سياسة مقالات

ثورتنا بين العظمة والتقزيم والتزوير المنهجي | محمود حمامة

السواد الأعظم من الجزائريين لا يزالون يضنون بأن من سقطوا من الشهداء كان بفعل المحتل كون أن هذا ما تضمنته مناهجنا التربوية وما ساد الرأي العام منذ فجر ما يسمى بالإستقلال.

إذا كان المواطن لم يفق من هذه الصدمة بعد وقد علم بأن رموزه قد تمت تصفيتهم من قبل أعداء الله والوطن من بني جلدتنا وأنه ظل لمدة نصف قرن ضحية التظليل الإعلامي الموجه وضحية الأكذوبة المعتادة”سقط في ميدان الشرف “ترى, كيف سيكون رد فعلهم عندما يعلمون بأن الإستقلال نفسه الذي طالما تغنوا به ليس اكثر من مجرد صفقة بين الفرنسيين وبين الحركى الذين سيستولون على السلطة من بعد كانت بندا من بنود إتفاقيات “إفيان” نفسها التى اسست للإستقلال ولكن ظلت لعقود طويلة من اسرار الدولة التى لم يكشف عنها النقاب إلا مؤخرا,شأنه في هذا شأن التجارب النووية بالجنوب ومصير مرسى اكبير بغرب البلاد وغيرها من الحقائق المرة والقاسية على نفوسنا كمواطنين هم آخر من يعلم عن تاريخهم الذي ما زال تحت تصرف عدو الأمس, التي ظلت مستمرة الى غاية سنة 1978 ولم تتوقف إلا بمجيئ الشاذلي بن جديد للحكم؟

وبماذا سيجيبون عندما يكتشفون بأن رقم المليون ونصف المليون شهيد الذي طالما شكل كبرياءنا كان هو الآخر اكذوبة كغيرها من الآكاذيب الكثيرة التى صدقها المواطن طيلة نصف قرن من الزمان تحت مسمى الوطنية وحماية الثورة من المندسين والمتربصين بها وأن العدد الحقيقي للشهداء يتراوح ما بين 250 و 300 الف ,إذ كنا اشبه بذلك المتعامل مع المؤسسات المالية الشديد السعادة بالشيك الذي يحمله ليكتشف في النهاية بأنه من دون رصيد؟ Abbane Ramdane, est né le 10 juin 1920 à Azouza dans la commune de Larbaâ Nath Irathen, et mort assassiné le 24 ou le 26 décembre 1957, dans une ferme isolée entre Tétouan et Tanger au Maroc. Il fut étranglé par deux hommes de mains de Abdelhafid Boussouf .Alors que la version officielle rapportée par le quotidien national”El Moudjahid” dans son édition en date du 29 mai 1958 apprend:ABBANE Ramdhane mort au champ d’honneur!!!!!

الحقيقة الوحيدة التى لا يمكن ان يختلف فيها إثنان هي أن الجزائر هي البلد الوحيد الذي يكتسي فيه الكذب صبغة رسمية من دون ان يكون هذا مدعاة لريبة الناس وتساؤلهم كونهم تعودوا على أن الطرح الرسمي مشمولا بالقداسة وبالتالي لا يسمح بالتشكيك فيه او مناقشته,فما بالك بمناهضته؟وهو ما فتح المجال للتجاوزات على مصراعيه ليعطى اللنظام هامشا من المناورة إستغله بساديته المعهودة على حساب معاناة شعب ذنبه أنه ولاهم امره وكان في قمة التحضر بأن سار في ركابهم لا يلوي عن شيئ… لأن المواطن لم يعشق الثورة وإنما قدس الرموز الذين نسبوا لأنفسهم منجزات غيرهم وامجادهم تطاولا وإدعاءا –وهنا يحظرني اللقاء الذي دار بين الوفد الجزائري الذي قام بزيارة للصين الشعبية في نهاية الخمسينات وبين ماو تسي تونغ الذي توجه بالسؤال الى المناضلة”جميلة بوحيرد”قيئلا لها:لماذا لا تتحدثون عن ثورتكم ودوركم فيها وعن منجزاتكم وتكشفون الخونةوالعملاء؟ردت عاليه قائلة بأننا تعودنا الصمت والتاريخ شاهد على من له ومن عليه الحق.قال لها الزعيم الصيني:إذا لم تتحدثوا اليوم فسيأتي في الغد من يتكلم عنها وينسب إنجازتكم اليه تطاولا وزورا.-لأن ثقافة الرموز التى كرسها الإعلام المأجور لم تسمح له بغير هذا ليحو بعد نشوة عابرة على حقائق مرعبة حولت احلامه الى كوابيس وأنزلته من برجه العاجي ليقف على حقيقة الأمور من خلال اوضاعه المزرية ويعي بأنه ليس فقط مسلوب الإرادة ولكن الكرامة ايضا بسبب وحشية النظام واساليبه في التعاطي مع المواطن والشأن الداخلي والذي تبين أنه اشد وطأ من المستعمر بكثير. http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=TrfMYmvpuEY#t=36s

