سياسة

لخضر بومدين يروي لجريدة “لوموند” معاناته بمعتقل غونتنامو

قال بأنه لم يتعرف على وزوجته وابنتيه
boumediene
2009.05.26
لطيفة/ب
كشف المعتقل الجزائري السابق بغوانتنامو لخضر بومدين في حوار أجرته معه صحيفة “لوموند”، بأن رقم ” 10005″ كان الاسم الذي ينادى به داخل المعتقل من قبل الحراس، وبانه لم يتذكر يوما أن أحد نداه باسم الحقيقي، مؤكدا بأنه لم يتعرف على زوجته وابنتيه عند الوهلة الأولى.

وبخصوص كيفية قضائه لفترة السجن التي بدأت في خريف 2001، قال بومدين بأنه كان يستيقظ يوميا على الساعة الخامسة صباحا لأداء الصلاة، ليعود مرة أخرى إلى زنزانته، بعدها يأتي الحراس إليه في حدود الساعة السادسة صباحا، ويجلسونه على كرسي مقيد اليدين والرجلين من أجل إطعامه عن طريق الأنابيب بواسطة فتحتي الأنف، وتتم العملية عنوة، لان بومدين أصر على مواصلة إضرابه عن الطعام، الذي قطعه في مناسبتين، الأولى كانت حينما فاز أوباما في الانتخابات الرئاسية، والثانية حينما تمت تبرئته من التهم التي نسبت إليه، وكان ذلك في نوفمبر 2008.
ويحتفظ المعتقل السابق بغونتنامو بذكرى جد أليمة، وكانت في فيفري 2003، حينما تم استجوابه طيلة 16 يوما دون انقطاع، وكانت تبدأ العملية عند منتصف الليل وتنتهي في حدود الخامسة صباحا، لتتوقف بعض الوقت قبل أن يتم استئنافها، كاشفا بأن طبيبا فحصه بعد أربعة أيام من الاستجواب المتواصل، وقال للحراس بأنه يمكنهم الاستمرار في ذلك.

http://www.echoroukonline.com/ara/national/37151.html

boumediene
بومدين فقد كثيرا من وزنه خلال فترة اعتقاله (لوموند)

ها هو لخضر بومدين يتذوق لأول مرة منذ سبع سنوات وسبعة أشهر طعم عصير البرتقال والبيتزا, فهو في هذا اليوم الخامس والعشرين من مايو/أيار 2009 يتناول الغداء في مطعم بالعاصمة الفرنسية باريس مع عائلته لأول مرة منذ أن زجت به السلطات الأميركية في معتقل غوانتانامو في يناير/كانون الثاني عام 2002 بتهمة الإرهاب.
فبومدين الذي برأه قاض أميركي يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2008 من تهم الإرهاب يقول إنه كان معروفا في ذلك المعتقل بالسجين رقم 10005.
ويحكي بومدين أن مأساته بدأت عندما سلمته السلطات البوسنية إلى الأميركيين مع خمسة جزائريين آخرين بتهمة التآمر لتفجير السفارة الأميركية في سراييفو.
وهو اليوم هزيل الوجه غائر العينين مبيض اللحية بعد أن فقد 20 كيلوغراما من وزنه ولم يعد يزن سوى 58 فقط.
وضمن مقابلة له مع صحيفة لوموند الفرنسية يتحدث بومدين عن رحلته الأخيرة إلى الحرية, قائلا: “لما أخبروني بأنني سأنقل إلى فرنسا تذكرت أنهم منعونا خلال رحلة الذهاب إلى غوانتانامو من استخدام المرحاض, فقررت أن لا آكل ولا أشرب قبيل هذه الرحلة الأخيرة”.
ويضيف “وفعلا لم يخب ظني, فقد أمضيت مدة الرحلة التي دامت تسع ساعات مقيد اليدين والرجلين تحت الحراسة المشددة من 16 عسكريا مسلحا موزعين على أربع مجموعات متناوبة”.
والآن بعد عودته من الجحيم, يحاول بومدين جهده أن يستأنف القيام بأبسط حركات المخلوقات الحية بعد أن قضى كل هذه المدة في زنزانة لا تعرف النهار باردة لحد تجميد العظام.
ويحكي كيف كان يومه فيقول “أستيقظ عند الساعة الخامسة فجرا للصلاة ثم أُعاد إلى الزنزانة, ليأتي الحراس بعد ذلك عند الساعة السادسة ويأخذوني إلى قاعة, حيث أُجبر على الجلوس على كرسي وأنا مقيد اليدين والرجلين، ثم تبدأ تغذيتي قسريا باستخدام أنبوب يدخل عبر الأنف, ولا أتحدث مع أحد ولا أقابل أيا من السجناء الآخرين”.
لقد أضرب بومدين عن الطعام أكثر من عامين, وذلك منذ فبراير/شباط 2006 حتى خروجه من السجن قبل أيام, ولم يقبل تناول الطعام إلا مرتين الأولى يوم فوز باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة الأميركية, وذلك تعبيرا عن سروره بخسارة جون ماكين, والثانية عندما أعلن القضاة براءته.

