سياسة

رأي مواطن أخرس عن هذه الكذبة الكبرى ·· عن هذه الخرافة العظمى!

sirrify5

بقلم: المواطن علي رحالية

أمام قضاة “”وزارة المحاكم””·· قال القاضي الأول في البلاد: “”إن التداول الحقيقي على السلطة (؟!؟!) ينبثق من الاختيار (؟!؟!) الحر (؟!؟!) الذي يقرره الشعب (؟!؟!) بنفسه (؟!؟!) عندما تتم استشارته (؟!؟!) بكل ديمقراطية (؟!؟!) وشفافية (؟!؟!) في انتخابات حرة (؟!؟!) تعددية (؟!؟!) إذ للشعب وللشعب وحده (؟!؟!) تعود سلطة القرار (؟!؟!)””؟!
·· وأن الهدف من تعديل الدستور هو من أجل: “”·· تمكين الشعب من ممارسة حقه (؟!؟!) المشروع (؟!؟!) في اختيار من يقود مصيره (؟!؟!) وأن يجدد الثقة فيه بكل سيادة (؟!؟!) إذ لا يحق لأحد (؟!) أن يقيّد حرية الشعب (؟!؟!) في التعبير عن إرادته (؟!؟!) فالعلاقة بين الحاكم المنتخب (؟!؟!) والمواطن الناخب (؟!؟!) هي علاقة ثقة عميقة ومتبادلة (؟!؟!) قوامها التزكية بحرية (؟!؟!) وقناعة (؟!؟!)””·
·· وأنا أقرأ هذه المقاطع من خطاب فخامته، دارت في رأسي ثلاثة أسئلة بسيطة·· السؤال الأول هو·· هل يوجد مواطن·· مواطن واحد·· وواحد فقط·· مجرد “”إنسان شعبي”” بسيط، كما يقال بالعامية، من هذا الشعب العريض يصدق مثل هذا الكلام الكبير والكثير والمحشو بكل هذه العبارات والمصطلحات التي تجعل الواحد منا يقف في وضعية “”الاستعداد””·· رغما عنه؟!·· هل مازال هنا·· وعلى هذه الأرض الطيبة الحزينة وفي هذا الوطن المخدوع والكئيب·· وفي هذا القرن·· القرن الواحد والعشرين·· وبعد كل المحن وكل التجارب·· وكل الكوارث التي عشناها منذ الاستقلال إلى غاية هذه اللحظة·· لازال هناك من يؤمن ويصدق مثل هذا الخطاب·· مثل هذا الكلام عن “”الشعب الذي قرر بنفسه”” و””إرادة الشعب”” و””سيادة الشعب”” و””حرية الشعب””، و””الاختيار الحر”” و””انتخابات حرة تعددية”” و””ديمقراطية”” و””شفافية”” و””للشعب والشعب وحده تعود سلطة القرار””؟!·· والله أنا متعطش ومتلهف لرؤية هذا “”الكائن الغريب”” الذي مازال يؤمن حقا ويصدق فعلا مثل هذه “”الشعارات””·· ما شكل هذا الكائن يا ترى؟ ما حجم وطول أذنيه؟
·· هل يسير على اثنتين، ثلاث، أربع، أو خمس؟·· هل يأكل وينام مثلنا؟ والأهم من كل ذلك·· هل لديه “”عقل””·· ويذهب إلى المرحاض مثل الناس جميعا؟!
·· السؤال الثاني هو·· أين وجد وأين عثر فخامته على كاتب خطاباته؟·· لأن صراخ الأحرف والكلمات·· وأنين الجمل والعبارات التي تسمع على بعد آلاف الكيلومترات·· تؤكد أن كاتب خطابات فخامته لا يمكن أن يكون إلا·· حدادا·· نجارا··· أو جزارا!!
·· والسؤال الثالث وهو الأهم·· أين كانت “”ذاكرة”” فخامة الرئيس وهو يقرأ على الشعب خطابا يعلن بواسطته ومن خلاله تمسكه بكرسي العرش بدون الرجوع إليه (إلى الشعب)؟·· أين كانت “”ذاكرة”” الرئيس وهو يتحدث عن “”التداول الحقيقي على السلطة الذي ينبثق من الاختيار الحر الذي يقرره الشعب””·· و””للشعب والشعب وحده تعود سلطة القرار””؟·· أين كانت ذاكرته وهو أول من يعرف·· وأول من يعلم بأنه لم تكن لهذا الشعب لا بالأمس·· ولا اليوم·· وربما غدا أيضا·· أية علاقة، لا من قريب ولا من بعيد، بالذي “”يأتون به إلى السلطة”” أو الذي “”يخرجونه منها”” حيّا أو ميّتا·· لذلك فإذا كانت هناك مادة أو مواد من الدستور يجب أن تغيّر أو تعدل أو تحذف فهي المادة (6) التي تقول: “”الشعب مصدر كل سلطة·· السيادة الوطنية ملك للشعب وحده””!·· لأنه عندما يتعلق الأمر بـ: “”السلطة”” فالشعب كان ولازال·· وربما سيبقى، دائما خارج اللعبة! ولا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد!
·· فالشعب لا خيار له·· ولا سلطة له لتعيين رئيس·· ولا ثلاثة أرباع رئيس·· ولا نصف رئيس··· ولا حتى ربع رئيس!! ·· وبوتفليقة أفضل من يعرف هذا·· فلو انتظر “”الخيار الحر للشعب”” وللشعب والشعب وحده سلطة القرار”” لما استعاد ما يعتقد بأنه “”سرق”” منه ذات شتاء بارد وحزين·· في جانفي 1979!
