مقالات

الإفتاء وأئمة المساجد في الجزائر كما يريدهم غلام الله | حمانه محمود

يبدو أن الخراب الممنهج الذي اعدت له الطغمة العسكرية الحاكمة في البلاد غداة ما يسمى بالإستقلال, وفاءا للعهد الذي قطعته على نفسها بأن تكون إمتدادا للمشروع الإستعمار خدمة لفرنسا بحكم ارتباطها العضوي بها, لم يقتصر على التقتيل والتعذيب وإنتهاك الحرمات ونهب الثروات وإذلال المواطن وطمس مقومات الشخصية الوطنية وتغريب الذاكرة الوطنية وإنما تعداه لما هو اخطر نظرا للتعاطي الإرتجالي مع شؤون العقيدة التى تم تسييسها هي الأخرى وفق توجهاتها كجزء من اجندتها الرامية الى ضرب المجتمع في الصميم من خلال العبث بالمقدسات الذي بدأ بغلق المعاهد الإسلامية وإلحاقها بالتعليم العام-كمل هو الحال مع الأزهر الشريف كمنارة للمسلمين ايام حكم عبد الناصر- بعد سنوات قليلة من إنشائها اثببت خلالها دورها الريادي في
إستنهاض الهمم وشحذ العزائم وإعادة الأمة التى تاريخها المجيد وسابق عهدها .وهو بكل تأكيد السبب الذي عجل بضمها الى مؤسسات التعليم العام نتيجة الهلع الذي اصاب هذا التيار بسبب تعلق الناس المفرط بهذه المعاهد التى وجد السواد الأعظم من الناس ضالتهم فيها-كما حصل مع الأزهر الشريف في مصر الشقيقة في عهد عبد الناصر-والتي إستبشر الجزائريون خيرا بإنشائها ضنا منهم بأن هذا يشير الى العودة التدريجية لميثاق نوفمبر القاضي بإعطاء الدين الإسلامي المكانة اللائقة به كدستور للأمة والذي لعب دورا حاسما في تكوين الشخصية الوطنية و مكن الجزائريون من الصمود في وجه محاولات التغريب رغم الظروف الصعبة التى كانوا يعيشونها آنذاك,لا ان يقتصر الإهتمام به كإدراجه فيما بعد كمادة من مواد الدستور وهذا كجزء من الإملاآت الصادرة من وراء البحر والمحرضة على تحجيم دور الدين في الحياة العامة لفسح المجال امام تغلغل الإديولوجيات المستوردة في المجتمع بما يتماشى واطماع مروجيها كأسمى هدف من اهداف الصليب في العالم الإسلامي.
ذلك أنه إذا كنا في الماضي نعيب على غلاة الجبهة الإسلامية للإنقاذ تكفيرهم للعامة,فإن المسألة اليوم في غاية الخطورة لأنها تتعلق بما يحاك لدين الله من مؤامرات من قبل من كان من المفروض ان يكونوا اكثر الذائدين عنه.
وليقين التيار الفرنكفوني بأن العربية تبقى الحبل السري الذي يربط الجزائري بدينه ووطنه والجسر المتين الذي يعبر عليه المسلم الى رحاب القرآن الكريم,حرس عملاؤه على القضاء عليها وتعطيل التداول بها في الأوساط الإجتماعية وإيقاف دعمها وإسناد تدريسها الى غير ذوي الكفاءة والإختصاص بغية إضعافها بالعمل على إخراجها من دائرة الصراع بين الهلال والصليب كعامل مؤثر في حوار الأديان اليوم كما كما كانت بالأمس مصدر الهام للمجاهدين في احلك ايام الكفاح المسلح وكنبراس لهم لخشية فرنسا من لغة الظاد اكثر من خشيتها من الهجومات المظفرة التى كانوا يشنونها على معاقلها بسبب دورها كعامل موحد للصفوف وللتوجهات.
ولذا,لم يكتب لقانون تعميم إستعمالها التطبيق وضل رهين الأدراج الى اليوم بسبب رغبة اطرافا فاعلة في السلطة على تعطيله وذلك كمعركة من المعارك في اطار الحرب الشاملة التى تشنها فرنسا على كافة الجبهات لإبقاء سيطرتها على الجزائر التى اصبحت مسرحا للصراع بين القوى العظمى كأهم مناطق النفوذ جنوبي المتوسط.
