سياسة

رموز خدمت نظام المخابرات لعقود تدعو لجمهورية ثانية بالجزائر

هشام موفق-الجزائر

يستعد باحثون جزائريون في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، لإطلاق مشروع “فكري سياسي” يدعو إلى تأسيس “جمهورية ثانية” تُحدث القطيعة مع منظومتي الحكم والمجتمع الحاليين.
ويعتقد الباحثون في مركز “عقول” للدراسات الإستراتيجية، أن 50 سنة عن استقلال البلاد كافية لإحداث التغيير اللازم من أجل بعث “جزائر متطورة تفكر بعقول الجزائريين”.
يأتي هذا في وقت كانت البلاد فيه قد أطلقت عدة مشاريع قوانين في إطار ما اصطلح عليه بـ”حزمة الإصلاحات” التي أقرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أبريل/نيسان 2011 في سياق الربيع العربي.
ويرتكز المشروع -بحسب رئيس المركز الدكتور فضيل بومالة- على محورين اثنين: الأول خلق تيار فكري جزائري جديد “يجعلنا نبحث في أنفسنا بأنفسنا”، والثاني هو كيفية تحويل هذا التيار الفكري إلى منظومات اقتصادية وسياسية وثقافية.

بومالة: النظام الحالي سوّق لأكذوبة الدولة وعاش وهْم المؤسسات (الجزيرة نت)
إنجاز قطيعة
ويضيف المتحدث للجزيرة نت أن هذا لا يتأتى إلا بعد إنجاز قطيعة على ثلاث مستويات، القطيعة مع النظام، فالقطيعة مع ممارسات النظام للسلطة، ثم القطيعة مع ذهنية ونفسية المجتمع الجزائري.
ويرى بومالة أن النظام الحالي ومنذ استقلال البلاد عام 1962 “سوّق لأكذوبة الدولة وعاش وهْم المؤسسات”، وقضى على الدولة الحديثة فصارت الحقيقة عنده إما محرمة أو مؤجلة أو مزيفة، بحسب تعبيره.
وقد طالب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية برفع “البوليس السياسي” يده عن الأحزاب وجمعيات المجتمع المدني، بعد أسابيع من فوز حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بأغلبية المقاعد خلال الانتخابات المحلية الأخيرة.
وعرفت الاستحقاقات الانتخابية منذ أكثر من عقد “عزوفا” كبيرا في مشاركة الناخبين، حيث تراوحت نسبة المشاركة ما بين 30 و40%، بحسب ما تعلنه السلطة، وهو ما يشكك فيه كثيرون.
كما أضحى “التزوير وسلب إرادة الشعب” من المصطلحات التي ترددها الأحزاب المعارضة والشخصيات الوطنية.
وأضاف أن منهج التجهيل والكذب الذي مارسه النظام منذ الاستقلال يجعل كل الدلائل تشير إلى “مآل سديمي حيث الانفجار الأعظم”.
وفي سؤال للجزيرة نت عن سيناريوهات هذا الانفجار وما إذا كان يقصد انتفاضات تحاكي ثورات شعوب الربيع العربي، رد بأن “هذا محتمل جدا”.
في ذات السياق، يشكك المشروع في دعوات الإصلاح التي ينادي بها عدد من الأحزاب والشخصيات الوطنية، وحتى حركات المعارضة في الداخل والخارج.
بل يرى أن الإصلاح لا إمكانية لتحقيقه “لا من داخل النظام ولا بالنظام ولا مع النظام”، لأنه “مهترئ ومتكلس ولا يستخدم إلا المال والسلطة وقوة العنف في تحقيق مآربه”، بحسب تعبيره.
وسألت الجزيرة نت الدكتور بومالة المشرف على المشروع عن تقاطع هذا الطرح مع ما تنادي إليه حركات معارضة للنظام، مثل “حركة رشاد”، فقال إنه يختلف معها جذريا.
وأضاف أن “حركة رشاد في أرضيتها تدعو إلى التحالف مع جهة من النظام وهي الجيش، أما مشروع الجمهورية الثانية فهو مبني على القطيعة”.

رؤية أحمد بن بيتور اقتصادية بالأساس بحسب منجزي المشروع (الجزيرة نت)
مشروع أوسع
وحتى بالنسبة لمشروع رئيس الحكومة الأسبق الإصلاحي أحمد بن بيتور، فقال المتحدث إنه مبني على رؤية البنك الدولي، ويغلب عليه الطابع الاقتصادي في معالجة الوضع.
لكنه يضيف أن مشروع الجمهورية الثانية أوسع لأنه يغطي كافة الجوانب، كما أن تجسيده على أرض الواقع لا يحتاج إلى هيكلية، بل يحتاج إلى إيمان به، ثم إنتاج برامج تتوافق والفكرة العامة كل حسب تخصصه.
في المقابل، يرى المحلل السياسي عبد العزيز تويقر أن هذا الطرح غير قابل للتجسيد أصلا بحكم تجاهله للمعطيات السوسيولوجية للمجتمع الجزائري وتركيبة النظام السياسية.
ويؤكد أن المجتمع الجزائري -رغم حالة الغضب التي يعيشها رفضا للأوضاع المعيشية المتردية- يبقى محصنا بشكل أو بآخر ضد أي تغيير “راديكالي” كما يطرحه هذا المشروع، لأن “الولاءات للعرش والقبيلة الكبيرة متجذرة فيه”.
كما أن الفعاليات السياسية وقوى التغيير -يضيف تويقر- ترى أنه “يمكن إصلاح النظام وتقويمه بسلاسة ومرونة لكن مع وقت أطول”، بالإضافة إلى أن النظام في حد ذاته يشترك والمجتمع في قناعات تعتبر أن “ما هو قائم أحسن من القادم المجهول”.