أخضعوني للتحقيق 16 يوما بلياليها لا يتوقفون بين التحقيق والتحقيق إلا ساعات قليلة

ويحكي أن أسوأ محنة مرت به تعود إلى فبراير/شباط 2003, عندما كان المحققون يستجوبونه باستمرار باحثين عن معلومات بشأن المنظمات الخيرية الإسلامية في البوسنة وعن العرب المقيمين في ذلك البلد, رغم أنه لا يعرف شيئا عن كل ذلك, حسب قوله.
لقد أخضعوه للتحقيق 16 يوما بلياليها لا يتوقفون بين التحقيق والتحقيق إلا ساعات قليلة.
ويتحدث بومدين الذي قاده البحث عن العمل إلى اليمن وباكستان وألبانيا قبل أن يستقر في البوسنة عن ملابسات اعتقاله بشيء من التفصيل.
لكنه اليوم وهو يستنشق نسيم الحرية بباريس صحبة زوجته عباسية وابنتيه راضية ورحمة اللتين لم يعرفهما عندما رآهما بعيد إطلاق سراحه, يقدم الشكر لكل من ساهموا في إنهاء محنته ويخص الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قبل السماح له بالإقامة في فرنسا.
وفي الوقت الحالي لا تزال عائلة بومدين تفضل العيش في فرنسا, وربما يفكر هذا السجين السابق بغوانتانامو في العودة يوما إلى بلده الأم الجزائر, لكن الوقت لا يزال مبكرا لتحقيق مثل تلك الأمنية.
المصدر: لوموند
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/63E9F3C5-8EDB-4A24-8B6E-EF7DE0BDFC5B.htm

الحوار الأصلي على جريدة لوموند الفرنسية:
http://www.lemonde.fr/ameriques/article/2009/05/26/un-ancien-detenu-algerien-raconte-guantanamo_1198086_3222.html#ens_id=1073709

معتقل سابق بغوانتانامو يتحدث عن محاولاته من أجل الحصول على البراءة
لخضر بومدين احتفل مع زوجته وابنته بتناول البيتزا لدى وصوله إلى باريس

