سياسة

اصلاحات بوتفليقة التربوية جعلت التلميذ الجزائري لا يتقن أية لغة

أشارت بعض تقارير المتابعة الأولية في قطاع التربية إلى حصول أغلبية تلاميذ المدارس في الأطوار التعليمية الثلاثة على نتائج “دون المتوسط” في امتحانات الفصل الأول، فيما سجلت نتائج “ضعيفة جدا” في أقسام السنوات الأولى والثانية متوسط والأولى ثانوي، وكانت نتائج مادة الرياضيات واللغات خاصة اللغة العربية هي الأضعف.
صارة ضويفي
لمعرفة تفاصيل أكثر دقة، اقتربت “الجزائر نيوز” من المختصين الذين لم يخفوا الأمر، حيث كشف رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية، بوجناح عبد الكريم، أن نتائج الفصل الأول للسنة الدراسية الجارية 2012 – 2013 تراوحت بين ضعيفة جدا وتحت المتوسط، خاصة بالنسبة لتلاميذ الطور المتوسط، مشيرا إلى أن تلاميذ السنتين الأولى والثانية متوسط تحصل غالبيتهم على نتائج ضعيفة جدا، خاصة في مادة الرياضيات التي تحصل أغلب التلاميذ فيها على علامات تتراوح بين 3 و4 من 20، إضافة إلى اللغة العربية التي أكد بوجناح أنه بناء على تقارير مجالس الأقسام، فإن تلاميذ السنتين الأولى والثانية متوسط تحصلوا على علامات ضعيفة جدا وكارثية في مادة اللغة العربية، وهو ما أدى إلى تسجيل علامات ضعيفة في المواد الأخرى، ووصف بوجناح علامات التلاميذ في اللغة العربية بالكارثة الحقيقية، خصوصا إذا ما أضيفت إلى علامات اللغات الأجنبية، التي كانت هي الأخرى ضعيفة جدا. وأرجع رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية سبب ضعف نتائج التلاميذ خلال هذا الفصل إلى المشاكل التي عانى منها القطاع منذ بداية السنة الدراسية الجارية من اكتظاظ في الأقسام وعجز في التأطير. كما أشار إلى أن غياب الأساتذة المنتدبين الذين شاركوا في الانتخابات المحلية التي جرت في 29 نوفمبر الماضي أثر بشكل كبير على التحصيل العلمي للتلاميذ، خاصة وأن الأساتذة تغيبوا عن مقاعد الدراسة لأكثر من شهر في ظل غياب أساتذة مستخلفين، وهو ما أدى إلى التأخر في البرنامج الدراسي، موضحا أن هناك بعض الأساتذة الذين شاركوا في الانتخابات وبعد التحاقهم بقاعات التدريس عقب انتهاء عطلة الانتخابات المحلية وضعوا أسئلة الامتحانات دون مراعاة التأخر الحاصل في الدروس.
من جانب آخر، أكد بوجناح عبد الكريم أن تسجيل نتائج ضعيفة للسنتين الأولى والثانية متوسط، يعود إلى عدم اندماج التلاميذ الناجحين في شهادة التعليم الابتدائي في الطور المتوسط، لصغر سنهم وعدم مقدرتهم على استيعاب البرنامج، خاصة في ظل الكثافة الكبيرة للدروس في كل المواد، وفي هذا الإطار يعود بوجناح إلى مطلب النقابة الذي نادت به سابقا والقاضي بضرورة العودة إلى النظام القديم، أي تخصيص ست سنوات في الابتدائي بدل خمس.