المستعمر عمل جاهدا على إبقاء سيطرته على البلاد وقاوم مقومات الشخصية الوطنية ولكنه مع هذا لم يخرب التعليم وينال من الثقافة وظل الديبلوم الذي يحمله المواطن قبل الإستقلال لا يرقى اليه الشك على الصعيد العالمي ولم تتلقى المنظومة التربوية حينها ثلاثة توبيخات من هيئة اليونسكو في الثمانينات من القرن الماضي وهذا كنتيجة للدمار الذي لحق بالتعليم والثقافة كأهم ركيزتي المجتمع في كل الدول ولم يشن حربا قذرة ضد شعبه ذنبه الوحيد أنه إحتكم الى صناديق الإقتراع في إنتخابات كان المؤسس لها هو النظام نفسه ولكنه بدلا من قبول قواعد اللعبة تعمد خلط الأوراق بعد أن منح نفسه الذرائع للإنقلاب على الشرعية لمصادرة إرادة الأمة التى عبرت من خلالها على موقفها من الإستبداد المسلط على رقاب الناس على سخطها عن الأوضاع وعن إنسداد الآفاق امامها,مستندا كما كان في الماضي على قابلية الشعب لأطروحاته دون قيد ولا شرط وحتى من دون ان يكلف نفسه عناء التأكد من مشروعية الحجج التى بنى عليها موقفه من المشهد السياسي في تلك الفترة من عمر الأمة.

فرنسا نجحت في عزل الجزائر عن المجتمع الدولي لتبقى في دائرة التبعية لها وذلك لأنها إستطاعت بفظل عملائها الذين راهنت عليهم ليكونوا إمتدادا لها بعد رحيلها والضراع التى تبطش بها والمؤسس لحقبة أخرى من الإحتلال اكثر بشاعة وليس بسبب ترسانتها العسكرية ان تجعل اللغة الفرنسية دائما في الصدارة كلغة اعمال في المجالات الحيوية وبذلك تم نحجيم اللغة العربية ,التى ظل تعميمها حبيس الأدراج في حين واجه المتحمسون لها مصير الإعتقال والعزل او التصفية الجسدية إذا إستعصى عن الترويض مثلما حصل مع احمد مدغري-ضحية اخرى من ضحايا صاحبنا -,وحصرها في قطاعات غير ذات تأثير على فرنسا وثقافتها كقطاع العدالة على سبيل الحصر او ان تكون لغة للتداول في مؤتمرات الفكر الإسلامي كشكل من اشكال التمويه عن النوايا الحقيقية تجاهها,وذلك على حساب لغات عالمية اخرى كان بإمكانها ان تحرر البلاد من التبعية التاريخية لفرنسا مثل اللغة الإنجليزية التى خسرت كل معاركها مع لغة” فولتير”و”بالزاك” وهيغو”ولم تستطع فرض نفسها في الجزائر على عكس جهات اخرى لم تواجه فيها صعوبات تذكر لتكون اللغة الرسمية فيها.وهذا بسبب إحتكارها للذاكرة الوطنية من خلال وضع يدها على ارشيف الثورة وحرسها على عدم الإفراج عنه ليبقى كورقة مساومة تعود اليها فرنسا كلما احست بحراك سياسي من شأنه كسر التبعية الثقافية لها وبتهديد لمصالحها,مثلما فعلت الولايات المتحدة في عهد جورج بوش مع الجزائر حينما ابدى الرئيس الراحل الشاذلي معارضته لتدمير العراق حيث آثارت ضجة كبرى حول المفاعل النووي بعين وسارة ومخاطره المزعومة.ثم تراجعت بعدما حصل ما حصل للعراق تحجة أن القمر الصناعي …..ارسل معلومات خطأ عن المكان؟؟؟؟

