مقالات

الجزائر.. حالة ميؤوس منها؟! | سعد بوعقبة

نعم، البلد أصبح غير قابل للإصلاح.! وكلما تقدّم الحال، ازدادت صعوبة التغيير بغير التكسير.. لأن الفساد والرداءة أصبحا نظاما كامل النسق، وتتمتع الرداءة والفساد بشعبية هائلة قد لا يتصورها الناس.!
الفساد أصبح يضرب في العمق المؤسسات التي يناط بها محاربة الفساد.! والرداءة أصبحت هي المعيار لإسناد المهمات والوظائف للناس. ولذلك، يستحيل إصلاح النظام من داخل النظام، وبأدوات النظام القائمة والمستترة.!
مثل هذه الأمراض التي تضرب الجزائر، حاليا، سبق أن ضربت نظما ودولا قبلنا.. وربما لم يصل فيها حال الرداءة والفساد المستويات التي وصلت إليها الأمور عندنا.
وأصدقكم القول إنني أصبحت أخاف أن يحدث للنظام في الجزائر ما حدث لنظام مبارك في مصر، حيث أصبح الأطفال والشباب يعبثون بالوثائق السرية لجماعة عمر سليمان في شوارع القاهرة.. أو يحدث لنا ما حدث في رومانيا شاوسيسكو، حيث أصبح الشعب يبحث عن أزلام النظام في الأقبية والمواسير، كما تبحث القطط عن الفئران.!
العبث بالمؤسسات في الجزائر وصل مداه.. والعبث بمقدرات البلد المالية تجاوز كل تصور، والفساد الإداري والسياسي والأمني بلغ حدّا من السوء لا يتصوره العقل.
وعندما يقول رئيس الحكومة سلال: إن الشعب لا يكره السلطة بل يكره الإدارة.! فلابدّ أن نتساءل من هي هذه السلطة التي لا يكرهها الشعب إذا لم تكن الإدارة؟!
وعندما نجد المدير العام للأمن الوطني يتعرّض لتهديدات جدية من طرف عصابات المصالح وقوى الفساد المرتبطة بالسلطة، ويستغيث برئيس الجمهورية لحمايته، فذاك يعني أن البلاد وصلت إلى حالة ميؤوس منها في الإصلاح داخل أجهزة الدولة؟! لأن الفساد والرداءة أصبحا هما النظام الحاكم بأمره في البلاد.
نعم، لقد أصبح الخيّرون في أجهزة الدولة أقلية الأقلية، وتتعرّض لحالات إبادة منظمة من طرف قوى الفساد وعصابات المنافع.!
نعم، لقد تمكن الفساد والرداءة من مفاصل الدولة الحيوية.. وبات أي إصلاح جدّي يخرج البلاد مما هي فيه، ضربا من الخيال. لذلك، أقول لا أمل في الإصلاح الذي ينجز بواسطة عصابات الفساد المنظم.
إنني تعبان..

Bouakba.saad@elkhabar.com

http://www.elkhabar.com/ar/autres/noukta/307275.html

7 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • بين عمر بن الخطاب و بن بادة هل يعقل ان يؤرق عثور دابة في اقصى الحدود امير المؤمنين ويخاف ان يوسال عنها وله ماله من المسؤوليات في حين تاتي المدافئ الصينية المغشوشة كل يوم علي ارواح اطفالنا و شبابنا و لم يحرك وزير التجارة ساكنا وهو المحسوب علي التيار الاسلامي ام ان اسلامه اسلام عبادة لا اسلام عمل

  • الداء إستشرى والسرطان بلغ المقاتل ولا ينفع معه مسكنات فاستئصاله بات أمرا محتوما، على شاكلة الثورة السورية وإن كلف ذالك الآلاف المؤلفة من الأشلاء كي يسترجع الوطن عافيته ،هذا فى حالة ما إذام لم ترجع الأمور إلى نصابها ، لأن الفاسدين لا يجيدون فن الحوار والإحتكام للعقل والأخلاق ، فحزب جبهة التحرير اللقيط هو من إستقوى بالخونة على الوطن فى غفلة من أهلها

  • a monsieur saad chouf ya si saad ana mouwaten min djelfa adlou bidalwi fi azamat aljazair yajib an naarif wa anta taarif dalika ana alhoukm yajib an yakoun chaoui boutaflika guir laik an yahkom 15ame min anarjasia intaha barakat ya aziz vasy chez toi . mustapha aljalfa

  • اهلا
    لقد قرات لك يا سعد في يومية الخبر عن مدحك الشديد والمتفاني عن ىشخصية علي كافي.والقارئ يستغرب من هذا المدح وكانني اقرا عن انسان افنى حياته في خدمة الجزائر .يا سعد اتقي الله في نفسك .من جهة تكره الفساد الحاصل في الجزائر بكل انواعه ومن جهة تمدح علي كافي .انت لك علاقة جيدة معه وهذه العلاقة لا تعطيك الضوء الاخضر لاظهاره بمظهر الرئيس الذي افنى حياته في خدمة الشعب .هذا كذب وانت هنا تكذب وليس لك اي مصدقية في ما تقوله .0كنت تعيب عن النفاق .وانا في راي انك بهذا نافقت في كتاباتك .
    اردجع الى التسعينات وقلب الحقائق وماذا اتفق مع الكلب رضا مالك الله يقسم ظهره .لقد كان علي كاف المرض العضال على كل جزائري في التسعينات .لقد تراس يومها على المجازر ووووووو
    اتق الله ودعك من المدح فقط لانه كان معك انت مليحا .لكن الذي يكتب في الجريدة لا يكتب عن نفسه وبالتالي يعمم هدا .على الجمهور الجزائري .اي مصدقية تبقى لك بعد كلامك المعسول عنه .انت مثل غيرك بما قثلته لا فرق بينك وبين من يسرق المليارات .هم يسرقون النقود وانت تسرق الحقيقة .تبا لك

  • انا مواطن جزائري وعشت في الجزائر ومازلت اعيش فيها ما اراد الله ذلك .عشت التسعينات وماكان فيها من ويلات .يومها كان كافي رئيسا للمجلس الاعلى .بمعنى ما كان يحدث من كل انواع الامراض كانت بمراى من عينيه.اي شيئ كان جميلا في وقته بالله عليك .وقته كنت لا انام ولا اعرف للنوم طعما .فقط لانه هو والذين معه كانوا يصفون الارهاب .ومن هم الارهاب هم الشعب الجزائري .وانت تعرف ماذا اريد ان اقول وما اريد ان اوصله لك ولغيرك .انا اليوم لم اسمع ولا شخص ممن اعرفهم قال عن كافي كلمة رحمه الله .بل كان الخبر ولا حدث يذكر حتى .