تذكير النسّاي المتناسي!
·· في أحد أيام شهر جانفي عام 1979، رن الهاتف في منزل وزير خارجية بومدين·· كان المتصل على الضفة الأخرى من الخط·· رجل يعرفه بوتفليقة منذ أكثر من عقدين من الزمن ·· وقد كانت العلاقة بينهما علاقة باردة، والأصح كانت علاقة “”تجاهل”” لأسباب يطول شرحها··· مكالمة ذلك اليوم البارد من جانفي·· كانت مكالمة من نار جعلت وزير الخارجية يشعر وكأنه في أحد أيام شهر أوت! وعلى الرغم من أن المتصل كان في غاية الأدب وفي غاية الإحراج أيضا وهو يتكلم، وبالرغم من أنه لم يقل إلا جملة واحدة لبوتفليقة·· إلا أن هذا الأخير شعر بأن كل حرف من تلك الجملة القصيرة عبارة عن طعنة تتبعها طعنة أعنف·· لقد كانت الجملة رغم قصرها “”ضربة فأس”” حقيقية ضيّعت الحلم·· وطيّرت منصب الرئاسة!!
·· طبعا لم يكن للشعب أي دخل ولا أية علاقة بتلك المكالمة وذلك الموضوع·· بل بالعكس فربما لو أعطيت “”حرية الاختيار”” ولو كانت السلطة فعلا “”تعود للشعب والشعب وحده””، لما ضاع منه كرسي الرئاسة، خاصة بعدما شاهد وسمع الشعب “”بكائيته”” الحزينة والشهيرة على رفيق العمر في مقبرة العالية!
·· عندما رفع وزير خارجية بومدين سماعة الهاتف·· اكتشف بأن المتصل لم يكن إلا الشاذلي بن جديد، قائد الناحية العسكرية الثانية وعضو مجلس الثورة·· في تلك المكالمة قال له بن جديد وهو في غاية الإحراج والخجل: “”ياسي عبد العزيز·· يا أخي·· راهم الجماعة فرضوا علي باش أنكون رئيس””!
·· بن جديد قال “”الجماعة”” ولم يقل أبدا الشعب·· وقد كان الأمر هكذا منذ ما قبل الاستقلال والى غاية اللحظة!
“”الجماعة”” وليس الشعب
·· في ديسمبر 1961 قررت “”الجماعة””، وبوتفليقة أحد أعضائها، أن تقلب الطاولة على رأس الحكومة المؤقتة وعلى كريم بلقاسم وبوصوف وبن طوبال بالذات، وكانت الخطة تقتضي أن يسافر الرائد عبد القادر المالي (بوتفليقة) إلى سجن “”أولونوي”” بفرنسا ليشرح للزعماء الخمسة قضية “”الخلاف”” مع الحكومة المؤقتة، حاملا في نفس الوقت رسالة شخصية وسرية من “”الجماعة”” إلى بوضياف، وهي عبارة عن عرض مغر· تقول رسالة الجماعة: “”لقد قررنا تحمّل مسؤولياتنا وبودنا أن نعمل معا””! ولكن بوضياف رفض العرض·· وعاد مرسول الجماعة ليضعهم في الصورة·· “”بوضياف لا ينفع·· رأس خشين””! وبالمقابل قدم لهم اسما آخر بدل بوضياف·· وكان اسم أحمد بن بلة!
·· وبقية القصة معروفة·· نجحت “”الجماعة”” وحليفها في دخول العاصمة بعد أن هزمت الحكومة المؤقتة ووضعت أحمد بن بلة على “”كرسي العرش””!·· منذ اليوم الأول لحكمه اكتشف بن بلة بأنه رئيس بدون صلاحيات رئيس حقيقي، لأن السلطة الفعلية والحقيقية كانت في يد “”الجماعة””··· أي الجيش، المخابرات، الدرك، الإعلام، الشرطة، الإدارة، وحتى السياحة لم تسلم من أيديهم، وليتخلص بن بلة من سطوة “”الجماعة”” كان أول ما قام به هو تعيين قائد لأركان الجيش في غياب وزير الدفاع، ثم دفع وزير الداخلية للاستقالة ثم مسؤول الأمن وبعدهما وزير السياحة· وفتت قطاع وزير الإعلام والتوجيه ثم ضمّ منصب وزير الخارجية إلى مناصبه الستة!
