سياسة

تلميذة ببرج منايل تمنع من دخول ثانوية بسبب ارتدائها النقاب

الكاتب: عبد الله ندور – جليلة رزاقي
الإثنين, 20 فيفري 2012
منعت متقنة خودي السعيد، بمدينة برج منايل شرق بومرداس، تلميذة من الدخول للمؤسسة بحجة أنها ارتدت النقاب، وقم تم إخراجها بالقوة من قبل ناظرة المؤسسة، ومنعتها من مزاولة دراستها لمدة أسبوع كامل، حسب ما أوضحته مصادرنا.
وتضيف ذات المصادر أن الطالبة ممنوعة من الدراسة كباقي قريناتها، حيث وعند محاولتها الدخول آخر مرة تم إخراجها بالقوة من قبل الناظرة، التي وجهت إليها ولوالدها تهديدا بأنها ستحضر الشرطة لهما إن لم يرحلا، وأنها لن تسمح للطالبة بمزاولة دراستها إلا إذا نزعت النقاب أو أحضرت قرارا أو إذنا من مديرية التربية يسمح لها بالدراسة بالنقاب، فيما يهدد زملاؤها بالدخول في إضراب مفتوح للضغط على المؤسسة والسماح لها بمزاولة الدراسة بنقابها. من جهتنا اتصلنا بمديرية التربية لولاية بومرداس، للاستفسار حول مدى صحة المعلومة وأسباب اتخاذ مثل هذه الإجراءات، أكد مسؤول بديوان مديرة التربية أن الحادثة وقعت فعلا بمتقنة خودي السعيد، حيث تم منع الطالبة من مزاولة الدراسة وهي ترتدي النقاب، وذلك بحجة أن “الحارس لا يمكن أن يتعرف عليها، ويعيق أيضا الأستاذة في التعرف عليها”. كما برر ذلك بـ”الظروف داخل الأقسام”، وأضافت ذات المصادر أنه تم عقد لقاء جمع المسؤول الأول عن المتقنة والتلميذة وولي أمرها، ليتم الاتفاق على أن “تنزع النقاب داخل المؤسسة” أما خارجها فهي حرة. وللإشارة فقد رفضت سكرتيرة رئيس مصلحة بالمديرية الإجابة عن سؤالنا أو إيصالنا إلى مصدر المعلومة، بحجة أننا لسنا صحفيين، كما أساءت التعامل معنا وقامت بغلق الخط في وجه الصحفي الذي اتصل بها.
فدرالية أولياء التلاميذ.. من حق ولي التلميذة رفع دعوى قضائية
من جهته استنكر رئيس فدرالية أولياء التلاميذ، أحمد خالد، مثل هذا التصرف، وأوضح أنه لا يوجد قانون صريح يمنع التلميذة المنقبة من مزاولة دراستها، وأضاف أن إشكالية اللباس من المشاكل التي يعاني منها التلاميذ وأولياؤهم، ومن الأمور التي “لا تحسن الإدارة التعامل معها”، داعيا في ذات السياق ولي أمر التلميذة إلى رفع دعوة قضائية ضد مديرة المؤسسة، وأبدى أحمد خالد تأسفه من “درجة الانحطاط الذي وصلت إليه بعض المؤسسات”، وتساءل عن سبب عدم التعرض لبعض الفتيات اللواتي يرتدين “لباسا فاضحا”، وأضاف “هل نحن في فرنسا أو إحدى الدول الأوروبية العلمانية؟”، وأشار أن فدرالية أولياء التلاميذ تطالب منذ مدة بسن قانون واضح يحدد لباسا موحدا يكون ساري المفعول على التلاميذ والموظفين على حد سواء، ويحترم أخلاق وعادات المجتمع الجزائري ويطبق على التلميذ سواء كان أجنبيا أو جزائريا، الأمر الذي لم يحدث حسب أحمد خالد.
“الانباف”… لسنا في دولة غربية
من جهة أخرى استنكر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، على لسان المكلف بالاتصال، مسعود عمراوي، مثل هذا التصرف الصادر في حق التلميذة، وأوضح “من المفروض أن يتم احترام الحريات، خاصة وأن هذا الأمر منصوص عليه دستوريا”. وأشار “نحن نرفض السفور في المؤسسات التربوية، ونطالب بالحشمة، واحترام النظام الداخلي للمؤسسة”، مشددا أنه “لا يوجد قانون يمنع أية تلميذة من الدراسة في حالة ارتدائها للنقاب”، وشدد على أن “الدستور الجزائري يكفل الحريات الفردية والجماعية” مضيفا “لسنا دولة غربية حتى تقوم مؤسسة تربوية باتخاذ مثل هذا الإجراء”.
جبهة التغيير وحركة النهضة تستنكران والإرندي يؤيد.. ردود متباينة وسط الأحزاب
أعادت مسألة منع التلميذة الثانوية من الدخول إلى متقنة خودي السعيد ببرج منايل منقبة، إلى السطح نقاشات كانت سائدة على الساحة السياسية خلال بداية التعددية السياسية في الجزائر. فبالإضافة إلى ردود الأفعال المتباينة في الأوساط التربوية ببومرداس والاحتجاجات التي أثارتها وسط بعض تلاميذ المتقنة ولأن المسألة من شأنها أن تكتسي طابعا سياسيا وإيديولجيا ارتأت الجزائر أن تستفسر عن موقف بعض الأحزاب بشأن المسألة وفي هذا الصدد ندد عبد العزيز منصور، رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة التغيير بما قامت به مديرية التربية ببرج منايل بعد إقرارها منع طالبة في متقنة خودي السعيد من دخول الثانوية بسبب ارتداء النقاب داخل الحرم التعليمي، معتبرا هذا تعسفا في حق الطالبة، وتطاولا على القانون والدستور الجزائري الذي يضمن حرية اللباس الإسلامي. وأضاف أنه لا توجد ولا مادة في الدستور تحدد نوع اللباس وكيفيته داخل المؤسسات التعليمية على مستوى كامل التراب الوطني، وحتى على مستوى المؤسسات التعليمية في القطاع الخاص، في حين اعتبر الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، هذا القرار خرقا للدستور، مؤكد أن الحريات الشخصية يضمنها القانون ما لم تتعارض مع الأخلاق العامة، واعتبر إصدار قرار من هذا النوع في دولة إسلامية، تجاوزا على الدين وتجاوزا على الديمقراطية في دولة القانون والديمقراطية، معتبرا هذا الحدث جد غريب، لكون العديد من الدول العلمانية في العالم، تحترم الأديان والثقافات، ولا تتدخل في الشؤون الخاصة للأفراد. ومن جهتها عبرت العضوة القيادية في التجمع الوطني الديمقراطي السيدة فوزية بن سحنون عن تأييدها لقرار إدارة الثانوية بمنع دخول التلميذة المنقبة واعتبرته في محله وتعبيرا عن تمسك الإدارة بتقاليد المجتمع الجزائري المسلم الذي لم يعرف مثل هذه البدع من قبل على حد تعبيرها. وأضافت السيدة بن سحنون أن النقاب من العادات الدخيلة على المجتمع الجزائري فضلا عن أن النقاب لا يسمح للإدارة التربوية بأداء مهامها والتعرف على الفتاة المنقبة مبينة أن هذا لا يعني أنها ضد ارتداء الحجاب وفق ما تمليه التعاليم الإسلامية التي تفرض الحجاب ولكنها لا تفرض النقاب على حد قولها. أما رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي فقد استهان بالمسألة ولم يعتبرها أولوية وذهب إلى حد استنكار ما قامت به إدارة الثانوية ومبررا ذلك بأن ارتداء النقاب ما هو إلى عودة إلى عادات جزائرية قديمة أين كانت المرأة ترتدي العجر. واعتبر ذلك ضمن الحريات الفردية والجماعية وقال “خلو الجزائريين يعيشوا حرياتهم واختلافاتهم” فالأهم في نظر تواتي هو ضمان العيش الكريم للمواطن وتطوير المنظومة التربوية وليس البحث في مثل هذه المسائل السطحية والتافهة.

