مقالات

“نعتذر لعدم تلبية طلبكم لأننا خارج مجال التنمية”

الشارع الجزائري يؤكد:”نعتذر لعدم تلبية طلبكم لأننا خارج مجال التنمية”

 

“هوس العزوف” عن الانتخابات صار يؤرق كثيرا وزارة الداخلية ، و لم يتوان ولد قابلية في التصريح بذلك ،فبدأ يعد العدة لكي لا يخرج من الباب الضيق ،فدغدغ مشاعر المواطنة في نفوس الجزائريين وربطها بضرورة الانتخاب و ذلك عبر رسائل قصيرة ترد الهواتف النقالة ، و لم يتوان هذه الأيام في التوجه للإعلام الثقيل و تجنيده، لمواجهة شبح العزوف الذي صار كالكابوس يطارد المسؤول الأول على قطاع الداخلية ،و هذا عبر ومضات إشهارية تحت شعار “حتى نكون في الموعد “تختصر في عرضها أهم المشاريع التي أنجزت في السنوات الأخيرة على غرار المترو و الترامواي و السكنات الاجتماعية و بعض الصور التي تعكس نجاحات الرياضة الجزائرية …و لكن يبدو أن وزير الداخلية لا يعلم بأن غالبية الجزائريين قد عزفوا عن مشاهدة اليتيمة و أداروا الهوائيات المقعرة إلى قنوات عربية و غربية ،لدرجة أنهم يعرفون حالة الجو في تركيا أكثر من الجزائر.

الكل يتساءل عن “سلاح” ولد قابلية هذه المرة ، فهل تكون شبكات التواصل الاجتماعي و على رأسها الفايسبوك هي المستهدفة هذه المرة بعد رسائل الأس أم أس ووسائل الإعلام الثقيل ، فهل سيتحول الفايسبوك من مشعل لثورات الربيع العربي إلى منقذ للساسة الجزائريين من شبح عزوف المواطنين عن الانتخابات ؟ فلن نستغرب إن وجدنا مثل هذه “المساومة” بين المواطنة و الواجب الانتخابي في شبكات التواصل الاجتماعي ،هذه الخطة التي تفطن إليها المسؤولون حينما يتعلق الأمر بتعبئة الرأي العام ، و بالخصوص الشباب من خلال وسائل التكنولوجيا التي صارت لغته الخاصة ، هي لغة لا يتقنها المسؤولون جيدا ، كونهم تعودوا على الكلاسيكية و الخطابات التي تخرج من كل شيء سوى من قلب المجتمع ، الذي صار إقناعه حسب المختصين ليس بالأمر الهين ،كونه يملك تجربة لا بأس بها مع الانتخابات و السياسة، و صارت هذه الأمور تسبب له الحساسية و ألم الرأس ، و أكد الناس الذين تحدثت إليهم الجزائر الجديدة ،أن السياسة لا تهمهم كثيرا و قد فهموا جيدا قواعد اللعبة السياسية ، فلا جديد يذكر و لا قديم يستحق الذكر ، فنفس الوجوه و نفس الوعود و الواقع لا يتغير وكأن الزمن يتوقف عند الساسة.

“أصحاب الشكارة “في الخانة الحمراء

في الوقت الذي يجب أن يكونوا ممثلين عن الشعب الذي فوضهم لأجل الدفاع عن حقوقه ، و أن يكون القلب النابض لمشاكله و همومه و المرآة العاكسة له ، نجد النواب بعيدين كل البعد عن هذه المهام و هذه الثقة ، فصارت أيديهم كالراية التي ترفع دائما على قرارت الحكومة ، حتى أن عدسة كاميرا التلفزيون قد رصدت البعض منهم نائمون ، في الوقت الذي تناقش فيه قضايا مصيرية ،كل هذه الأسباب جعلت الشارع الجزائري يفقد الثقة في البرلمان الذي لم يكن في مستوى تطلعاته ، فيقول سمير طالب بكلية الطب أن أجور النواب يعرفها الكبير و الصغير، فهمهم الحصانة و الأجر العالي و البريستيج و فقط ، أما الشعب فهو الورقة التي أوصلته إلى ذلك المنصب، و كل الناس قد أصبحوا يدركون هذه الحقيقة المرة ، فشتان بين البرلمان في الدول الغربية و بيننا ، و لذلك فإن البرلمان صار لا فائدة منه سوى هدر أموال الشعب .