هذان العاملان مع ما رافقهما من تهميش للإطارات الأكفاء والمشهود لهم والتضييق عليهم,سمح ببروز طبقة من طفيليي العقيدة, من حملة الفكر الوهابي القائم على البدع والدجل والموالى للطرح الصهيوني-الأمريكي و الذي يروج اليه آل سعود, المتسترين وراء السلفية -الذين إستمدوا قوتهم وجرأتهم من السياسة الغير العادلة والتمييز الطبقي اللذان تبنتهما السلطة لتكريس الشقاق وبث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد والحرب الغير متكافئة التى تشنها السلطة على ما إصطلح على تسميته بالإرهاب والذي طال فقط شرفاء هذه الأمة الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الصراع المفروض على الشعب دون جريرة ,بينما لم نسمع أن مداهمة المنازل والقتل او التعذيب او الإعتقال طال يوما صعلوكا او مجرما او ديوثا,والذين وجدوا المناخ الخصب للبروز كدعاة في ظرف خاص تميز بالهرطقة وإنهيار الروابط الإجتماعية وعزوف الناس عن المضي في الحراك الوطني والعمل السياسي الذي اصبح في تصورهم ضربا من ضروب الخروج عن القانون وتحديا لسلطة الدولة بسبب التيه الفكري وترسانة القوانين الجائرة التى سنت لتكميم الأفواه وإحقاق الباطل وإبطال الحق والتشويه الذي طال كل مبادرة جريئة وحرة من شأنها الدفاع عن الفضيلة وإصلاح الأوضاع التى سادت فيها الرذيلة وعمت فيها الفوضى وعلا فيها الرعاع واشباه الرجال على حساب الشرفاء والفطاحل.وذلك نتيجة المعاناة وضنك العيش وسوء الحال بسبب سياسة التجويع والتضييق على الناس في ارزاقهم الذي شكل ولا يزال يشكل واقعهم اليومي.وهذا نظرا لإنتكاسة المفاهيم وقلب المعايير إذ اصبح اعداء الدولة بالأمس ممن كان يطلق عليهم” إرهابيون” حلفاؤها اليوم ومحط ثقتها تسهر على امنهم وتغدق عليهم بسخاء بسبب قبولهم مقايضة ماضيهم والتغاضى عنه ليتسنى تبرئة الجنرالات من دورهم كسفاحين من خلال خديعة المصالحة الوطنية التى تجاهلت فيها الدولة احد اهم اطراف القضية:الشعب في حد ذاته,في حين لا تزال تنظر للذين كان لهم سلوكا حضاريا اثناء هذه السنوات المضنية على اساس انهم عناصر مريبة تتربص بالبلاد وخطرة على الأمن العام الى درجة أن الكثير ندموا على تفريط فرصة الإلتحاق بالجبال لما شاهدوا فيه اليوم قتلة الأمس من نعيم وإكبار وإحترام وتبجيل؟؟..
من الطبيعي الا يكون لمنتحلي صفة الدعاة من اصحاب الجلباب والقميص ومشاريع اللحى الطويلة الذين عجت بهم الساحة الدينية,الدور الدعوي الذي يتطلع اليه الشعب والذي الفه منذ عهد الصحوة الإسلامية ايام الشيخان عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي,رحمهما الله,و التى عرفت خلالها الدعوة الإسلامية طفرة كبيرة بحكم تعلق الأمة بالفقهاء الذين كانوا محل ثقة و تكريم لقربهم من قلوب الناس وإخلاصهم في اداء هذه الرسالة المقدسة رغم الحصار الذي فرضته فرنسا على النشاط الدعوي واللغة العربية الذي إعتبرته مساسا بالأمن العام وخروجا عن القانون, لأنهم ليسوا سواء الإمتداد الطبيعي لذات الفكر المستورد الذي غضت السلطات الطرف عنه في مقابل ان توقف السعودية دعمها للتيار الإسلامي المتطرف على حد تعبيرها.وهو ما حصل فعلا إذ غيرت المملكة من نظرتها تجاه الجبهة الإسلامية للإنقاذ بسبب تعاطف هذه الأخيرة مع صدام حسين حينما وقفت في وجه الغزو الأمريكي للعراق فقربت حركة حماس الجزائرية التى ثبت بأنها اكثر إستعدادا لدخول بيت الطاعة بل لتلعب دور العميل للمخابرات بإمتياز فيما بعد(نحناح عرف بأنه اكثر المتحمسين لوقف المسار الإنتخابي وابو جرة سلطاني كان يحضر جلسات التعذيب التي كان يتعرض لها الناشطون السياسيون في دهاليز المخابرات).