·· في أحد أيام شهر ماي 1965، تجتمع “”الجماعة”” في منزل قائد الأركان·· أحدهم قالها صراحة: “”من غير الممكن أن نقدم له الحكم على طبق من فضة ويجازينا هذا الجزاء””·· ولم تخرج “”الجماعة”” من منزل قائد الأركان إلا وقد قررت تنحية الرئيس الذي جاءت به ذات صيف من عام 1962 ووضعته فوق العرش! وفي ليلة 19 جوان 1965 تنفذ مخططها·· ساعة قبل منتصف الليل تم تغيير الحراس وقطع خطوط الهاتف ومحاصرة فيلا الرئيس·· بعدها سار فوج مرسل من “”الجماعة”” لاستلام “”الضحية”” وإرساله إلى مكان مجهول بعد منحه قليلا من الوقت لارتداء ثيابه! منذ جويلية 1965 والى غاية ديسمبر 1976 كان بومدين يحكم باسم “”الجماعة””·· وعندما أراد أن يكون رئيسا منتخبا اقترح عليه بوتفليقة أن يترشح باسم مجلس “”الجماعة””، لكنه رفض واختار أن يترشح باسم هذا الهيكل العظمي الذي يسمى “”الحزب””! كان واضحا أنه يريد التخلص من “”هيمنة”” “”الجماعة”” التي وصل بها الأمر إلى غاية التدخل في حياته الشخصية؟! لكن القدر قال كلمته في آخر المطاف·· وبدأ الجري من أجل خلافة بومدين، وأول من فتح السباق كان بوتفليقة· فأثناء عودة بومدين من موسكو اقترح بوتفليقة عبور الأجواء الفرنسية ومن هناك أرسل برقية إلى جيسكار ديستان يتحدث فيها عن “”استعدادنا الكامل لبناء العلاقات الجزائرية الفرنسية على أسس دائمة””؟! وتلقفت “”الجماعة”” هذه “”الرسالة ـ البرقية”” لتذبحه بها! خمسة أسماء طمعت في خلافة بومدين: بوتفليقة، يحياوي، بيطاط، بن شريف ومرباح·· لكن “”الجماعة”” اختارت الشاذلي بن جديد لأسباب خاصة وموضوعية!
·· ونام بن جديد في الحرير بعد أن التهم العسل! مشكلة بن جديد أنه نسي من جاء به إلى السلطة·· لقد نسي “”الجماعة””·· لكن في ذلك الصباح تذكر متأخرا·· فها هي “”أفواج”” “”الناصحين”” تصل إلى إقامة الرئاسة بزرالدة تباعا لنصحه بضرورة التخلي عن الحكم، لأن “”الجماعة”” قد اجتمعت في فيلا في أعالي العاصمة ثم في عين النعجة، وقررت أن الحل الوحيد “”لإنقاذ البلاد”” هو ذهابه! وقرأ بن جديد رسالة استقالته، التي كتبها عضوان من “”الجماعة””، على الشعب مودعا ومتأسفا!
·· في نفس اليوم كانت الاستعدادات جارية على قدم وساق، لأن “”الجماعة”” استطاعت أن تقنع بوضياف بالمجيئ لإنقاذ الموقف! ولكن بوضياف لم ينقذ حتى نفسه! اقتربت نهاية ما تبقى من عهدة بن جديد التي أدارها المجلس الأعلى للدولة، وبدأت “”الجماعة”” تبحث عن “”شخص بإمكانه مواجهة الوضع·· عندما تم ذكر اسم بوتفليقة””· بعد أن “”بيع”” لهم الاسم قررت “”الجماعة”” الالتقاء ببوتفليقة، وكان اللقاء في دار العافية، وقد طلب هذا الأخير مدة 15 يوما للتفكير، وفي الأخير رفض بوتفليقة عرض “”الجماعة”” وطار إلى سويسرا·
·· أربع وعشرون ساعة على رفض بوتفليقة، وجدت “”الجماعة”” نفسها أمام خيار واحد “”كان يكمن في شخص اليامين زروال الذي قبل تحمّل مسؤولية رئاسة الدولة عنوة””! ولم يدم الأمر طويلا، فسرعان ما اكتشف زروال بأن “”الجماعة”” تلعب من ورائه، فيما رأت “”الجماعة”” بأنه أراد أن يلعب لحسابه! وقرر زروال أن يعيد لهم “”المنصب”” الذي منحوه·· فطلبت “”الجماعة”” أن يعطيها مهلة للبحث عن البديل·· وكان هناك من لديه اسم ويريد أن يبيعه·· كان عبارة عن “”لوبي مشكّل من أصدقاء مقربين لبوتفليقة وفي طليعتهم العربي بلخير””·· وكان اسم بوتفليقة هو الذي وقع عليه الاختيار من طرف “”الجماعة”” لأنه “”المرشح الأقل سوءا””!
بدون تعليق!
·· في الصفحة 11 من الطبعة العربية، يقدم لنا محمد بن شيكو في كتابه “”بوتفليقة المخادعة العظمى””، تفاصيل حادثة، وبالرغم من مرور تسع سنوات كاملة على وقوعها، إلا أننا لم نقرأ أو نسمع بأن أحدا من أبطال هذه الحادثة قد كذّب ما جرى·· وكان!
في الصفحة 11 من الطبعة العربية يمكن أن نقرأ ما يلي:
“”الخميس 15 أفريل 1999، إنه يوم الانتخابات الرئاسية والساعة تشير إلى الثانية زوالا عندما يصل عبد العزيز بوتفليقة وهو يرغي غضبا إلى فيلا عزيزة الفخمة، مقر مؤسسة بوضياف، ساعات فقط قبيل تنصيبه على رأس الدولة، “”مرشح الإجماع”” ينفجر غضبا في وجه السيدة بوضياف، أرملة الرئيس المغتال، مخبرا إياها أنه شدّ حقائبه للرحيل إلى جنيف لأنه لم يعد يرغب في كرسي الرئاسية· سبب تذمره، يقول بوتفليقة، هو أن “”أصحاب القرار”” لم يمنحوه إلا 53% من الأصوات، وأن هذه النتيجة المهينة لمرشح وحيد دون منافس سيتم الإعلان عنها في سهرة نفس اليوم، “”لا يمكن أبدا أن أقبل بنسبة دون النسبة التي حظي بها زروال، وإن كان الأمر هكذا ليبحثوا عن رئيس غيري””، يقول المرشح بوتفليقة وهو يكاد يختنق غيـظا؟!