حدث كل هذا وسط غفلة المواطن الذي كان تحت تأثير فرحة التحرر عن فرنسا وهو لا يدري بأنه إستقلال اقرب الى الإستعمار لا يعدو كونه إستبدال قوة بأخرى اكثر شراسة وقمعا ودموية وتنكرا للقيم الإنسانية لأنها لم تسع لوأد جذوة النضال في نفوس المواطنين بل سعت الى كسر كبرائهم وعنفوانهم من خلال طمس مقومات الشخصية فيهم وحملهم على التعلق بجملة من الشعارات الجوفاء التى لا تخدم قضايانا بل تجعل من الإستعمال قدرنا الذي علينا الرضا به والتعاطي معه على هذا الأساس.وقد تمنكن العملاء الى حج كبير في مسعاهم بتوظيفهم للقيم الوطنية لصالح اغراضهم واغراض اسيادهم ما وراء البحر.إذ اصبح الشرفاء خونة وتحول عبيد الأمس الى رموز وطنية بسب ثقافة الزعامة التى عمل الإعلام الموجه على تكريسها في الأذهان من خلال الإستيلاب الفكري كثقافة بديلة عن الوعي القومي.

ومن هنا يتبين أننا بصدد تصفية الإستعمار الجديد وليس بصدد معركة تحول ديمقراطي لأن الشرخ الذي اصاب النفوس عميقا جدا ولا يسمح بالثورة السلمية بسبب مواجهتنا لنظام قمعي لا يتورع في نهج الأساليب الكفيلة بتحقيق اهدافه حتى لو ادى ذلك الى إرتكاب ابشع المجازر وأشنعها.وبالتالي تكون المعارضة السياسية في هذه الحال ضربا من الخيال وسط مناخ سياسي وإجتماعي وإقتصادي يجعل من المواجهة العسكرية امرا محتوما بسبب التعفن الذي طال المجتمع على كافة الأصعدة والذي ادي الى زوال الدولة ككيان دستوري لتتحول الى سجنا بحجم دولة مفتوحا على الهوى الطلق الشعب فيه هو المعتقل والسجان حفنة من شذاذ الآفاق تمكنوا في غفلة منا من سلبنا ثورتنا وتاريخنا وثقتنا في أنفسنا وكرامتنا في النهاية لدرجة أن الجزائري اضحى يستحي أن يشار اليه بالبنان كما كان الحال ايام الثورة المجيدة بسبب الصورة السيئة التى عمل النظام القائم على تكريسها في نظر الرأي العام الدولي والذي يظهر الجزائري ذلك الإرهابي الذي يتوجسون منه خيفة في حين يحمل كل معالم الإنكسار والتخلف والرداءة ….

وهو وضع لن تصلحه التعديلات المرتقبة للدستور التى ستنصب حتما (خلافا لأحلام المتوهمين والطامعين في إصلاحات النظام)على تهيئة الظروف الملائمة للتدخل الغربي في الساحل الإفريقي تلبية لرغبة فرنسا والعم”سام”والتى كانت بكل تأكيد ابرز النقاط التى تركزت عليها زيارة”هولاند”الأخيرة للجزائر في بعدها السياسي بالإضافة الى العامل الإقتصادي طبعا نظرا للصعوبات التى يمر بها الإقتصاد الفرنسي الذي تعود أن يجد متنفسا له في الجزائر في كل مرة تعرض فيها الى هزات تهدد بكساده.