http://www.eldjazaironline.net/02/actualite/1-2011-06-16-15-15-57/12508-2012-02-20-19-59-11.html

8 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • نهار كنت نقرا كان لبنات يقراو معانا بالحايك الجزائري وما كانش حتى واحد اللي منعهم م لحايك ، وكثير منهم تزوجوا على خاطر كانوا متربيات ويحشموا ويطلبوا العلم والأخلاق ، وهومن بنات فاميليا تاع الصح .. الله يرحم هذاك الوقت ..
    واليوم راكم تشوفو وين لحقنا في المدارس نتاع بن بوزيد .. لا ديانه لا اخلاق ، أما العلم فهذيك بلا ما نقول واش راه يصرا … وما بقى غ ناظرة تخرج تلميذة حبت تتنقب .. وعلاه ما تخرجش البنات اللي رايهم رجعوا المدارس معرض للأزياء والمودة .. وين راه القانون اللي يمنع تلميذة من النقاب ، وعلى حساب ما نعرف هذا المنع راهو في فرانسا ماشي في الجزائر .. ولكن نظن بللي المرض نتاع ثمه راهو لحق لهنا والله يكتب الخير …
    ولو كان جا القانون صحيح لو كان راهم لزموا التلاميذ بلباس رسمي داخل المدارس ويتهناو من صداع الراس باطل .. للذكور لباسهم ، وللإناث لباس خاص ويهنونا من حكاية ما فيها فايده .. بصح وين راه اللي يطبق القوانين في بلادي ..

  • نصرالله كل من أرادت العفاف , حقا أصبح الاسلام غريبا ,و ليس كل من لبست النقاب تقر بوجوبه ,لكن لكل بنت طريقتها في الاحتشام ,حتى لو لم يكن النقاب فرضا , فقد ارتديناه لما يحسسنا من طهر و نقاء,و اقتداء بنساء عظيمات ,و المضحك أن يفولو ليس من عاداتنا,و هل ما نراه من انحطاط هو من عاداتنا,أنا فقدت عملي لأجل النفاب في الجزائر,و سأذهب به الى كندا التي قبلت النقاب حتى في الجامعة ,ألسنا في بلد حر,أغلب صديقاتي لا يرتدين الحجاب,و علاقتي بهن رائعة ,نحن لا نطالب بتغيير المجتمع,و نرفض تدخله في خصوصياتنا,و يتهمون المنقبة أنها تختبئ تحت النقاب , و هذا موجود , و لكنه لا يدعو لاتهام الجميع ,و هذا لا تفعله الا من تربت على الانغلاق , نحم لم يفرض علينا هذا اللباس ,بل نحن اخترناه لانفسنا عزة لاسلامنا