نتائج كارثية في الثانوي ومتوسط المعدل لا يتجاوز 8 من 20

في سياق متصل، أكد المكلف بالإعلام على مستوى مجلس ثانويات الجزائر “الكلا” ايدير عاشور، أن أغلبية التلاميذ في الطور الثانوي تحصلوا على معدلات ضعيفة ودون المتوسط، موضحا أنه خلال الدراسة التي قام بها المجلس واعتمدت على مسح لـ 1200 تلميذ من السنوات الثلاثة في الطور الثانوي لمعرفة مستوى التلاميذ خلال الفصل الأول، اتضح أن أغلبية التلاميذ تحصلوا على معدلات ضعيفة ودون المستوى، ففي السنة الأولى ثانوي سجل متوسط معدل التلاميذ بـ 7.38 من 20، وفي السنة الثانية 8.43 من 20، أما في السنة الثالثة فقد سجل متوسط المعدل بـ 8.7 من 20، وأكد عاشور أن هذه الإحصائيات والدراسة الأولية تبين المستوى المتدني للتلاميذ في أغلب المواد التعليمية وفي مختلف الشعب. وأكد المكلف بالإعلام على مستوى “الكلا” أن أسباب ضعف نتائج التلاميذ تعود إلى ظاهرة الاكتظاظ التي تشهدها مختلف الأقسام في مختلف المدارس التعليمية، حيث يتجاوز عدد التلاميذ في القسم الواحد 50 تلميذا، مما ينعكس سلبا على قدرة التلاميذ على الاستيعاب وإمكانية المعلم أو الأستاذ توصيل المعلومة لجميع تلاميذ القسم، بالإضافة إلى كثافة البرامج والحجم الساعي ونقص الكتاب المدرسي، وغياب أساتذة لبعض المواد التعليمية، وكذا الظروف الاجتماعية والصحية المزرية التي يزاول فيها التلاميذ دروسهم، في منشآت مدرسية تفتقر للتهيئة وأخرى مهترئة عن آخرها، وأضاف المتحدث، أنه من بين الأسباب الرئيسية لتدني النتائج هو انتقال تلاميذ السنة الرابعة متوسط إلى السنة الأولى ثانوي بمستويات ضعيفة جدا، وأغلبيتهم كانوا في الامتحانات الفصلية يتحصلون على معدلات دنيا، لكنهم نجحوا في شهادة التعليم المتوسط؟

رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ يؤكد: على الوزير إعادة النظر في برنامج التعليم الابتدائي للتلاميذ

أكد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، أحمد خالد، أن نتائج التلاميذ للفصل الأول من السنة الدراسية الحالية كارثية، حسب التقارير الأولية، خاصة في اللغات الأجنبية والمواد العلمية، مشيرا إلى أن تسجيل نتائج ضعيفة في اللغة العربية يستدعي إعادة النظر وبطريقة مستعجلة في برنامج التعليم الابتدائي الذي هو القاعدة لاكتساب المعارف.
أوضح أحمد خالد، أنه كان منتظرا أن تكون نتائج الفصل الأول ضعيفة، نظرا للظروف التي تمدرس فيها التلاميذ من اكتظاظ، نقص في التأطير وكذا انتداب الأساتذة، مؤكدا أنه بناء على تصريحات بعض الأساتذة والمدراء، أغلبية التلاميذ في الأطوار التعليمية الثلاثة تحصلوا على معدلات متوسطة ودون المستوى، وقد تحصل التلاميذ، حسب رئيس الاتحاد، في اللغات الأجنبية على علامات ضعيفة، وهذا راجع حسبه إلى توظيف أساتذة مع بداية السنة الدراسية دون تكوين، مما أثر سلبا على التحصيل الدراسي للتلاميذ.
وعن ضعف مستوى التلاميذ في اللغة العربية، أكد خالد أن هذا يعتبر مشكلا حقيقيا، خاصة وأن اللغة العربية هي القاعدة لتعلم كافة المواد، مشيرا إلى أنه سيتم رفع مراسلة إلى وزير التربية الوطنية، عبد اللطيف بابا احمد، للمطالبة بإعادة النظر في برنامج تلاميذ الطور الابتدائي الذي يعتبر الركيزة الأساسية لتعليم التلاميذ، وأكد أن التلاميذ عند انتقالهم إلى الطور المتوسط بمستوى ضعيف في اللغة العربية لا يتحمل الأستاذ مسؤولية ذلك ولا يستطيع استدراك ما ضيعه التلميذ في الابتدائي، مؤكدا أنه على وزارة التربية أن تهتم وبشكل جدي، بهذا الموضوع الذي يشكل خطرا كبيرا وكارثة حقيقية على المنظومة التربوية.

http://www.djazairnews.info/on-the-cover/122-on-the-cover/48895-2012-12-17-18-20-03.html

نوار العربي لـ “الجزائر نيوز”: طول الفصل الأول وكثافة الدروس وراء تدني مستوى التلاميذ