كان من الطبيعي والحال هذه ان يشهد قطاع الشؤون الدينية سلسلة من التحولات الجذرية بدأت مع حكم”بوخروبة”بحضر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين –كما فعل عبد الناصر مع الإخوان في مصر الشقيقة-وإحلال المجلس الإسلامي الأعلى محلها كهيئة حكومية تعمل في الإطار المحدد لها من دون ان يكون لها إمكانية إتباع منهجا مناهضا للنظام لضمان ولاء هيئة لطالما شكل إستقلالها عن الدولة هاجسا للسلطة التى إستعانت مع مجيئ بوتفليقة بالزوايا والدراويش كبديل عن الإسلام السياسي وذلك للإجهاز على اقوى مقومات الشخصية لدي المواطن بسبب معاداة اصحاب الفكر التغريبي للدين الإسلامي وبعدهم عن الوطنية والذين سمحوا للتيار السلفي بالسيطرة على بيوت الله بمباركة من طرف ما يسمى مجازا”وزير الشؤون الدينية”غلام الله الذي لم يتورع في التصريح:”بأنه لا يرى مانعا من أن تكون المرأة مفتيا” كما سبق له التصريح:”بأن مستوى حفظة القرآن الكريم يعادل مستوي حاملي شهادة البكالوريا”ليتم التعامل إداريا معهم على هذا الأساس ,وهذه في حد ذاتها ليست فقط بدعة بل إهانة لكتاب الله الذي لا تضاهيه شهادة ولا يرقى اليه مستوى.مما يؤكد أن سياسة التيار الإستئصالي لم تكن في الواقع موجهة لقمع المجرمين(فكم من مجرم وكم من حقيركلف بإدارة البلديات غداة الإنقلاب العسكري سنة 1992)وإنما المقصود الدين نفسه.
فليس من الغريب إذا ان نلاحظ بأن الكثير من العادات التي نشأ عليها اجدادنا وآباؤنا منذ آلاف السنين يجري حاليا القضاء عليها وتعطيلها دون مبرر بسبب تصويرها في نظر المواطن البسيط ,الذي يرى هذه التجاوزات ولا يعارضها بحكم إرتباطها بالحرمين الشريفين ليخدع مرة ثانية كما خدع عندما صور له جنرالات فرنسا الشهيد محمد شعباني ورفقاؤه رحمهم الله كخائن للوطن يريد فصل الصحراء عن الجزائر, على اساس أنها بدع ما انزل الله بها من سلطان,وهي المقولة التى تعتبر ملاذهم الأخير في كل مرة يريدون التخلص من كل ما يتعارض مع مخططاتهم,في حين أن ما يدعون أنها بدع ليست سوى التسابيح الجميلة التى كانت في الماضي تشنف آذاننا صباح العيد قبيل الصلاة من خلال مكبرات الصوت التى تحمل هذه الأهازيج الجميلة الى البيوت لتطرد منها الشياطين فتحل بها الملائكة.حجتهم في ذلك أنها تشوش على المصلين.كما منع بث القرآن الكريم من المساجد عبر مكبرات الصوت يوم الجمعة وخطبتي الجمعة نفسها التى كانت في الماضي تسمح لربات البيوت بالتواصل مع الله والإستفادة من احكام الشريعة والتفقه في الدين متناسين أن كلام الله كان يصل ايضا الى المريض الذي لا يستطيع التنقل للمسجد لأداء الصلاة فيه والى الحراس العاملين بالقطاع الحكومي الذين يتعذر عليهم مغادرة مناصبهم لأداء فرائضهم.
والغريب أننا لم نسمع أنهم عارضوا يوما ظاهرة ما يسمى ب:”الدسك جوكي” المتعارف على إستعماله في حفلات الزفاف احيانا في منازل لصيقة بالمساجد والأدهى من ذلك أن يتزامن في كثير من الأحيان صدور الأصوات المنكرة مع ألآذان تماما ليعلو صوت الشيطان على صوت الحق جل وعلا.فيما سمعت يوم امس احد القيمين على المساجد يرتل القرآن الكريم وهو في بيت الوضوء.؟
أن تحل البدع محل السنن الحميدة,هذا لا يثير حفيظة السلطة في شيء ولكن الأدهى والأمر أن تتسر على ما هو أشنع من هذا على ضوء واقعة اللواط التى أقدم عليها احد ائمة المساجد بالجنوب في حق طفل برئ كان من المفروض ان يعلمه القرآن,وهي الظاهرة التى تكررت في اكثر من ولاية من دون ان يكون هذا الفعل المنكر مدعاة للقلق او نسمع لوزير الشؤون الدينية ركزا,الذي يبدو أن إهتمامه بالشأن السياسي يفوق غيرته على دين الله إذ سبق له و أن صرح:”بأن المشاركة في إنتخابات العاشر من ايار فرض عين وواجبا مقدسا”من دون ان يوضح لنا الأسانيد الفقهية التى إعتمد عليها.