ما حصل غداة الإستقلال من الألتفاف على الثورة وتقزيمها وتصفية رموزها لم يكن نتيجة تقصير المجاهدين الذين ادوا ما عليهم ولكن للصمت المريب الذي لاذت به الطبقة المثقفة التى كان من المنتظر منها حمل مشعل النضال لتدوين ملحمة الثوار حتى لا يطالها النسيان والتشويه وعدم إكتراث المواطن بهذا الإرث العظيم الذي آل اليه والذي تحول لذلك الصبي الذي يحمل سلاحا اوتوماتيكيا ولكن لا يدري ماذا يفعل به فركنه جانبا ونآى عنه ,ليلتقفه اعداء الثورة ليصنعوا منه امجادا لأنفسهم لا يستحقونها كونهم بعيدين كل البعد عنها,لأن من لا يتشبث بماضيه لا يمكن ان يكون له حاضرا ولا مستقبلا بين الأمم

فرنسا ستتمكن من إيجاد البديل عن عملاء الأمس الذين اضحوا بطاقات محروقة لم تعد تخدم المصالح الفرنسية كما فعلت بالأمس عندما زرعت الفارين من جيشها كخنجر مسموم في خاسرة الأمة.ويبدو انها قد إهتدت الى صنف آخر من العملاء في مجموعة ارباب المال والأعمال مثل”ربراب”وغيره من الذين سيحملون مشعل الذود عن مصالح فرنسا في المستقبل.وفي هذا شكلا مهذبا من اشكال التبعية التى لم يعد للبندقية فيها مكانابعد ان اقتنع السواد الأعظم من الجزائريين بتورط النظام في المجازر التى نسبت في وقت ما الى التيار الإسلامي المتطرف الذي ثبت انه هو الآخر صنيعة النظام الفاشي بإمتياز,طالما ظللنا نبحث عن الذرائع لفشلنا ونرفض الإقرار بأخطائنا وننسب إخفاقاتنا الى جملة من الأسباب الواهية التى تنم عن قصور في الرؤية من طرفنا وعدم نضجنا ولامبالاتنا التى باتت رد الفعل الطبيعي عن إستيائنا من الأوضاع التى نتعايش معها كأنها قدر محتوم علينا ليس لنا الى الخلاص منه سبيلا..

محمود حمانه,موظف متقاعد-الجزائر

5 تعليقاً

إضغط هنا للمشاركة بالتعليق

  • أولا أشكرك على الشجاعة في وصف الثورة على حقيقتها بعيدا عن القداسة التي أحاطها بها من إغتالوها و شككوا في كل من أراد أن يسبر في أسرارها أو أراد أن يبحث في أسباب إخفاقها حتى لا تنكشف خيانتهم.
    إن الثورة بكل إخفاقاتها و كل أخطائها تبقى عظيمة عظم الرجال الذين أشعلوا فتيلها لكن من واجبنا أن ندرس أخطاءهم و نتعلم من فشلهم في تحقيق أول هدف من أهدافها ألا و هو إقامة دولة جزائرية ديمقراطية في إطار المبادئ الإسلامية,
    علينا أن نبحث لماذا إستعان بومدين الذي أرسله بالحركى من الجيش الفرنسي و الإدارة الفرنسية في الوقت الذي إغتال من بقي حيا من قيادات الثورة مثل شعباني و كريم بلقاسم و خيثر و غيرهم أو سجنهم مثل آيت أحمد أو الرائد بورقعة؟
    لماذا كان بومدين يسمح للفرنسيين بالتجارب النووية سرا في الوقت الذي يتظاهر بكرهه لفرنسا؟
    كيف تمكن الخونة من الوصول إلى أهم المناصب في الدولة الجزائرية و إستطاعوا تهميش شخصيات كانت من رموز الثورة؟
    الآن و قد تمكن الحركى من السيطرة الكلية على الجزائر وللأسف بمساعدة الإنتهازيين {الوطنيين المزيفين: هل يمكن التخلص منهم بثورة سلمية؟ و هم الذين قتلوا ربع مليون من الشعب كي يبقوا في الحكم, أعتقد أنك أصبت حين قلت أن ذلك مستحيل.
    أعتقد أن أكبر خطأ وقع فيه كل من عارض هذا النظام سواء سياسيا مثل الأحزاب المعارضة أو عسكريا مثل الجماعات المسلحة هو عدم إدراكهم لحقيقة مهمة ألا و هي أن هذا النظام بجيشه و مخابراته و رئيسه و صحفييه و أئمته و مفكريه و محلليه ما هو واجهة للإستعمار ترعى مصالحه و تنوب عنه في القتل و النهب و التدمير و أن فرنسا لن تسمح بسقوط هذه الواجهة و ستدعمها بكل الوسائل و أنه إن سقطت هذه الواجهة ستتدخل عسكريا لأن فرنسا بكل بساطة لن تقبل بنظام
    جزائري مستقل حتى لو كان علمانيا ملحدا.
    إن الطريق إلى الإستقلال مازالت طويلة و أول خطوة هي أن نفيق من الأحلام و نغربل تاريحنا من بطولات قويدر الزدام و أن نتعلم من أخطائنا و أخطاء من سبقونا في النضال

