملف بخصوص المجاهدين المزيفين يكون مبررا ومؤسسا.
وأكد شريف عباس بخصوص جدلية ”الاعتراف والاعتذار” أنه على فرنسا أن تفكر جديا في المسألة إذا أرادت بناء علاقات قوية مع الجزائر يحرص الجزائريين أن تكون ”ندية”.


المصدر :الجزائر: محمد شراق
2008-10-30

———-

لخضر بن سعيد الأمين العام السابق لتنسيقية أبناء الشهداء
”حزب فرنسا لا يزال يحكم في الجزائر”
ذكر لخضر بن سعيد، الأمين العام السابق للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء، أنه ”ليس هناك فرق بين الجرائم التي ارتكبها بيجار وماسو، زمن الاستعمار، إذا ما قارناها بعدد ضحايا جرائم الفتنة الذين سقطوا منذ سنة ”1988، مقدما رقم 300 ألف ضحية.
يرى بن سعيد، الذي نزل ضيفا على ”الخبر”، بأن ”وعد الجنرال ديغول لأبناء القياد الذين استقبلهم بمقر وزارة الدفاع الفرنسية غداة إعلان استقلال الجزائر، بأنهم سوف يحكمون البلاد بعد 30 سنة، وعد قد تحقق”. وأرجع بن سعيد سبب الوضع الكارثي الذي توجد عليه الجزائر إلى ”بقاء الضباط المنحدرين من الجيش الفرنسي، خلال الأشهر الأخيرة للثورة، في النظام إلى الوقت الراهن”. ونقل بن سعيد قول الجنرال ديغول آنذاك لأبناء القياد: ”إذا لم يتحقق ذلك، تعالوا إلى قبري واحفروه”. وكان الأمين العام السابق لتنسيقية أبناء الشهداء يتحدث عما أسماه ”وجود حزب غير معتمد في السلطة وهو الأقوى، يقوده العربي بلخير”. وألح على موقفه ردا على سؤال: كيف للعربي بلخير أن يحكم وهو سفير بالمغرب؟ فيما أكد أن ”الموالين لفرنسا يوجدون في مختلف أجهزة الدولة، من إدارات وغيرها”، وأن هؤلاء ”يسعون لتوريث مناصبهم لأبنائهم، حتى تبقى الجزائر رهينة لقرارات تأتي من باريس”. وعاد بن سعيد ليؤكد بأن الجنرال ديغول تنقل إلى عين تموشنت ثم إلى قسنطينة وعاد إلى العاصمة، ليلقي خطابا قال فيه قولته الشهيرة ”لقد فهمناكم” وهو يخاطب جماهير الجزائريين، لكنه انزوى مع قياد وأبنائهم لما عاد إلى باريس وقال لهم: ”لقد خرجنا من الجزائر من أجل بناء فرنسا العظمى، لكننا تركنا فيها من هم أكثـر خدمة لفرنسا”. وتابع في حفل انتظم بالعاصمة باريس: ”أنتم من سيحكم الجزائريين بعد 30 سنة”.
وأشار بن سعيد، في معرض حديثه عما اصطلح عليه بـ”المجاهدين المزيفين”، إلى أن ”ثمة ملفا يحتوي على 110 آلاف مجاهد مزيف”. قصة الملف، حسب المتحدث، تعود إلى مفاوضات إيفيان حينما شكلت لجنة لوضع ترتيبات تنفيذها، حيث كان يشتغل في الإدارة والقوات الخاصة 16 جزائريا، صوت جلهم بـ”لا للاستقلال”، غير أنهم أصبحوا يحملون صفة مجاهد، بينما أشار إلى مرجعيتين، قال إنهما قريبتين للحقيقة وهما: مؤتمر طرابلس الذي جمعت فيه تقارير الولايات التاريخية وتوصل إلى وجود 75 ألف مجاهد، ثم مؤتمر جبهة التحرير الوطني سنة 1964 الذي قدم نفس الرقم، فيما أشار إلى ”عمل جبار” قامت به لجنة تصفية المشبوهين، والتي نشطت لأشهر العام المنصرم، وكان من بين مؤسسيها القائد العام للدرك الوطني العقيد أحمد بن شريف، قبل أن ينسحب منها لأسباب مجهولة، حسب ما ذكر لخضر بن سعيد، محيلا الكلام إلى قضية ”ملوك” الذي فصل من منصبه بوزارة العدل لما شرع في كشف القضاة المجاهدين المزيفين، وقال إن بومدين هو من عين ملوك، ستة أشهر قبل رحيله، ليتولى التحقيق في إطارات وزارة العدل.


المصدر :الجزائر: محمد شراق
2008-11-06
http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=130159&idc=30