وبعد هذا كله نصب جام غضبنا على سلمان رشدي صاحب كتاب “آيات شيطانية”والرسام الدينماركي الذي كان وراء نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم ونلوم اليهود على دعمهم لأي فعل معاد للإسلام؟
غابت حلقات دروس ما بعد صلاة العصر بالمساجد التى تضل مغلقة ابوابها معظم الوقت بحجة الحيلولة دون إستغلالها من طرف التكفيريين والتى كانت فرصة لكل حريس على امور دينه الإستزادة من ينابيع الشريعة ليجد نفسه مضطرا للتردد على المقاهي بعد ان سدت في وجهه سبل التعلم والتفقه في الدين مع ما ينجم عن هذا من آفات إجتماعية دمرت المجتمع والتى قد نفسه متورطا فيها دون علم منه خاصة في ظروف تبحث فيها قوات الأمن عن الذرائع للزج بالمخلصين في المعتقلات والسجون.في مشهد يذكرنا بكابول الأفغانية وجعل بيوت الله اقرب ما تكون للكنائس نتيجة الطقوس الممارسة فيها من طرف القيمين عليها من الملتحين الذين يفتقرون لمواصفات الدعاة نتيجة التطرف الفكري الذين يدعون اليه والى إنعدام الرغبة لديهم في التواصل مع الأمة بشكل موضوعي بعيدا عن الإسراف والغلو,كطرف معول عليه من الطابور الخامس لتكريس النهج الرسمي بتوصية وتعليمات من المحافظون(استغفر الله النازيون)الجدد المسيطرين على البيت الأبيض تلبية لرغبات اليهود من جهة وسعيهم للسيطرة على مقدرات الشعوب من جهة اخرى عبر بوابة مكافحة الإرهاب التى تخول لهم شرعية التدخل في الدول الضعيفة للسطو على ثرواتها,وذلك على وقع اسلوب الوعد والوعيد خدمة لأغراض سياسية محظة بعيدة كل البعد عن العقيدة .
ذلك أن الإمام الذي لم يدخل السجون ولم يتعود على المعتقلات لا يصلح بأي حال من الأحوال كي يكون داعية الى الله حاثا عباده على الجهاد كونه لا يمكن أن يعمل وهو متحرر من القيود النفسية بل يبقى يعيش هاجس غضب السلطان,مما يحول بالتالي بينه وبين قيامه بدوره وفق ما تقتضيه اصول الدعوة ,لأن اداءه لعمله وسط هذه الظروف يجعله في نظر العامة مشوبا بمحاباة ولي امر المسلمين حتى لو كان لا تجب طاعته بسبب إعراضه عن الله ,فيما يبقى باب الإفتاء مفتوحا لكل متطفل وسط حيرة العامة الذين لم يعودوا قادرين وسط هذه الفوضى على التمييز بين الغث والسمين لإنعدام الضوابط الشرعية والقانونية الكفيلة بردع المتطاولين على الدعوة.
وهذه صرخة اوجهها لكل من يهمه الأمر والى كل ذي عقل ورأي سديد و اصحاب الضمير الحي الغيورين على دينهم للتحرك من اجل الدفاع عن مقدساتنا وصونها من العبث ومن السياسة وارجاسها…
لن اخاطب الجهات الرسمية التى هي سبب تردي الأوضاع والتى يصدق فيها قول الشاعر:
لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

حمانه محمود,موظف متقاعد-الجزائر

2 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • الداعية إلى الله يقول كلمة الحق و لا يخاف في الله لومة لائم و معيار الحق أن يوافق محمدا صلى الله عليه و سلم و ليس كل ما أفرح الطغات باطل و ليس كل ما أغضبهم حق و هل هناك من حذر من دروشة الصوفية أكثر من السلفيين و هل هناك من حذر من منكرات الأعراس أكثر من السلفيين
    أما ما سميته عادات آباءنا فإن ما سنه الرسول صلى الله عليه و سلم قد سبقهم بقرون قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ اسمع إلى ما يقول العلامة بن باديس «مِن أبين المخالفة عن أمره وأقبحها، الزيادةُ في العبادة التي تعبَّد لله بها على ما مضى من سنَّته فيها، وإحداثُ محدثاتٍ على وجه العبادة في مواطنَ مرَّت عليه ولم يتعبَّد بمثل ذلك المحدَث فيها، وكلا هذين زيادةٌ وإحداثٌ وابتداعٌ مذمومٌ، يكون مرتكبُه كمن يرى أنه اهتدى إلى طاعةٍ لم يهتدِ إليها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وسبقَ إلى فضيلةٍ قَصُر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عنها، وكفى بهذا وحده فتنةً وبلاءً، دع ما يجرُّ إليه من بلايا أُخرى» [«آثار ابن باديس» (1/375)].