  • شكرا علئ صاحب المقال اوافقك في بعض النقاط لكن اخالفك في امر واحد و هي قضية المليون و النصف شهيد و ساعطيك الجواب و الدليل فرنسا عندما احتلت الجزائر سنة ثلاثون و تسع مئة و الف كان عدد سكان الجزائر حوالي تسع ملايين نسمة و عندما خرج الاستعمار اي بعد قرن و ثلاثون سنة كان عدد سكان الجزائر سنة اثنان و ستون حوالي تسع ملايين نسمة و هذه الاحصائيات رسمية فكيف لشعب بعد مئة و ثلاثون سنة لا يتكاثر هذه اما معجزة او اما ان هذا الشعب تعرض لابادة جماعية و الدليل مجرد خمسون سنة يعد الاستقلال الجزائر اصبح عدد سكانها تقريبا اربعون مليون نسمة اي من تسع ملايين الئ اربعون في ضرف خمسون سنة ثلاثون مليون زادت في خمسون سنة اما في مئة و ثلاثون سنة الشعب بقي عدده تسع ملايين اهذا يعقل هذا دليل ان عدد القتلئ و ضحايا الاجرام الفرنسي الاستعماري يعد عددهم علئ الاقل سبع ملايين قتيل و هذه النسبة صغيرة انا اعطيتك هنا احصائيات وفق معدل النمو السنوي لذا قضية مليون و نصف شهيد انا اعتبرها خاطئة نعم لان مليون و نصف قليل جدا وفق الشهداء الحقيقيين بل العدد الحقيقي اكثر من سبع ملايين اي منذ الاحتلال الئ الاستقلال فهل يعقل بعد قرن و ثلاثون سنة فرنسا في دخولها وجدت عددنا تسع ملايين و في خروجها بعد قرن و نصف العدد تسع ملايين لم يتغير هذا دليل عن المجازر التي قام بها المستعمر للابادة الجماعية كي يتخلص من العرق الجزائري البربري و المتخلف في نظرهم و يستخلفه بالمعمرين و في مدة خمسون سنة بعد الاستقلال اصبح عددنا اربعون مليون طبعا انا اعلم ان الحالة المعيشية اصبحت جيدة و الصحية لكن هذه ليست حجة بان الشعب الجزائري منذ استعماره بعد قرن و ثلاثين سنة لم يتغير عدد سكانه اي تسع ملايين لمدة قرن و نصف لو تقول هذا لاي دكتور بيولوجي او في علم الاحصاء سيقول لك ان هذا الشعب تعرض للابادة لذا لا داعي يا اخي للشك في قضية المليون و النصف شهيد لان العدو و المشككين في الثورة هذا ما يريدون

