مقالات

نداء الى كل جزائري اصيل لنصرة إخواننا في سوريا | محمود حمانه

-تعودت فيما مضى ان اصب جام غضبي على النظام وما نعانيه بفعله المشؤوم ولكن الخطب هذه المرة اجل واكبر في صورة ما تعاني منه الجاليات السورية عبر مختلف الدول التى نزحت اليها والصمت المريب للمجتمع الدولي حيالها وحيال المجازر التى لم تستثن أي احد في القطر السوري الشقيق وما يتعرض له يوميا من خراب ودمار في مشهد يذكرنى بما حدث للبنان في صائفة 2006 جراء القصف الإسرائيلي للبنية التحتية لهذا البلد.ولا غرابة في هذا لأن هناك تطابق كبير بين الرؤية الإسرائيلية والسورية الرسمية في التعامل مع الحركات التحررية حتى ولو كانت ذات طابع سلمي. ولكن المأساة هذه المرة تأخذ بعدا إنسانيا محضا بعيدا عن السياسة ومتاهاتها.
-لا بد أن الجميع قد لاحظ أن شوارعنا وسا حاتنا تحولت منذ إندلاع الحرب في سوريا والتي يشنها العميل لليهود بشار الأسد ضد شعبه الى وجهات لأشقائنا السوريين حيث يفترشون الأرض ويلتحفون السماء لشدة مصابهم حتى ضاقت بهم السبل فلجؤوا الينا طالبا الجوار,وهذا في غياب أي تحرك من الجهات الرسمية مع كل اسف.وهو مقف لا نرتضيه حتى لأعدائنا لأن القضية إنسانية قبل أي إعتبار.ولن يشفع لها أي إعتذار ولن يغفر لها التاريخ هذا التواطؤ المبطن مع جلاد دمشق الذي يرن فيه آخر مصدات رياح التغيير قبل ان تقع الواقعة عليها وهذا امر لا جدال حوله إذ أنهم لا يمكن ان يشكلوا إستثناء للوقائع التاريخية مهما كانت القوى الزائلة التى تستند اليها.
وما فعلوا ذلك إلا لأنهم يكنون لنا في قرارة انفسهم كل تقدير وإكبار إذ أنهم لا يزالون يرون فينا حفدة اجيال النضال والفداء واهل بلد المليون شهيد.اولى بنا الا نخذلهم على الأقل من باب رد الجميل إذ لا يجب ان ننسى المساعدات التى قدمها الينا الأخوة الكرام في سوريا ايام كنا نعانى من تبعات الإستعمار وايام كنا نعد لصندوق التضامن الوطني في مطلع الستينيات من القرن الماضي.
-إنه لمن المخزي ان نشاهد اولائك الذين وقفوا الى جانبنا في محنتنا يعانون من لامبالاة من كانوا من المفروض ان يكونوا اول من يهب لمساعدتهم قبل غيرهم خاصة وان ما هم فيه يتزامن مع الشهر الكريم الذي يوحي لنا بمزيد من التآخي ومساعدة الملهوف والمستنجد.ولا اضن أن منظر هذه الأسر وهي في ساحة بور سعيد في العاصمة الجزائرية وبغيرها من ساحات وطننا الواسع تروق لأي إنسان في قلبه مثقال ذرة من رحمة .
-وإذا كانت السلطات تقف من هذه المأساة وقفة لا تعبر عن قيمنا الوطنية,إذ لو تكفلت بآلاف النازحين السوريين لخالفت نهجها في مساندة الإستبداد كما هو ديدنها و لكشفت عن وجهها الحقيقي,فلا يجب ان ننساق وراء الدعايات المغرضة التى تقودها لنتبرأ منهم فيسجل التاريخ في حقنا اسوأ المواقف في حين اننا في ظروف لسنا فيها في حاجة الى المزيد من التخاذل.
-فلنكن على الأقل من هذه الزاوية اوفياء لمبادئ نوفمبر ولأرواح شهداؤنا البررة وذلك بأن نؤازرهم من خلال التكفل بهم وبأسرهم المشردة جراء ذنب لم يرتكبوه سوى انهم طالبوا مثلنا بالعيش الكريم لا غيرفكان الرد ان جوبهت المظاهرات السلمية بالقمع في ابشع صوره قبل ان تتفاقم الأمور الى حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى.حرب يشنها نظام لا يقل دموية عن نظام الجنرالات في الجزائر بل هو ادهى وامر إذ أن القصة تعود الى شهر- اذار- مارس من العام الماضى وفي هذا دليل كاف على وحشيته وحافز إضافي لنا لننزلهم منا منزلة خاصة.
-وعليه,فإننى اوجه من خلال صفحتى هذه نداء لحفدة الأمير عبد القادر وعميروش وسي الحواس وعبان رمضان وغيرهم من اسود الثورة من اجل ان تتكفل كل اسرة جزائرية بأسرة سورية الى غاية ان تزول غمتهم فيعودون مكرمين الى بلادهم مؤزرين بالنصر إن شاء الله تعالى.
-ولا ننسى الحديث النبوي الشريف:”كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه” وهم إخوتنا في الدين واللغة والتاريخ والجوار والثقافة والنظال. والله لا يضيع اجر المحسنين.

-واغتنم هذه الفرصة لأطلب من اهل البر والإحسان نشر هذا النداء على نطاق واسع سوى في شبكات التواصل الإجتماعي او بأي طريقة يرونها كفيلة بنصرتهم .والدال على الخير كفاعله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-صيامكم مقبول وشهية طيبة والسلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته. .

محمود حمانه,موظف متقاعد-الجزائر