أكد المنسق الوطني بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني نوار العربي، أن تدني مستوى التلاميذ في اللغة العربية، تحديدا في الفصل الأول من السنة الدراسية، راجع إلى عدة عوامل منها أن هذا الفصل يعتبر أطول الفصول، إضافة إلى طريقة التدريس والهدف من تدريس اللغة في حد ذاتها.
وأضاف نفس المتحدث أنه من المفروض أن تكون نتائج التلاميذ في اللغة العربية جيدة لكن هناك ظروف أخرى كانت وراء التحصيل الضعيف للتلاميذ في هذه المادة، من بينها طول الفصل الأول وطبيعة أسئلة الامتحان، واعتبر أنه من المؤسف أن نتحدث عن تدني المستوى في هذه اللغة إلى جانب اللغات الأجنبية على غرار الفرنسية والإنجليزية، التي يؤكد الخبراء، حسب نوار العربي، بأن 3 سنوات مدة كافية للتحكم فيها، عكس ما هو مطبق تماما في المؤسسات التربوية لدينا، حيث تقدر مدة الدراسة بالنسبة للغة الفرنسية 10 سنوات، وثمان سنوات بالنسبة للغة الإنجليزية، لكن حسب المتحدث في الأخير نسجل مستوى متدنيا، وهذا ما يعني أن الخلل، كما قال منسق المجلس، لا يكمن في اللغة في حد ذاتها وإنما في طريقة تدريسها والهدف من تدريسها، وهنا نجد طرحين: الطرح البراغماتي النفعي الذي يركز على اكتساب التلميذ لغة للتعامل والتواصل أو العكس، لذا قال نوار العربي، نطالب أن يكون هناك تقييم شامل بحضور جميع الفاعلين بالقطاع إلى جانب الوزارة.
سارة. ب
http://www.djazairnews.info/on-the-cover/122-on-the-cover/48893-2012-12-17-18-15-44.html

رئيس قسم الأدب العربي بجامعة الجزائر 1 رشيد كوراد لـ “الجزائر نيوز”: على وزير التربية الحالي مراجعة الوضع

يؤكد رئيس قسم الأدب العربي بجامعة الجزائر1، الأستاذ رشيد كوراد، في هذا الحوار تدني المستوى العام للتعليم، الذي يرجعه إلى طبيعة المنظومة التربوية التي جعلت الأجيال الحالية لا تتقن أية لغة من اللغات التي يتم تدريسها، حتى لغتها الأم.
حاورته: سارة بوناب
تكشف تقارير بعض المختصين في قطاع التربية والتعليم، المتعلقة بنتائج الفصل الأول من السنة الدراسية الجارية، عن تدني مستوى التلاميذ في اللغة العربية. ما تعليقكم على ذلك؟
المستوى العام للتعليم ككل تراجع، وذلك لأسباب ذات صلة بطبيعة المنظومة التربوية والنظام الدراسي المعتمد، الذي يراعي الكم على حساب الكيف، والذي يعكس كذلك النظرية التعليمية، فمثلا في الطور الابتدائي يلقن التلميذ الدروس دون أن يستفيد خصوصا بعدما قاموا بعكس ما كان معمول به سابقا، حيث كان التلميذ في الطور الابتدائي يتعلم الحروف أولا ثم ينتقل إلى الكلمة ليصل في الأخير إلى الجملة، أما اليوم فإن ما يطبق في المؤسسات التربوية هو طريقة “بافلوف”، حيث يلقن ويحفظ التلميذ الدرس دون استيعاب، وهذا ما يولد تراكما للدروس يترتب عنه إجهاد وإنهاك قوى التلميذ العقلية، يجعله ينفر من المدرسة.
ضف إلى ذلك الظروف الاجتماعية التي يعيشها المجتمع، وأقصد بذلك أن العائلات لم تعد تهتم بمتابعة أبنائها في المدارس إلا في بعض الحالات الشاذة، أي صحيح أن هناك تفطنا من قبل العائلات لكن ذلك لا يمكن أن نعتبره ظاهرة عامة، إلى جانب وجود مسألة أخرى تتعلق بدور المجتمع في هذه العملية، وفي مجتمعنا هناك تحولات رهيبة في التركيبة خصوصا في ظل طغيان الجانب المادي، فحتى في المؤسسات التربوية أصبح هناك ترويج للدروس الخصوصية التي لم يسلم منها حتى الطور الابتدائي، وهذه ظاهرة خطيرة جدا ولا يستهان بها، لأنها تعكس عدم الاهتمام بالتلميذ في القسم وهذا ما يحيلنا على الظروف الاقتصادية والإمكانيات المادية لتعليم الطفل.
أين يكمن الخلل في رأيكم في منهجية التدريس المعتمدة، مثلا؟
ما أريد أن أشير إليه، هو أن حتى طلبة الجامعات لم يعد لديهم اهتمام بالتحصيل العلمي، همهم الوحيد هو الحصول على الشهادة والبحث عن فرص عمل، هناك الكثير من المسائل التي يجب أن يعاد النظر فيها، نحن نحاول أن نقدم حلولا للمشاكل المطروحة حسب تصوراتنا.
لم يعد تدني مستوى التلاميذ اليوم يشمل اللغات الأجنبية، فحسب، بل هناك إشارات قوية عن وجود مشكلة حتى في اللغة العربية، هل هذا يجعلها مؤهلة لتعيش الأزمة التي تعرفها اللغة الفرنسية في مدارسنا؟
الخلل لا يكمن في اللغة العربية في حد ذاتها، لأن اللغة هي أداة تواصل، وإنما في المنظومة التربوية وهذا ما ينعكس على القدرة في التحكم في اللغات بشكل عام، وخير دليل على ذلك أن الطالب في طور ليسانس لا يستطيع أن يكتب فقرة باللغة الأجنبية سواء بالفرنسية أو الإنجليزية، وهذا جزء من كل، لابد أن نطرح سؤالا: لماذا الأجيال السابقة كانت تحسن كل اللغات حتى اللغات التي لم تكن منتشرة كثيرا على غرار اللغة الروسية؟ عكس الأجيال الحالية التي لا تتقن ولا لغة من اللغات، وبالتالي لابد من إعادة دراسة المنظومة التربوية وما يحيط بها من ظروف، ضف إلى ذلك البرامج الدراسية، الكتب المدرسية والظروف الاجتماعية، وهذا ما يدفعني إلى التأكيد على أن الأزمة ليست في اللغات بل في أسلوب تلقينها.
ماهي الحلول التي تقترحونها لتجاوز هذه الأزمة؟
لابد من إعادة النظر في الكثير من الأمور وأعتقد أنه على وزير التربية الحالي مراجعة الوضع، البرامج الدراسية، المنهجية التربوية المعتمدة في المدارس، حتى الحجم الساعي، لأن كثافة البرامج في النظام الدراسي الحالي تجعل التلميذ عاجزا عن الاستيعاب، خاصة أن هذا الوضع يولد له النفور من المدرسة، وهو ما يترتب عنه بروز ظواهر أخرى تعيشها المدرسة الجزائرية على غرار التسرب.