  • المشكل الحقيقي للشعوب العربية و خاصة الجزائر هو التخلف و الامية التي كانت تعم اوساط المجتمع و يكفي لرؤية ارشيف سنوات الخمسينيات و الاربعينيات و الافلام الوثائقية للارشيف التي تظهر اجدادنا كانهم الهنود الحمر يعيشون في تخلف و ضلام اعمئ لا يحسنون حتئ البناء يسكنون الاكواخ بالطوب يعني القربي و حتئ في العصر الاموي و العباسي و الفاطمي كانو متقديمين في المعمار و في المعيشة عن حالة اجدادنا في الخمسنيات و طبعا كل هذا التخلف بسبب الاستعمار الفرنسي الذي همش الجزائري و اعتبره مخلوق تحت الانسانية و صوره للعالم انهم مثل الهنود الحمر و المستعمر جاء لينورهم بالتقدم كي يصبحو مجتمع طبعا هذه هي الحقيقة المرة التي يريد الاغلبية تجاهلها الذين يرمون بانفسهم اليوم في احظان فرنسا التي كانت تعامل اجدادهم و اباءهم انهم حيوانات لا انسانية انا متاسف عن هذا التعبير لكنها الحقيقة يجب استعمال هذه الالفاظ ضد كل من يحاول ان ينسئ كيف كانت فرنسا تعامل ابوه و جده و جدته و اليوم تقلدو مناصب او اصبحو وزراء او قيادات يظنون ان فرنسا صديقتهم و تحبهم هه رغم ان فرنسا لم تتغير و لازالت تعيش بالفكر العنصري المتمثل في احتقار كل من هو جزائري و مع هذا نظامنا اليوم يريد تجاهل هذا و يريد ان يصور للجميع ان فرنسا تحبهم و صديقتهم و والله لو كانت الجزائر دولة فقيرة دون بترول لقامت فرنسا بمقاطعة الجزائر دبلماسيا نهائيا و لقامت بطرد كل الجزائريين الذين يعيشون علئ اراضيها ايها الجزائري ايها الرئيس ايها الوزير ايها الجنرال ايها الدكتور ايها الاعلامي ايها المثقف لا تنسو ان فرنسا التي تريدون التقرب منها اليوم كانت تعتبركم يوما ما انكم خلق متخلف بربري و كانت تسمي اجدادكم الهنود الوسخين indigène و كانتم تدرسون في مدارس خاصة بكم لا يحق لكم الاختلاط في المدارس باولاد الاوربيين الذي كانت تعتبرهم فرنسا بشر اما انتم دون البشر فهل نسيتم فمن يريد النسيان و طمس الحقيقة المرة المؤلمة و الوقوع في احظان من كان يعاملك بالامس بهذه المعاملة اللانسانية و مع هذا لم يعتذرو و الذي يعترف ليس كالذي يعتذر فعندمئ يصفعك شخص علئ خدك ثم يعترف و يقول لك بالامس صفعتك علئ خدك لكنني لن اعتذر ماذا يعني هذا هولاند جاء الئ البرلمان و قال لكم نعم بالامس ذبحناكم و قتلناكم و مسحنا كرامتكم و اغتصبنا نسائكم و كل هذا شيئ قاسي و مؤلم و اعترف بانه مؤلم لكننا نريد طي الصفحة دون الاعتذار فقام اغلبية وزرائنا و قياداتنا يصفقون فارحين ماذا يعني هذا و الله مهزلة مهزلة فاقول لكم انا حفيد شهيد استشهد و هو يقاتل و يكبر و جدي الشهيد نفسه من احفاد عشيرة تم ابادتها جماعيا في عهد الثورات الشعبية انني لن اسمح بكرامتي و ثاري و لهذا قمت بالثار من عدة فرنسيين و فرنسيات بطريقتي الخاصة لكنني مسحت بكرامتهم دون شفقة كما لازال يفعل ابناء الجزائر بفرنسا فعلئ الاقل نحن ارجل منكم يا حكام الكراسي و الذل و الجبن و انا لا اقصد الجميع لكن الاغلبية التي رحبت بهولاند تفو علئ كل رخيس باع كرامته تفو