المصدر:الجزيرة
http://www.aljazeera.net/news/pages/48f3a59d-a77b-4039-b300-a5d7ce10f921?GoogleStatID=9

3 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • يتغافل بومالة أن كثيرين يعرفون ماضيه الذي تخندق فيه مع نظام الجنرالات القتلة منذ، بل وقبل انقلاب 1992 مرورا بأهوال التسعينات، الذين يعرفون ماضي بومالة يحاولون نسيان ذلك منذ أن بدأ يظهر وكأنه معارض، وقد كان إلى غاية 2007 وعلى القنوات الفضائية بما فيها الجزيرة يؤكد أن الحل الوحيد هو أن يبادر العسكر لإنقاذ مجتمعاتنا كما قال من نواقشوط عندما استضافته الجزيرة كخبير في 2007. ليأتي اليوم ويتخذ من جمهوريته الأفلاطونية معولا لمهاجمة حركة رشاد أكثر الحركات مطالبة بالتغيير الراديكالي اللاعنفي في الجزائر.

  • هؤلاء امثال بومالة و بن بيتور حالهم كحال فلول مبارك الذين ركبو الثورة بعد سقوط النظام غير ان الفرق بين فلول مبارك و فلول النظام الجزائري هو ان فلول الجزائر يريدون ان يركبو التغيير قبل ان يسقط النظام لانهم يعلمون مسبقا ان عهدة الرئيس بوتفليقة الثالثة تلتمس نهايتها و ان المرشح القادم الذي سيخلف بوتفليقة سيقوم بطرح مشروع الجمهورية الثانية هذه الفكرة التي سرقوها من المعارضة الحقيقية لان فكرة الجمهورية الثانية هي فكرة المعارضة الحقيقية و هؤلاء الاعلاميين السياسيين محترفون جدا في سرقة الافكار خاصة و انه المطالبة بالجمهورية الثانية اصبح مطلب رئيسي لكل الاطياف لكن انا اريد ان افهم شيئ ما هو مفهوم الجمهورية الثانية في نظر هؤلاء فاذا قامو باطروحة الجمهورية الثانية كشعار اشهاري فقط لكن التطبيق صفر فنحن كمواطنين جزائريين سنعتبر ان الجمهورية و اسسها لم تتغير مثال فرنسا اليوم تعيش في الجمهورية الخامسة التي اقيمت بعد استقلال الجزائر و بعد احداث ماي ثمانية و ستون و الجمهورية الخامسة تختلف كليا عن الجمهورية الرابعة فمثلا الجديد في الجمهورية الخامسة هو وضع رقابة علئ الاجهزة التنفيدية و العسكرية حيث اصبحت المؤسسة العسكرية الفرنسية تحت رقابة البرلمان الفرنسي المنتخب ديمقراطيا و اصبح الجيش لا يتدخل في اي امر سياسي و ايظا الجمهورية الخامسة الفرنسية قامت بتحديد العهدة الرئاسية لاي رئيس جمهورية و وضعه تحت رقابة البرلمان الذي يمثل الشعب فالوزير الفرنسي ليس له اي حصانة دبلماسية اتجاه خرق القانون الفرنسي و انتم تعلمون احداث محاكمة الرئيس جاك شيراك و محاكمة رئيس الحكومة السابق شارل باسكوا الخ فهل حكام الجزائر الحاليين و عندما اقول الحكام اقصد كبار المؤسسات التنفيذية العسكرية و المالية و المخابرات و كبار الوزراء مستعدون للتخلي عن سلطاتهم و وضع رقابهم تحت رقابة برلمانية منتخبة ديمقراطيا و هل هم مستعدون لاستقلالية القظاء و الغاء الحصانة التي تحميهم من اي عقاب اذا تجاوزو القانون فان حدث هذا نستطيع ان نقول الجمهورية الاولئ سقطت و الجمهورية الثانية اقيمت لذا لا بومالة و لا بن بيتور يحاول ان يخدعنا فالمواطن الجزائري اصبح من اكبر المثقفين سياسيا و هذا لاحتكاكنا بالدول الاوربية الديمقراطية و حتئ الامريكية بل اصبحنا نعيش عالم الانترنيت الذي اصبح يربط الجزائري بوراء البحر حسب اعتقادي الجمهورية الثانية لن تقام بسهولة لان المتمتعين بالنظام الحالي ليس من مصلحتهم اي تغيير بل الجمهورية الثانية تفرض و ليس هذا هو الوقت لان المنطقة العربية تمر بهزات كبيرة و نحن لا نريد للجزائر اي اظطرابات قد يستغلونها الاعداء و جرح سنوات الدم لم يتعافئ نحن كجزائريين نريد الاستقرار و الله يلعن السياسة المستوردة من الخارج التي تؤدي الئ الاظطرابات كما يحدث لاخوتنا السوريين خاصة و نعاج الخليج اصبحو اداة الصهاينة ضد كل الجمهوريات العربية ما عدا المغرب و الاردن فهي دول ملكية و الدول الملكية اصبحت اليوم متحالفة في مجلس التعاون الصهيوني الخليجي لذا احذرو الافكار الجميلة التي هي عسل باطنه سم فباسم الديمقراطية تدمر سوريا اليوم و دمرت العراق و ليبيا الخ

  • التجمع من أجل الثقافه و الديموقراطية…نقيض هذه الكلمات الثلاثه…اولا حزب جهوي غير وطني عنصري ..ثانيا…ثقافه العدم…أما الديموقراطية
    …هو الذي…ناد بتوقيف المسار الديمقراطي..1992….تبا لكم يافلول…فرنسا…