الأحزاب القديمة و الديمقراطية خطان متوازيان لا يلتقيان

منذ إقرار التعددية الحزبية و ظهور الأحزاب السياسية ، ظلت قابعة في مكانها بعد سنوات من التعددية ، فلا الأوجه و لا الخطابات تغيرت بل بقيت نفسها ، بالرغم من تطور المجتمع على كل الأصعدة ، و لكنها مصرة على البقاء في عهدها الذهبي ، و لم تواكب هذه التطورات الحاصلة في العالم ، و في الجزائر أيضا ، فيقول أحد المواطنين أنه ما دامت هي بنفسها لم تعرف الديمقراطية فكيف ستجسدها ، فهي بحد ذاتها لا تحقق التداول على المناصب، فنفس الوجوه و نفس البرامج و نفس الوعود و الإنجازات ، فهي إذن ميؤوس من أمرها على حد تعبير أحد المواطنين .

.. و تبقى الأحزاب الجديدة مصدر تأمل

هي إذ ثمرة الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية ، فهو عصر التعددية من نوع خاص ، أملته ظروف إقليمية و داخلية خاصة تمخضت عنها أحزاب جديدة ، تحمل في جعبتها أجندة خاصة بها و رؤى تعكف ربما على هذه التغيرات الحاصلة في المجتمع الجزائري ، و ربما هي التي يخول عليها في أن تقوم بنهضة سياسية، و تعطي دفعا قويا للتغيير ، فهي الشماعة التي ربما سيعلق الجزائريون عليها الشمعة ، و لهذا لابد من فرض اسمها على الساحة .

المصدر:

أنيسة ,ب

جريدة الجزائر الجديدة

تعليق واحد

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • كان الرئيس اليمني يقول لمعارضيه قبل إجباره على التنحي عن الرئاسة : لقد فاتكم القطار .. وأثبتت الأيام والمعارضة والواقع أن الذي فاته القطار هو من تأخر عن موعد الإقلاع .. والمضحك أن من يتكلم عن التأخر عن الموعد لم يشاهد القطار في حياته البسيطة أبداً.
    هكذا هم حكام العرب يتكلمون بالكذب عن كل شيء ، وهم كاذبون في كل شيء إلا في واحد فقط : سرعة سقوطهم .. وليس ولد قابلية استثناء من القاعدة ولا من قمة الهرم الذي يتحدث منه …
    وليكن أن الشعب لن ينتخب هذه المرة ، فكم ستكون نسبة المشاركة المزيفة التي سيخرج بها ولد قابلية منتصراً على إرادة الشعب ؟ وإذا افترضنا أن الشعب قد انتخب حقاً بقوة ، فهل سيرحل ولد قابلية احتراماً لإرادة التغيير التي تطالب بتنحية هذا الفاشل وأمثاله من على رأس مقاليد السلطة في بلاد الشهداء ..
    إنني على يقين من أن ولد قابلية وأمثاله ممن باعوا الذمم سيفعل كل شيء من أجل أن يركب قطار السلطة في الدرجة الأولى كما تحدثه بذلك شياطينه من الإنس والجن ، ولكن سيدرك بعد فوات الأوان بأنه لم يفته القطار فحسب بل سيدوسه بعجلاته سحقاً وطحناً وستشارك جميع عجلات القطار في المهمة المقدسة بنسبة مائة في المائة …