مقالات

صدّق أو لا تصدّق: إرهابي مُطارد من “أصحاب الجبل” يُعلن تضامنه مع الصحّفي الجزائري سعد بوعقبة !

قناة الجزائر – وصلنا هذا المقال كتعليق على خبر توقيف عمود سعد بوعقبة ننشره كما هو.

مقال بقلم / صلاح أبو محمّد ،المسئول الإعلامي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.

قد يزيد هذا المقال التضامني من المتاعب و “الموفيسون” الملازم للأستاذ الصحفي سعد بوعقبة ،وقد يستغلها “الفاعل المجهول” المتسبب في توقيف عمود صحفي جريء وصادق لكي يلصق به تهمة “القاعدة” كما اعتاده المخلوعون من قبل، ليتواصل بذلك مسلسل النتف لما تبقى من ريشات متناثرة لهذا الديك الأسطوري الجزائري الأصيل الذي قاوم لأكثر من عقدين ولا زال يقاوم الظلم والفساد والحقرة في بلد الشهداء.
ويعلم الله وحده أنني لم أكن “أنتوي” إعلان تضامني فترددت وأحجمت – بسبب تلك المخاوف – ثم فكّرت وأقدمت.
لكن: متى كان (الإرهابيون الدمويون القتلة المتوحشون الماسوشيون…إلخ !!) يفقهون في السياسة وقضايا الثقافة والإعلام ؟ هل تحولّوا بين عشية وضحاها وبقدرة قادر من منظّمة عريقة في “الإجرام”! وفي “إزهاق نفوس الأبرياء”! –كما يحلو للبعض وصفنا به -إلى منظّمة حقوقية تناضل من أجل حرية التعبير؟!.
ما لا يعلمه الكثير ممّن يتاحشون تسليط الضوء على الجانب الإنساني فينا نحن معاشر المطاريد المظلومين،أو “أصحاب الجبل” – كما يحلو للجزائريين تسميتنا به – هو ذلك الجانب المغيّب تماما كتغييب “نقطة نظام” ،الذي يُظهر أنّنا بشر كبقية الجنس البشري نأكل ونشرب ونضحك ونلعب ونحب بلدنا ووطننا ونحبّ الشرفاء والنزهاء والمصلحين فيه كيفما كانت ألوانهم واتجاهاتهم… وأننا نتضامن مع القضايا العادلة ونقف مع الزواولة أينما كانوا وحيثما وجدوا…مع عبد القادر خربة ومع الشاب طارق ومع أي مظلوم حتى لو كان من أشد خصومنا .
ليس ذلك فحسب: بل لدينا مواقف سياسية… أنعم يا سيدي ! فنقاطع الانتخابات وندعو لمقاطعتها ! إي والله!…بل أكثر من ذلك أننا نناضل حتى من أجل التقليل من ثقب الأوزون ! ..هيه والله غير كيما نقلك!.
ما لا يعلمه أولئك أننا جزائريون أيضا…جيناتنا الموروثة من الأمير عبد القادر والعربي بن مهيدي ومن يوغرطة وماسينيسا تحوي كروموزومات شديدة الحساسية للذلّ ولإذلال الجزائريين ولتقييد الحرّيات المكفولة شرعا وتكميم الأفواه التي تصدع بالحق وتطارد “الباندية” و أصحاب الشكارة ومهرّجي كرنفال في دشرة.
ما لا يعلمه أولئك أن سيّد الأمثال الجزائرية “عيش نهار سردوك ولا عام دجاجة” هو مثلنا الشعبي المفضّل الذي نعشقه وقد ألهمنا حبّ الحريّة والأحرار وأوردنا الموارد والمهالك فضحّينا بشبابنا وزهرة أعمارنا على أمل أن نعيش كراما في بلد الكرامة وأن تعاد الحقوق لأصحابها ويقام الحق والعدل في هذا الوطن،وهو نفسه المثل الذي يجعل سردوكا بحالي بمجرد سماعه بقضية الأستاذ سعد بوعقبة يخرج من كهفه المظلم بأعالي الجبل ويطلق “تعوعيشة كبيرة” :أن لا للإبادة الجماعية التي يتعرض لها هذا الفصيل من الطيور من بني جنسي …لا وألف لا لكتم أنفاس هذا السردوك المخضرم.