·· وأمام هذه الكارثة الطارئة·· “”تسارع أرملة بوضياف في قلق شديد لتنقل الخبر للواء توفيق مدين، مسؤول قسم الاستخبارات والأمن ـ المخابرات الجزائرية ـ وأحد صانعي هذه الانتخابات الذين حددوا هذه النسبة “”شبه الحقيقية””، وهي نسبة معقولة نوعا ما يراد بها إقناع الرأي العام بانتخابات فقدت الكثير من المصداقية بعد الانسحاب المفاجئ للمرشحين الستة الآخرين لهذه الرئاسيات·· بدا شعور عبد العزيز بوتفليقة بالإهانة شعورا حادا، سيما أنه كان قد رفض الانسحاب من سباق الرئاسيات أسبوعا فقط من قبل، قائلا لمبعوث الرئاسة، يوسف يوسفي، في رد شديد اللهجة: “”اذهب وقل لزروال إن الآخرين أحرار في قرارهم، أما أنا فسأبقى””، وفعلا ما فائدة الإصرار على البقاء في سباق لا منافس فيه إذا كانت النتيجة بهذا الضعف؟
يهرع توفيق مدين إلى منزل السيدة بوضياف وكله حنق على الرئيس المقبل، وذلك على غير عادته، لأنه رجل تشتهر فيه صفات الاعتدال والتحفظ، ولكن مدين مستاء هذه المرة من التصرف المفاجئ للتلميذ بوتفليقة ومن نزوته هذه التي يراد بها الابتزاز وإهانة المؤسسة العسكرية””؟!، وبدون جدوى، يقول بن شيكو “”يحاول المسؤول الأول في المخابرات الجزائرية لساعات كاملة إقناع المرشح بوتفليقة بقبول هذا السيناريو الذي من شأنه بالتأكيد، أن يعود عليه بالفائدة بعد “”انتخابه””، إلا أن بوتفليقة مصر على مجموع أصوات “”يفوق المجموع الذي تحصل عليه زروال””، وكأنه يريد تزويرا كاملا شاملا لإرضاء شخصه فقط، طالما أن هناك تزويرا للنتائج· وأمام عناد “”الرئيس المقبل”” يقرر الجنرالات وبالتشاور مع الرجل الذي سيكون بعد ثلاث ساعات من الزمن، رئيسا للجمهورية “”منتخبا بطريقة ديمقراطية””، تغيير النتائج التي تحصل عليها بوتفليقة من الاقتراع “”لينتخب”” هذا الأخير بنسبة 79,73 % من الأصوات المعبّر عنها؟!
·· يفعل بنا التاريخ ما يفعله أي طباخ خفيف اليدين رشيق الأصابع مع ريش دجاجة يحضرها لعشاء فاخر·· إذ ينزع ريشها بخفة ومهارة ولا تتوقف حركة الأصابع حتى تصبح الدجاجة عارية تماما·· والتاريخ يفعل لنا وبنا نفس الشيء تقريبا·· كما أن مطاردته لنا مستمرة·· اليوم·· غدا·· وبعد غد·· في الحياة وبعد الموت ولن يتركنا حتى ينزع عنا آخر ورقة توت! وهو في حركته هذه إما يحكم لنا أو علينا·· ينتقم منا أو ينتقم لنا·· فهو إما يعرّيك أمام الناس أو يعرّيهم أمامك!··· إنه لا يتعب، والأخطر أنه لا يرحم·· لذلك أقول إن القضية·· قضية وقت، وسنقف جميعا على جميع الحقائق والمهازل·· والذين “”ضحكوا”” على الشعب لعشرين أو ثلاثين سنة·· نقول: كذبتم علينا لبعض الوقت·· لكن لعنات الشعب ستلاحقكم إلى الأبد!

المراجع
1 ـ خالد نزار، مذكرات خالد نزار منشورات “”الخبر””·
2 ـ خالد نزار، بوتفليقة الرجل والحصيلة: ةذء
3 ـ محمد بن شيكو، “”بوتفليقة المخادعة العظمى””·
4 ـ علي رحالية، “”اليوم الأخير””، منشورات الشروق·جاج

http://elkhabar-hebdo.com/site/articles-action-show-id-1.htm

كلمات مفتاحية

4 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • ا لعيب : بقلم ;ابوزكرياء
    وزراؤنا وأمراؤنا للبيع من يشتري ؟؟؟؟؟l

    ==========================
    إن (( العيب )) ليس جديدا في وطننا أو حل بديارنا عندما حل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وما تحمله ويتحمله من ارث (( لوزراء وأمراء )) لمراحل من عمر دولتنا مهدت لما نحن فيه من ذل ومهانة وفضائح تزكم الأنوف وإنما (( العيب )) في نخبنا المثقفة التي إما راحلة لديار الغربة أو ساكتة على الفساد علها تحصل (( على غنائم )) أو مشاركة في الريوع كبقية الدواب الذي خلق ربنا ما عدا أقلية قليلة قد تكون داستها الجزم ولكنها متشبثة بالقيم والدفاع بأقلامها (( عن الحريات )) عل (( طويل العمل ؟ )) يزيح (( وجوه القز دير )) من واجهة الدولة.
