سياسة

فرنسا تقول :لا توبة … لا اعتذار… والمستقبل في المصالح الفرنسية

المسؤولون الفرنسيون يطمئنون مواطنيهم عشية زيارة هولاند إلى الجزائر

يتفاعل الرأي العام الفرنسي، هذه الأيام، مع زيارة الرئيس فرانسوا هولاند المرتقبة غدا إلى الجزائر، وذلك من خلال تقارير الصحف اليومية عن الزيارة وحديث السياسيين من اليمين واليسار، ومحاولة البعض استغلال الزيارة لإثارة القضايا الخلافية كجريمة اغتيال رهبان تبحرين. ويتلهف الفرنسيون لسماع خطاب رئيسهم للجزائريين أكثر من الجزائريين أنفسهم، ويخشى قطاع عريض منهم أن يقدم هولاند تنازلات أخرى في مجال الذاكرة، تصل إلى التوبة أو الاعتذار من جرائم الاستعمار، خاصة بعد أن كان هولاند أول رئيس يتجرأ على إدانة مجازر 17 أكتوبر 1961، ما أدى في حينها إلى ثورة غضب عارمة في صفوف اليمين الفرنسي، الذي لم يتجرع خطوة هولاند، وحذره من التمادي في “إدانة الجمهورية”.

عبر جورج موران مستشار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المختص في العلاقات مع الجزائر، عن أمله في أن يكون هذا الأخير أول رئيس فرنسي يبدأ مشوارا خاليا من الأخطاء مع الجزائر، بعد سنوات من الخطاب المزدوج للرؤساء الفرنسيين تجاه الجزائر، وطمأن موران مواطنيه بأن هولاند لن يقدم اعتذارا أو توبة عن جرائم فرنسا في الجزائر .

وأوضح موران في حوار مع صحيفة “لوجورنال دو ديمانش”، أن الرئيس هولاند لديه ماض ناصع ولم يتورط من قبل في نزاع مع الجزائر، وهو محظوظ لأنه سيقابل الرئيس بوتفليقة الذي يرغب هو الآخر في مصالحة العلاقات بين البلدين، بعد أن كان من الأوائل الذين رفعوا السلاح في وجه فرنسا وسنه لم يتجاوز 17 سنة.

وقال موران أنه نصح هولاند بأن يتوجه إلى الجميع بنفس الخطاب، لأن كلامه إلى الجزائريين سيتلقفه الفرنسيون أيضا، مؤكدا أن الرئيس الفرنسي سيوجه تحية لذكرى كل من ماتوا في حرب الجزائر، مهما كانت معاناتهم، عسكريين مدنيين عمال، ثوار، يهود الجزائر، أو الأوربيين العائدين من رحلة قلع من الجذور تراجيدية، على حد وصفه.

وسئل موران عن فحوى خطاب هولاند وحول ما إذا كان سيقدم اعتذارا عن جرائم فرنسا كما يطالب الجزائريون، فأجاب قائلا ” الأمر لا يتعلق بإعلان توبة بقدر ما هو رغبة في تجاوز الماضي”، مضيفا أن “الكل يعلم أن الجمهورية داست بالأقدام على قيمها في فترة استعمار الجزائر، وقد اعترف الرئيسان شيراك و ساركوزي من قبل بظلم النظام الاستعماري، وما على هولاند سوى مواصلة ما قاما به، والالتزام بإقامة علاقات للمستقبل”.
وقال موران ، في السياق ذاته، إن هولاند سيقوم بهذا الواجب كوريث لشارل الخامس، وغي مولي ودوغول، في إشارة إلى عدم خجله من ماضي الزعماء الفرنسيين السابقين في زمن احتلال الجزائر، وأوضح موران بالمقابل، أن ذلك لم يمنع الرئيس من أن يتذكر مواطنين فرنسيين آخرين أيضا مثل ألبير كامو ومويس أودان ممن انخرطوا في قضايا مناهضة الاستعمار.

من جانب آخر، أبرز وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن المصالح الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا، هي التي ستحدد مستقبلهما، وشدد على أن البلدين بصدد التوقيع على عقود تجارية وصناعية هامة، على غرار مصنع لتركيب سيارات رونو بالقرب من وهران، ومصنع توتال لتحويل الغاز إلى مادة الإيثانول.

محمد سيدمو

http://echahedonline.com/ar/permalink/13903.html