http://www.djazairnews.info/on-the-cover/122-on-the-cover/48894——-1————.html

3 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • هدا هو هدفهم. من الاول . الفريق الفرنكوشيوعي كان من اهدافهم العاجلة ضرب التيار الاسلامي بالقضاء على النخبة وكدلك التيار الوطني اما هدفهم البعيد هو تدمير الهوية الوطنية وتنشئة جيل من الهمج و العبيد جيل همهم الوحيد ملء جيبه و ماجانب جيبه وهدا ليس مخطط العملاء. بل ما املاه عليهم اسيادهم من الماسونيين لم يتقبلو ان تنهض الشعوب المسلمة في شمال افريقيا لان نهضتهم تتصادم مع مصالحهم . ان نتيجة التي وصلت اليها المدرسة الجزائرية ليست. دليل فشل النخبة الحاكمة بل هو دليل نجاحها في ماخططت له
    .هدا مافعلته فرنسا في المراحل الاولى للاستعمار . اظن انه يجب على النخبة المتبقية الغيرة على دينها القيام بما قام به ابن باديس و جمعية العلماء التركيز على تنمية الوعي الجماعي للامة ومحاربة الانحلال والتجهيل وتكوين. نخبة جديدة تقود المجتمع لبر الامان .. ان بقييت المدرسة على حالها فقل على الشعب الجزائر السلام .

  • الوزير السابق كلما تم توجيه انتقاد له حول ما يسمى بالاصلاحات قال أنه يطبق برنامج الرئيس,التعليم في الجزائر أصابه زلزال مدمر قضى على كل شيئ جميل,فالطالب الجزائري في مختلف مراحل التعليم غير متمكن من أي مادة زيادة على عدم تكوين الاساتذة ,وللأسف بدل ما يضيفون مناصب مالية للاساتذة أضافوها للمفتشين بحيث أصبح لكل مادة في الولاية الواحدة أكثر من مفتش هؤلاء المفتشون أغلبهم كانوا فاشلين ومنهم من لم يمر بمسابقة لأنه من الفرقة الناجية(الأسرة الثورية)فهل تنتظرون الخير من منظومة تربوية مناهجها ضعيفة والأساتذة أغلبهم لم يتلقوا التكوين الضروري؟

  • لا يجب أن نطلق كلمة إصلاح على شيىء تم إفساده ، ففي الحقيقة لم يتم إصلاح المنظومة المهضومة في حقها إنما قضى على ما تبقى من الإرث الثقافي و الفكري الذي كانت تزخر به الجزائر ،وأصبح اليوم خراب فلافكر و لاثقافة و لامستوى دراسي يمكننا ان نفتخر به بعم أزاح تصنيف شنغن الجامعات الجزائرية من تصنيفه ،لأنها أصبحت حضانة للشباب الضائع ، واصبحنا نتفاخر بالكم لا بالكيف ، ولذا حق علينا القول القديم الذي كان يطلق على كل من دخل مصر منك ألوف فيا الجامعيين منكم ملايين بشهادات ورقية وبأدمغة خاوية خالية من المعرفة . فالذنب ليس ذنبكم إنما هو سياسة كعور ومد لعور .