    لقد أعادني موضوعكم (( العيب )) لقراءة موضوع نشرته في جريدة الخبر وجريدة النصر سنة 1991 تحت عنوان (( وزراؤنا وأمراؤنا للبيع من يشتري ؟ )) ومع الأسف الشديد لم أجد من يشتري (( الطاعون )) فلو تم شراؤهم لما عشنا مرحلة الفضائح (( وتكسار الراس )) وحسب ما أعتقد فان نشر مقدمة الموضوع المذكور ترفع اللبس عن واقعنا وتجلي الحقائق لأخي علي الضارب (( بالمنجنيق )) كعبة النظام فجاء في المقدمة ما يلي :
    لست أدري في أي موضوع (( أخوض )) ؟
    وفي أي درب أمشي؟
    هل أكتب (( للغاشي من الوزراء )) أم أكتب لنفسي؟
    هل أمجد (( الجهل )) الذي خلق (( الأبطال )) ؟
    أم (( العلم )) الذي أغرق الجزائر في الأوحال ؟
    أفكار (( عن وزرائنا وأمرائنا )) تحاصرني
    ويحاصرها الحصار
    حصار يحاصر (( وزراءنا وأمراءنا )) الفارين من حزبهم (( الواحد الأحد )) وكراسي تحاصرهم ليكونوا كراسي تعلق عليها (( اشتراكيتهم وشراكهم وأخلاقهم ومبادئهم علمهم وجهلهم نظالهم وارتزاقهم ؟))
    لقد وصل العدد 549 من أسبوعية الخبر لمدينتي وملخص محتواه مقالكم (( العيب )) ومن الصدف الجميلة والرائعة كان يوم نهايتي (( للخماسة في وزارة بن بوزيد )) بعد أكثر من 41 سنة مع اعتزازي (( بالوظيفة في وزارة التربية )) ومع اعتزازي بأنني لم أكن (( عيب من العيوب )) أو خماسا سياسيا سواء في ولايتي أو مدينتي فج الأخيار والتي في غفلة من الزمن صارت (( فج الكياد )) ولم أكن(( خماسا )) عند المنظرين (( للجهل والرشوة والفساد )) حيث صارت مدينتي الجميلة الرابطة على ربوة الذاكرة مضرب المثل في اختيار (( النخبة القافزة ؟)) سواء في البرلمان أو مجلس الأمة مع اعتبار (( الجهل والمال والرشوة )) قيمة اجتماعية يسيل لها لعاب (( العامة وأشباه المتعلمين والمسؤولين )) وهذه الثقافة المنتهجة من طرف حكومات (( لاتحكم وإنما تتحكم في آليات ترقية الجهل )).
    انه واقع يحتاج لدراسات علمية جادة ولتحليلات سياسية معمقة (( لتحالف الجهل مع الرشوة والمال )).
    قد تكون مدينتي كمدينتكم وقد تكون كل المدن الجزائرية تعيش ظاهرة مدينتي والأسئلة المحيرة :
    لماذا النخب الثقافية والسياسية تاهت كتيه بني إسرائيل ؟
    ولماذا المثقف خماسا (( في مزارع الرشوة والفساد والمال ))؟
    ولماذا افتقد رجال الدولة البصيرة وهم يبصرون أبرهة الأشرم بشاحناته وسياراته يزحف لمقر الولاية يوم (( انتصاره على الدولة……… ؟)) منطلقا من مدينتي ؟
    لقد كان منظر رائع لأبرهة مدينتي وقد سخر العشرات من شاحناته وسياراته ليقول للذين لا يعلمون إنني ها هنا فماذا أنتم فاعلون أيها (( الخماسة )) لقد كنت طفلا صغيرا ولكن مع التسعينات (( أنا أبرهة وقارون )) ماذا أنتم فاعلون ؟
    قد يكون في مدينتك (( أبرهة وقارون )) وقد يكون في الوطن (( أبرهة الأبرهة وقارون القارون ))..
    سل يا سي علي كل (( أبرهة أو قارون )) في وطننا العزيز وتأكد بأن مرحلة التسعينات كان فيها (( أبرهة اليوم )) عبدا حبشيا (( وقارون اليوم )) ذو مصغبة أومن سفلة القوم لقد توقفت مليا عند موضوعكم (( العيب )) قراءة وتحليلا ومقارنته بالواقع وسنوات خلت علي أجد جديدا فكان جديده (( واهزز نفوس الجامدين فربما حي الخشب )).
    ولكن هذا ما يحياه مجتمعنا ملزما بواقع مرير مرارة ((الفاشلين من وزرائنا )) لأن المجتمع متشبث بأوهام (( الإصلاحات )) وبأوهام (( المهدي المنتظر )) ولكن مع الأسف الشديد بدون (( رجال فكر وثقافة )) وبأوهام (( الدولة الوطنية )) التي غذاؤها (( التاريخ )) وعشاؤها (( الريوع )) ومستقبلها (( توريث الريوع للكسلاء والمتملقين والمرتشين وكل الضاربين على دف التخلف والانحطاط )).
    إن أوهام الدولة الوطنية دولة (( الفرد ومجموعته )) المنتجة (( للزعامة والاستبداد )) كانت حقيقة عاشها العالم العربي مع استقلاله وعندنا في الجزائر كانت (( مرحلة الحزب الواحد )) أي مرحلة فن البلاغة والخطابة والعظمة مع الانغلاق والقز ول والشعب في هذه المرحلة ما هو (( إلا قطيع يرعى ومرعاه حدود الوطن )).
    لقد جاءت التعددية السياسية والديمقراطية لوطننا (( بفضل أطفال أكتوبر )) وبفضل من نساهم الإعلام ومنهم بن جديد أطال الله عمره والشاب الفارس الفحل حمروش فكانت التعددية والديمقراطية (( بدعة )) لم تتصورها العقول الجامدة المتعلقة ثقافيا (( في معتقل الحزب الواحد وريوعه )) والتي من مصالحها المادية (( التشبث بثقافة الانغلاق )).