هل يريد “الفاعل المجهول ” و “الجماعة” في حيدرة وبن عكنون أن يُبقوا في “الخمّ الجزائري” الدجاج فقط ؟! فكيف ستستمر إذن المسيرة الطبيعية للتلاقح وإثراء الإنتاج الفكري في الجزائر ؟!.
ألا يعلم المتسببون في هذا الهولوكوست الجزائري أنهم لا يجرمون فقط في حق هذه الفصيلة الطيورية الأصيلة بل سيتعدى إجرامهم ليشمل نسمات الصبح المتنفس التي ستفتقد مع كل صباح الصّيحة المعتادة التي توقظ النائمين وتؤذن ببزوغ الفجر.
تابعت المسار المهني للأستاذ بوعقبة منذ “ريشة سردوك” إلى “نقطة نظام” فما استشعرت من كتاباته الشجاعة إلاّ قلما حرّا متمردا على أوضاع الفساد وقلبا توّاقا لنسمات الحريّة المغتالة في بلد الأحرار.
الأستاذ سعد بوعقبة ،مثله مثل يحيى أبو زكريا ،وحسان زهّار ،ويوسف شلّي ،ومحمد جربوعة ،ومحمد عباس، وغيرهم الكثير من الأقلام الجزائرية الحرة النزيهة الشريفة يستحقون أكثر من وسام شرف…وقد كان من المفترض عند كل نتفة لريشة..ومع كل قصّة لجناح.. وكتمة لصوت.. أن يهبّ زملاؤهم الصحفيون في وقفة تضامنية جادّة وعالية الصوت حتى لا تتواصل المحرقة فيصبح حالهم جميعا كحال القائل: أكلت يوم أُكل “السردوك” الأبيض…
تعوعيشة أخيرة..
يا أستاذ سعد إيّاك إيّاك أن يبحّ صوتك فتحرم قرّاءك من عمودك القادم…وتحرم بذلك أيضا الفجر البازغ من سماع الصيحة المعتادة.
كوراج… فما بقي إلاّ القليل .
وإذا كان سيّدي ابن عباس رضي الله عنه قال لسيّدي عثمان رضي الله عنه قولته المشهورة : “يا أمير المؤمنين لا تنزع قميصاً قمّصك الله إيّاه،أوكلّما غضب قوم على خليفتهم عزلوه” فإني أقتبس من كلامه فأقول لك:
إيّاك يا سردوك أن تغمد سيفا وهبك الله إياه لمحاربة الفاسدين…أوكلّما لم يُعجب “الفاعل المجهول” أو “صاحب شكارة معلوم” صيحة سردوكية تكسّرت الأقلام وجفّت الصحف وتداعى لذلك بقية الجسد الصحفي – المرتعدة فرائصه – فيسرع مذعورا لممارسة الرقابة الذاتية على نفسه.
دعهم يا سيّدي يواصلون النتف…وواصل من جهتك صياحك لا أسكت لك الله صوتا …فسبيلهم اغتيال الحقيقة وسبيلك أن تمنع ذلك.
وأعلم أنّك لست مسئولا عن نفسك فقط في هذه المحنة بل إنّك تتحمّل مسؤولية تاريخية لإنقاذ فصيلة السردوك الجزائري النادر من خطر انقراض حقيقي محدّق.
وتقبل تحياتي وتضامني معكم ومع كل قلم حر نزيه.
كتبه/أخوكم صلاح قاسمي البسكري.
أرجو من كل صحفي نزيه وكل من يمكنه التواصل مع الأستاذ سعد بوعقبة أن يبلغه مقالي التضامني وشكرا.