سياسة

الجزائر تلغي صفقة أسلحة مع أمريكا بسبب شروط تتعلق بإسرائيل

وزارة الدفاع تدرس البديل مع أوروبا والهند
apache_helicopter_algeria
تدرس وزارة الدفاع الوطني تغيير أكثـر من نصف قائمة طلبات اقتناء معدات عسكرية وتجهيزات من الولايات المتحدة الأمريكية، وشرائها من فرنسا وألمانيا وروسيا والهند، بعد خلاف بين الدولتين حول شروط صفقة سلاح أمريكية للجزائر.
أبلغت وزارة الدفاع الجزائرية المسؤولين الأمريكيين، في بداية شهر ماي الجاري، بأنها ستضطر لتغيير وجهتها نحو مصانع السلاح في فرنسا وألمانيا والهند وروسيا، بعد خلاف حول صفقة سلاح تفوق قيمتها 7 مليار دولار على مدى سنوات قادمة. وقررت وزارة الدفاع تقليص قائمة السلاح المطلوبة من الولايات المتحدة، بعد انقضاء سنة كاملة من التفاوض بين الطرفين حول شروط وقائمة الأسلحة التي ستتسلمها الجزائر.
وقال مصدر عليم لـ”الخبر” إن وفد الكونغرس الأمريكي الذي زار البلاد، الأسبوع الماضي، ناقش مع رئيس الجمهورية قضية الخلاف حول صفقة السلاح، وطلب منه منح فرصة للمفاوضين حتى لا تحرم الصناعة الحربية الأمريكية من صفقة سلاح شديدة الأهمية، في عز الأزمة الاقتصادية العالمية. وتشير معلومات حصلت عليها ”الخبر” إلى أن الخلاف بدأ عندما تحفظ الأمريكيون على طلب الجزائر الحصول على طائرات بدون طيار حديثة تستعمل في عمليات مراقبة الحدود ومكافحة الإرهاب، ومعدات تنصت عالية التقنية تستعمل في التجسس وتعقب الإرهابيين، وصواريخ دقيقة التوجيه يمكنها إصابة الهدف بدقة شديدة. وكان مبرر التحفظ احتمال تسرب هذا العتاد إلى دول معادية لإسرائيل ومنها للمنظمات الإرهابية.
وتطور الخلاف بعد أن أبلغ الأمريكيون الجزائريين بأن المعدات الحربية التي يطلبونها ستسلم على دفعات، ويترافق تسليمها مع تقدم المفاوضات حول تسهيلات طلبتها قيادة الجيش الأمريكي في أوروبا من الجزائر حول السماح لطائرات النقل العسكري وطلعات جوية للطيران الأمريكي فوق الأجواء الجزائرية، خاصة في الجنوب، ومنح تسهيلات أخرى للقوات الأمريكية. وقوبل الطلب بالرفض، وقررت الجزائر إيقاف المفاوضات حول 4 أصناف من الأسلحة طلبتها بعد أن أبلغ الجانب الأمريكي الجزائريين أن هذه الأصناف ستسلم بنوعية أقل تقدما من تلك الموجودة لدى جيوش دول أوروبية والجيش الأمريكي خوفا من تسرب التقنية الحديثة.
وكان وفد من وزارة الدفاع قد زار الولايات المتحدة الأمريكية ومصانع الأسلحة بها في 3 مناسبات بين عامي 2008 و2009 في إطار التفاوض حول صفقة السلاح، وتتجه وزارة الدفاع، حسب مصدرنا، لتحديث أسطولها من الطائرات العمودية القتالية باقتناء طائرات ”أباتشي إي” الأمريكية التي قد تغير بـ”تايغر” الأوروبية أو ”كاي ”50 الروسية أو ”مي 28 إي” كما تحتاج لعشرات طائرات الاستطلاع دون طيار وطائرات نقل عمودية خاصة من الفئة التي تمكث في الجو بين 15 و24 ساعة، وقد تضطر لاقتناء أنواع أقل تطورا منها من ألمانيا أو جنوب إفريقيا. وتنظر وزارة الدفاع في عدة خيارات لاقتناء فرقاطات بحرية حربية من روسيا، فرنسا، ألمانيا وبريطانيا.

المصدر :الجزائر: أحمد ناصر
2009-05-31
http://elkhabar.com/quotidien/?ida=159031&idc=30&date_insert=20090530

كلمات مفتاحية