    أعتقد أن نهاية الحزب الواحد وبداية (( مرحلة التنفس )) في عهد حكومة حمروش كسرت ثقافة الانغلاق فشد الانغلاقيون الرحال من حزبهم الواحد الأحد للنضال لعودة (( الانغلاق )) .
    لقد كان فعل الأحرار الفحول فتح (( الحدود والحريات )) وخاصة الحرية الإعلامية من (( صحافة وبربول وتلفزة )) مع حصص قيمة في التلفزة الوطنية (( كسرت الجمود السياسي والانغلاق )) والتي كانت قمة في العمل الصحافي المحترف فكان صدى هذه الحصص مع ما يكتب في الجرائد يتردد في الدول العربية القامعة لشعبها فكان هذا الفعل الصحافي الحر يحسب له ألف حساب (( كمارد قادم من المغرب العربي )) لتكسير ثقافة الاستبداد والبداوة العربية في تسيير دولها كما تسير قبيلة في العهد الجاهلي.
    كما أن هذا الفعل الإعلامي الحر والمتحضر أعطى إشارات لدول الغرب بأن مخاض الأمة الجزائرية سيقضي (( على مصالحها )) فمصدر القرار لن يكون في يد الأقلية بل (( في يد مؤسسات )) من الصعب اختراقها والغرب وعلى رأسهم فرنسا مهما تظاهروا بدعم (( الديمقراطية والتعددية والحريات )) ومهما بشروا فما تباشير هم إلا أوهام في عقول (( المنبهرين بالثقافة الغربية أو المغلقين ثقافيا )) لأن إستراتيجية الدول الغربية مبنية على مصلحة شعوبها ومصلحة الشعوب الغربية ومؤسساتها (( أن يكون عند الشعوب العربية شيوخ قبائل وزعماء )) تذوب فيهم مؤسسات دولهم مما يسهل عليهم استغلال الشعوب العربية وتسخير الحكام (( زعماء، ملوك ، أمراء )) وغيرها من مسميات البداوة والتخلف (( لينموا اقتصادهم وتجارتهم )).
    لقد خرج ((المارد)) من القمم في الجزائر (( لأشهر )) حرك العالم العربي وبث فيه الرعب وحرك المؤسسات الغربية للدراسة (( ومعرفة مصالح شعوبها )) لقد كانت أشهر في تاريخ أمتنا الجزائرية عرف فيها الجزائريون (( لذة الحرية )) ومهما كانت الأخطاء لا ترتقي (( لإيقاف المسار الديمقراطي )) و لا أعني المسار الانتخابي.
    لقد عرى الإعلام من كانوا في الواجهة أو الظل (( وهم يرعون الريوع )) فتفرقوا شيعا وأحزابا ليواصلوا (( المرعى )) بمظهر جديد من مظاهر (( النفاق )) التي صارت سياسة منتهجة منذ إيقاف المسار الديمقراطي .
    إن قراءة موضوعكم الجاد والذي يقيم وضعنا الحالي في هذه الفوضى التي لم تبلغها دولتنا منذ استعادة سيادتها واستقلالها لأمر غريب يستحق دراسات جادة لإعادة الدولة لمسارها الحقيقي وخاصة ما تتمتع به من كفاءات علمية وإمكانيات مادية لخلق الثروة عوض تبذيرها أو (( اغتصابها )) لأنه مهما تفلسف (( المنظرون لإفلاس الاقتصاد الوطني )) فهذه الثروات الطبيعية هبة من الله لعباده وثروة لم يبذل فيها (( جهد فكري أو عضلي )) والجهد المبذول العيش عالة على ثروات غير متحكمين حتى في استخراجها من باطن الأرض وإنما (( شركات أجنبية تمرح في وطننا )) بعد ما كسر المنظرون لاقتصادنا شركاتنا الوطنية بعد العيش على ريوعها متوهمين وموهمين للمغفلين (( بأن التكسير )) سيأتي بالخير الوفير لشعب تستهويه خطب البلاهة ليتنعم ويحلم بغد جميل (( وشركات الخواص )) والأجانب التي تمهد له الطريق للعيش في هناء وسعادة .
    لقد كانت أحلام وأوهام (( شعبنا الطيب )) باقتصاد السوق وتكسير الشركات الوطنية معتقدا بأن في تكسيرها (( القضاء على المفسدين )) فكان صدى الواقع والميدان خسارة الوطن لمئات الملايير الدولارات وملايين مناصب الشغل والأكثر إيلاما رمي أبناءه خريجوا الجامعات في سوق البطالة أو الخماسة عند الخواص وفي وزارتي قفة رمضان ، مع ذهاب خيرات الوطن (( لكمشه من الحرامية )) الذين صاروا بين عشية وضحاها (( مليارديرات الجزائر )) يتحكمون في مصير الوطن وهم أحب من أحب وكره من كره فهم الفعالون في جهاز الدولة ويفعلون ما يريدون بدون حسيب ولا رقيب .
    إن صحافتنا (( الجادة )) وهي تدخل (( خط النـــــــــــار )) بثلة من الصحافيين المقتدرين حيث لا يراودني أي شك بأنهم رضعوا الوطنية أو الاسلاموية من ضرع جزائر الفحلات لا تغويهم وطنية واسلاموية الريوع و لا يخافون في الحق لومة لائم أو لئيم حيث يقصفون بأقلامهم معاقل الفساد في أجهزة الدولة لبعث (( ثقافة الفحول والفحلات )) في المجتمع حتى يحدث (( عراك سياسي وثقافي )) لتقييم وتقويم ما آلت إليه أجهزة الدولة من تسيب وفساد جهارا نهارا.