  • الى الأخ احمد
    شكرا على إهتمامك بالمقال وعلى ملاحظاتك.
    اما بالنسبة للخلاف الذي يطرحه عدد الشهداء الذين سقطوا خلال حرب التحريروهناك سبيبن اثنين يدلان على ان الرقم جرى تضخيمه لحاجة في نفس يعقوب:
    1-حرب التحرير دامت كما هو معرف سبع سنوات ونصف اي 90 شهرا او 2700 يوم.وبقسمة 1.500.000 شهيد على 2700 نحصل على 555 .هل يعقل ان تقتل فرنسا هذا العدد يوميا؟
    2-خلال الأزمة التى حصلت بين مصر والجزائر بسبب مباراة التأهل لكأس العالم 2010,تناولت بعض الصحف المصرية هذا الموضوع مشيرة الى أن جمال عبد الناصر نصح بومدين برفع هذا الرقم لعدة اسباب.وعندما نتذكر الحرس الذي تليه السلطات لهذه الفئة بالذات دون غيرها من الجزائريين نستنتج ان الرقم مبالغ فيه,وإلا ماذا يدفع السلطات لرفع منح الشهداء تلقائيا كل عام دون مظاهرات او إحتجاجات لولم يجنون من ورائها اموالا طائلة؟
    3-هناك سببا ثالثا ولكن لا يعتد به طالما المتحدث كان جنديا في صفوف قوات الإحتلال والذي كشف التضخيم المتعمد لهذا الموضوع قائلا:بان فرنسا عندما تعدم مواطنا يتم تسجيله في نفس الوقت في سجلات الجيش والحالة المجنية بالبلدية,اي ان عدد القتلى موثق.وقد ترك هامش ال50الف نظرا لأن هناك حالات يصعب إحصاؤها.ولكن العدد لا يمكن ان يصل الى المصرح به مهما كانت الإعتبارات.
    اما عن الإحصائيات التى ذكرتها قبل وبعد رحيل المستعمر’اقول لك بأن نسبة النمو الديمغرافي إبان الإحتلال وخاصة في فترة حرب التحرير لا تساوي النسبة المعروفة فيما بعد,وذلك نظرا لظروف الإحتلال وما رافقها من فقر ومرض تسبب بكل تأكيد في الكثير من الوفيات.
    والإشكال مطروح ليس فقط بالنسبة للشهداء الذين سقطوا اثناء الحرب بل هو نفسه المتعلق بضحايا سطيف,قالمة وخراطة الذي يذكر المصادر الفرنسية بأنه ليس 45000 كما هو معروف وإنما يقارب الفا قتيل فقط.
    ثم أن هناك شيئا هاما وهو أن النظام القمعي في الجزائر ورغم كل الأساليب الفاشية التى إستعملها لم يتمكن من قتل اكثر من ربع مليون مواطن حلال 10 ستوات رغم الطائرات التى إستعملها هو كذلك والتصفيات الجسدية خارج نطاق القانون الخ…فكيف لفرنسا ان تبيد 6 اضعاف هذا العدد خلال 7 سنوات فقط؟

  • شكرا يا اخي حمانة علئ هذه المعادلة التي قدمتها و الله لم انتبه لهذا و فعلا معادلتك صحيحة و منطقية مليون و نصف شهيد لو نقسمها علئ عدد الايام سنحصل علئ خمسة مئة و خمسة و خمسون تقريبا يوميا خلال سبع سنوات و هذا مستحيل لان حتئ النازيين في الجريمة المنظمة بالغازات في قتل اليهود لم يصلو الئ هذه النتيجة شكرا يا اخي حمانة فبموضوعك هذا انتبهت لشيئ لم يخطر ببالي ابدا و هو ان تضخيم عدد الشهداء هناك ورائه اموالا طائلة و هذا دليل انه توجد جهات في اعلئ هرم السلطة تستفيد من هذه الاموال معناه اذا كانت عندنا في الجزائر مليون عائلة مستفيدة من هذه المنح فهذا دليل انه يوجد اكثر من خمسة مئة الف ملف وهمي و الامر يعد بملايين و قصة رواها لي والدي و هو ابن شهيد انه في سنوات الستينيات قامت حكومة بومدين بتعديل قوائم لابناء حركة عائلاتهم تتقاضئ منح اولاد الشهداء و الله يا اخي حمانة والدي روئ لي هذه القصة طبعا المواطنون في ذالك الوقت لم يفهمو ما وراء هذا لكن الان بدءنا نفهم انا عندما ذكرت ان فرنسا قامت بجرائم و ان عدد الضحايا ممكن ان يكون اكثر من مليون كنت اقصد منذ قرن و ثلاثون سنة لانه في بداية الاستيطان هناك قرئ تعرضت للابادة الجماعية مثل قرية اولاد رياح بضواحي مستغانم حيث قام المستعمر بحرق اهالي لقرية اختبءو في مغارة هذا في بداية الاستيطان و شكرا علئ موضوعك القيم