لخضر بومدين (واشنطن بوست)
باريس: إدوارد كودي *
بعد سبعة أعوام كمعتقل في غوانتانامو، بينهما عامان من الإطعام القسري، عبر إدخال أنبوب تغذية من فتحة أنفه اليمنى، وكفاح طويل لإثبات براءته أمام القضاء الأميركي، و10 أيام من الرعاية الطبية، انتهى كابوس ظل يطارد لخضر بومدين، الذي خرج ليحتفل بتناول البيتزا على طعام الغداء في مطعم صغير في باريس.
وقال بومدين الاسبوع الماضي، بعد وقت قصير من تناوله الوجبة، التي كانت شاهدة على تعافيه من الرعاية الصحية وعودته إلى المجتمع المعتاد: «عندما كنت في المطعم، قلت لزوجتي إنني أشعر للمرة الأولى أنني إنسان مرة أخرى، أتذوق الأشياء وألتقطها بين أصابعي وأتناول الغداء مع زوجتي وابنتي». ولدى وصوله إلى باريس في 15 مايو (أيار) على متن طائرة حكومية أميركية ـ مكبلا ـ من معتقل غوانتانامو، خضع بومدين، الذي يبلغ من العمر 43 عاما، للملاحظة الطبية البدنية والنفسية في مستشفى عسكري فرنسي.
وفيما وصفه بالخطأ الفظيع من قبل السلطات الأميركية قضى بومدين، وهو مواطن جزائري، سبعة أعوام في معتقل غوانتانامو كمشتبه به بالإرهاب يحمل الرقم 10005. ليتحول بعدها إلى مدع في قضية شهيرة أمام المحكمة العليا الأميركية ضد الرئيس بوش، منحت في يونيو (حزيران) 2008 معتقلي غوانتانامو الحق في طلب إجراء مراجعة قضائية لظروف اعتقالهم.
وفي مقابلة مطولة مع بومدين في إحدى ضواحي باريس، قال إنه انضم إلى القضية ليمثل عشرات المعتقلين في غوانتانامو المتهمين بأنهم «أعداء مقاتلون» ولا تتوافر لديهم القدرة على الطعن في ذلك الاتهام داخل المحكمة. وعندما أمر قاض أميركي بإطلاق سراح بومدين، اتجه بومدين إلى تمثيل شيء جديد: عشرات المعتقلين الذين قررت الحكومة الأميركية الإفراج عنهم، لكنها لم تتمكن من ذلك، لأنه لا توجد دولة أخرى تقبل باستضافتهم، كما أن غالبية الأميركيين لا يرغبون في وجودهم على الأراضي الأميركية. وكانت فرنسا قد أبدت موافقتها على قبول بومدين، وبناء على طلب إدارة أوباما، ولكنها أبدت ترددا في قبول أي معتقلين آخرين. كما قبلت بريطانيا أحد المعتقلين المفرج عنهم في فبراير (شباط) الماضي ووعدت بقبول آخر. ويقول ناشطو حقوق الإنسان، إن الولايات المتحدة تبحث عن أماكن لاستقبال ما يقرب من 60 معتقلا اعتقلوا من دون محاكمة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، التي استهدفت مركز التجارة العالمي والبنتاغون، وحكم بإطلاق سراحهم. وقد يكون من غير الممكن التثبت من رواية بومدين للأحداث بصورة مستقلة، لكنه يصف نفسه بأنه خسائر جانبية في تلك الاعتقالات، لكن بومدين الذي عمل كموظف إغاثة في البوسنة، قال إنه استجوب كثيرا حول أمر لم يكن لديه أدنى فكرة عنه.
عمل بومدين كموظف إغاثة في الهلال الأحمر، عندما اعتقل في البوسنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2001 مع خمسة جزائريين آخرين، اتهموا بالتآمر لتفجير السفارتين الأميركية والبريطانية في سراييفو، بيد أن تلك التهم تم التراجع عنها فيما بعد. وفي يناير (كانون الثاني) من عام 2002، تم تسليم المشتبه بهم الستة إلى المسؤولين الأميركيين، حيث نقلوا إلى غوانتانامو، على الرغم من صدور أحكام من عدد من المحاكم البوسنية بأنه لا يوجد داعي لترحيلهم. وكانت الرغبة الأميركية كبيرة؛ لأن أحد المتهمين الستة، بلقاسم بن سايح يتهمه المحققون الأميركيون بأنه عضو في القاعدة داخل البوسنة، وعلاوة على ذلك فقد اكتشفت الشرطة البوسنية ورقة في منزل بن سايح تحتوي على رقم واسم مكتوبين بخط اليد تعود إلى أحد قادة القاعدة في أفغانستان.
وقال بومدين خلال المقابلة، إنه لم يكن يعرف بن سايح معرفة جيدة، لكن بن سايح جاء كمواطن جزائري إلى مكتب الهلال الأحمر الذي يعمل به بومدين، يطلب مساعدة أسرته. إضافة إلى ذلك فإن زوجة بن سايح سعت للحصول على مساعدة بعد القبض على زوجها، وأعطاها بومدين المال من أجل محام لزوجها. وقال بومدين، إن «المسؤولين الأميركيين خلصوا إلى أن تلك الصلات ربطته بناشطي القاعدة في البوسنة». وأضاف بومدين، أن مهمة صغيرة قام بها في باكستان في بداية التسعينات أثارت شكوك المحققين الأميركيين، وربما تكون السبب في وضع اسمه على لائحة المراقبة، التي تتقاسمها الوكالات الأمنية الجزائرية ونظيراتها الأميركية. وقال بومدين، إن الفترة التي قضاها في باكستان لم تكن له علاقة بالمدارس الدينية، التي يتعلم فيها المقاتلون المستقبليون نموذجا متشددا من الإسلام، بل كانت مهمته تتلخص في رعاية مدرسة الأيتام الأفغان التي تمولها الكويت.
وقام بومدين خلال إقامته في باكستان بتجديد جوازه في السفارة الجزائرية في إسلام آباد، ونظرا لتجمع عدد كبير من المقاتلين العرب الباكستانيين من بينهم جزائريون، وأشار الجواز الجديد إليه كمتطرف مشتبه به لدى القوات الأمنية الجزائرية. ونتيجة لذلك، عندما سافر بومدين إلى الجزائر في ديسمبر (كانون الأول) 1999؛ لزيارة عائلته استوقف في المطار، واخبر بأنه على قائمة الأشخاص المطلوبين للاستجواب. وقد أنكر بومدين أي علاقة بالمتطرفين الإسلاميين الجزائريين، لكن المحققين كانوا مهتمين بالفترة التي قضاها في باكستان وصادروا جواز سفره.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»
http://aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11138&article=520874&feature=

كلمات مفتاحية