    ولعل تناول الصحافة (( لفضائح الوزراء والأمراء وحتى الرجل الثالث في الدولة )) هو وخز للضمائر الحية علها تدرك (( مصائبنا المتلاحقة لتقويم اعوجاج رجال الدولة وبعث دولة المؤسسات لإعادة الرشد لدولة فقدت حتى السيطرة على تسيير (( بنوكها )) تسييرا علميا وما تناولته الصحافة من إقراض (( لوجهاء الأمة وسفلتها )) بدون ضمانات فإنها جرائم أكثر خطورة من جرائم الإرهاب وما هؤلاء أصحاب الملايير في جزائرنا الذين أصبح كل منهم (( إما أبرهة الأشرم أو قارون )) فلا يعتقد الصحافي الأخرس ومن يقصفون معاقل الفساد بأنهم حصلوا عليها بالجهد (( وإنما بمشاريع الهف التي أنجزوها مع التهرب من الضرائب أو الاستيراد المشبوه ومن بنوك الدولة على نظرية (( قرض حسن كما يسميه وزير الديانات بدون ضمانات أو بالمتاجرة بالإرهاب والحشيش )) وما عدا ذلك فهو ضرب من الغباء لأنه لا يمكن في أقل من (( عشريتين )) يصير عندنا مئات المليارديرات و لا أعتقد بأننا كجزائريين (( عباقرة )) عبقريتنا أن يكون مالكو المال (( جلهم جهلة )) والأكفاء والمثقفين من رجال الدولة وغيرهم (( يعيشون العفاف والكفاف بل يملكون قوت أيام )).
    فأي استحمار لأمة أحمرتها صاروا يلعبون بالملايير ويلعبون برجال الدولة التي أسندت لهم (( بنوكنا ومؤسسات الرقابة )) .
    فأي استحمار للشعب وهو يرى من كانوا ذا مصغبة في التسعينات أو حفاة عراة أو مسؤولين فقراء صاروا يلعبون بالملايير بقدرة (( قادرين على تخريب الوطن )).
    ان هؤلاء المنظرين (( لتخريب الوطن والتسيب والفساد وتخريب البنوك )) هم أبناء شرعيون لمرحلة التسعينات التي مهدت الطريق (( لأي أعمى لقيادة البصير )) باستغلال حالة الطوارئ وتفرغ الدولة لمحاربة الارهاب لأن مرحلة التسعينات مرحلة (( استبدلت فيها قيم الدولة وثوابت المجتمع )) بقيم وثوابت جديدة عصفت بالكفاءات خارج دوالب الدولة وخارج الوطن ليكون (( مبدلو الفيسطات )) مخ الدولة فضاعت مشيتنا كأمة تحكمها أخلاقها النابعة (( من ديننا ووطنيتنا )) فضاعت كل الاصلاحات من اصلاحات حمروش الى اصلاحات رئيسنا بوتفليقة حيث سعى ويسعى لها رئيس الجمهورية وفي سعيه :
    سعى لإصلاح العدالة : فصارت مرتبات وعجز عن تحريك (( أي دعوى قضائية على كبار القوم )) ماعدا دعوات عمومية على (( الفقراء والمساكين )) وعلى من يقول بأن كبراءنا سفهاءنا فهل يحرك رئيس الجمهورية الدعوى العمومية على سعداني وغيره من الكبراء أم عدالتنا الموقرة ؟ من له الاختصاص ؟
    وسعى لإصلاح الدولة : عششت البيروقراطية والبيروسفسطائية فولدت وزراء الخطف والمرتبات الضخمة وفضائحهم غطتها الجرائد بدون (( رد )) من المعنيين ودون تحرك (( سواء من أهل الاختصاص )) أو من الأحزاب وخاصة (( من يشركون أفواههم )) .
    وسعى لإصلاح الفلاحة : ضخت الملايير فكانت (( فضائح سعداني وبركات وغيرهم )) فذهبت الأموال لغير أهلها وكانت النتيجة (( فضيحة البطاطا )) واستيرادها………….؟ .
    وسعى لإخراجنا من الحفر : فكانت فضيحة وزير الطريق السيار برفع العمولة من 5 بالمئة الى 20 بالمئة مع الكذب على الرئيس بالكيلومترات المنجزة مع رفع المبلغ من 5 ملايير دولار الى 20 مليار دولار مع ضخ الرئيس (( لمئات الملايير )) لانجاز الطرق فهل طابقت الغلافات المالية الانجازات وهل الانجازات كانت في مستوى الأغلفة المالية ؟.
    وسعى لتطوير الاقتصاد والتجارة : لقد حرك العالم بزياراته لبعث (( الأمان )) في نفوس المستثمرين الأجانب (( ولفتح الباب لدولة محاصرة )) ولكن مع الأسف الشديد خسرنا الاقتصاد الموجه وغرقنا في الفوضى باعتقاد المنظرين لاقتصادنا بأنه يجب تدمير (( شركاتنا الوطنية )) واستبدالها بالخواص والأجانب حتى (( ينموا اقتصاد السوق )) وخسرنا أسواق الفلاح وغيرها من المؤسسات الفلاحية ورقابة الأسعار واعتبر المنظرون للتجارة والفلاحة خلاص الأمة في تخريب جميع المؤسسات وتحرير السوق (( خسرنا سلطة الدولة في الاستيراد والرقابة وغرقنا في تجارة(( جعبوب )) الذي حول التجارة (( فوضى )) في الاستيراد والتوزيع والبيع مع تشجيع (( تجارة الطرابندو )) فكان حرماننا حتى من المشي على أرصفة الشوارع كآدميين فكانت (( الأرصفة في مدننا للطرابندو والطريق للآدميين والحيوانات والسيارات فهل بهذا (( المخ )) نحاور منظمة التجارة العالمية ؟.
    لقد سعى رئيس الجمهورية في كل الميادين وسعيه مشكورا (( وان كنت أنا وأنت يا علي من الجاحدين………؟ )) وسعيه كان لتحقيق وثبة لمستقبل زاهر لأمتنا مع استعماله التوجيه لوزرائه ولجأ حتى (( للغمز )) لوزراء على شاشة التلفزة علهم يتبعون الطريق القويم لخدمة الشعب والوطن ويحي ضمائر (( كان يعتقد أنها حية )) مع وضعهم بهذا الغمز أمام الشعب في إحراجهم (( وأحزابهم )) علهم يعودون لرشدهم وفي غمزة ايحاء بعجر مؤسسات الدولة ولكن ما نفع (( الغمز )) والكل يصفق (( للغمز )) وحتى الذين (( غمزهم )) لأن المؤسسات صار من سلوكياتها (( التحريك بالمهماز )) كما أن غمز الرئيس لم يحرك الأحزاب (( للتعفف )) والوقوف مع الرئيس (( لابعاد زبدتها من البرلمان أو الحكومة )) فما عرفنا حزبا نزع الثقة من وزير لأن (( غمز الرئيس كان جارحا )) وما عرفنا المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة من غمزة يراقبون ويحاسبون الحكومة رغم (( الرواتب الضخمة )) التي بفضله ينعمون بها بل (( التخمة وهم الجياع…………. فما عليهم إلا المكوث في كهفهما خمس سنوات )) .
    وما يزيد العاقل حيرة ودهشة واقتناعا بما تكتبه الصحافة فما عرفنا وزيرا أو كبيرا (( غمزته الصحافة وفضحته )) سل قلمه من غمده ليرد عليها بالحجة والدليل على (( ما تقولت عليه )) ………. إنها السماطة وقلة الحياء وانعدام الفحولة والجهل وإيهام الشعب المسكين وحتى الرئيس بالاختفاء خلف (( التحفظ )) فأي (( تحفظ )) عند رفع القلم للدفاع عن الشرف وإيضاح أكاذيب الصحافة ان كانت كاذبة لإعادة الثقة للشعب في حكومته ؟ وهل (( التحفظ )) يعني (( المحافظة على أسرار الدولة والخلق الحسن والابتعاد عن الشبهات )) أم التحفظ (( صمت القبور وبلع الفضائح ؟)) إنها السماطة والجهل .
    إن هذه الأمراض المتنقلة من التسعينات هي مرآة واقعنا ولا تحتاج للغمز وفي أمثلتنا الشعبية (( الحر من غمزة والبتي من دبزة )) فهل (( الدبز )) يفيد رئيسنا بعد (( الغمز)) الموجه على شاشة التلفزيون وفي مجلس الوزراء وحتى لرئيس حزب كان (( عليها يحيا وعليها يموت )) ؟.
    اعتقد أن (( الغمز )) يحسن سلوك الأحرار أما هؤلاء فتأكد يا أخي علي لا يفيد معهم الغمز أوالدبز وإنما ما يفيدنا ويفيد الوطن لانطلاقة جديدة هو العودة لفترة التسعينات لنفض الغبار عن ذاكرتنا التي تاهت مع تجارة جعبوب وفلاحة بركات وتشريع سعداني والطرق لغول وراندوية وزير الأديان .
    وحتى لا أطيل التعليق أحيلكم وأحيل القراء لمواضيع كتبتها في الصحافة الوطنية في التسعينات في اعتقادي رغم مرور سنوات فلا زالت تعبر عن واقعنا الحالي وهي من المراجع التي عدت لها مع الاستفادة من عدة أعداد لأسبوعية الخبر ومقالكم (( العيب )) :
    1/- الانتهازيون قادمون …………فحذاري : جريدة النساء العدد 1433 لسنة 1990.
    2/- وزراؤنا وأمراؤنا للبيع من يشتري ؟ جريدة الخبر العدد 410 والنصر العدد 5561 لسنة 1992.
    3/-الأزمة الإعلامية والاقتصادية في الجزائر : جريدة الخبر العدد 281 لسنة 1992.
    4/- خناجر في قلب الجزائر : جريدة النصر العدد 6329 لسنة 1994.
    5/-عمداء الرشوة ورسالة نوفمبر : أسبوعية الحرية العدد 57 والنصر العدد 6805 لسنة1995.
    6/-حركة الأمة وديمومة الدولة : جريدة النصر العدد 7147 لسنة 1997.
    ومع ألف تحية للمواطن الأخرس مع الشد على قلمه وذو النظرة الحادة وفحلة الأسبوعية وكل الفحول والفحلات في أسبوعيتكم من أعمى (( كان خماسا في وزارة بن بوزيد )) ومع الخماسة فلنرد قول بن باديس :
    (( واهزز نفوس الجامدين فربما حي الخشب )).
    BZIRTAYEB@YAHOO.FR
    ابوزكرياء