سياسة

بعد أن كان دورا تؤديه الصحف الجزائرية فقط: الصحف الأمريكية واللندنية تروج لأفغانستان جديدة في الساحل

على مدى ثمانية سنوات روجت الجرائد الجزائرية بأمر من أجهزة المخابرات لتورا بورا وأفغانستان في الساحل و الصحراء بما في ذلك الجنوب الجزائري، و تأتي جريدة “الخبر” اليوم لتتهم الصحف الغربية بممارسة الدور القذر نفسه، فهل هذا حلال على الجرائد الجزائرية، حرام على الصحف الغربية:

الصورة أدناه مثال من مئات الأمثلة التي نحتفظ بها لذلك الترويج و التضخيم الذي أوصلنا للوضع الكارثي اليوم و الذي يهدد الجزائر في وحدتها و استقلالها:
elkhabar_28_10_2010

الصحف الأمريكية واللندنية تروج لأفغانستان جديدة في الساحل
فرنسا تحولت إلى محام للجزائر حسب الصحف الباريسية
الاثنين 21 جانفي 2013 الجزائر: ف. جمال

تروج صحف أمريكية وغربية لخطر متزايد للقاعدة في شمال إفريقيا والساحل، ويظهر بعض منها تشاؤما واضحا من انعكاسات الهجوم على منشأة الغاز في عين أمناس.
كتبت ”واشنطن بوست” المقربة من اليمين المحافظ في الولايات المتحدة، أمس، عن انتهاء عملية احتجاز الرهائن ومقتل الخاطفين، وتحدثت عما أسمته ”مؤشرا جليا على أن نفوذ تنظيم القاعدة والميليشيات الموالية له آخذ في التصاعد في الغرب الإفريقي”. ولاحظت الصحيفة التي تدفع لتدخل عسكري لبلادها في المنطقة، أن الرئيس الأمريكي رفض توجيه النقد لطريقة معالجة السلطات الأمنية الجزائرية لأزمة الرهائن، في خطابه بمناسبة تنصيبه لعهدة جديدة.
وكتبت ”نيويورك تايمز” أن النبوءة التي كان العقيد الراحل معمر القذافي يرددها، للتهديد بأنه في حال سقوط نظامه ستنتشر الفوضى وتندلع حرب مقدسة في شمال إفريقيا بما يذكر الناس بعصر القراصنة، قد اتخذت منحى جديدا مع انبثاق أزمتي مالي والرهائن في الجزائر. وقالت: ”إنه عقب أربعة أشهر من مقتل السفير الأمريكي في ليبيا على يد جهاديين، جاءت أزمتا مالي والجزائر لتزيد من الشعور بأن منطقة شمال إفريقيا تحولت إلى منطقة خطيرة وغير مستقرة تنذر باندلاع حرب أهلية دموية، تشبه ما حدث في سوريا”، مشيرة إلى أنه رغم تعدد أسباب انتشار الفوضى في الصحراء الإفريقية إلا أنها تعطي تذكرة قاتمة حول ثمن الإطاحة بالنظام الاستبدادي الذي عاشته ليبيا وتونس طيلة أعوام.
ونشرت ”صنداي تليغراف” البريطانية تحليلا للسفير البريطاني السابق في الجزائر، غراهام هاند، بعنوان ”دولة فتية سئمت الإرهاب”، يقول هاند إن المرة الأولى التي يتم فيها استهداف قطاع الغاز في الجزائر تمثل تغييرا مثيرا للقلق.. ويرى الكاتب أنه في حال اختار ”الإرهابيون” أن يستهدفوا بقوة أكثر موارد البلاد بحثا عن الأرباح، فإن العواقب ستكون وخيمة على الجزائر.
وحذر الكاتب باتريك كوكبيرن (أندبندت) من حدوث مزيد من المتاعب بسبب التدخل العسكري الفرنسي، واعتبر عملية اختطاف الرهائن في الجزائر كأحد إفرازات العملية العسكرية الفرنسية في مالي وإستراتيجية التعامل مع نشاط المتشددين الإسلاميين هناك. وأوضح في المقال تحت عنوان ”الحرب على الإرهاب دفاع مغر، لكن ليس بهذه البساطة”، إنه كان من المحتمل دائما حصول عواقب كبيرة للتدخل العسكري الفرنسي في مالي في أجزاء أخرى من المنطقة.
وبالعكس، تسعى الصحافة الفرنسية إلى تقديم تحاليل للنأي بمسؤولية فرنسا غير المباشرة عن اختطاف الرهائن والعملية العسكرية في شمال مالي، وكتبت ”لوفيغارو” نقلا عن مسؤول سابق في المخابرات الفرنسية، أن ”الظروف التي أحاطت بعملية احتجاز الرهائن بمنشأة الغاز بالجزائر، تظهر أن ”الإرهابيين” والجهاديين خططوا لها منذ فتره طويلة وأن سرعة وتيرة الأحداث في مالي دفعت ”الإرهابيين” إلى تعجيل عمليتهم في الجزائر. ورجح الخبراء أن يكون القائمون على عملية احتجاز الرهائن قد دفنوا أدواتهم اللوجيستية وكل احتياجاتهم لتنفيذ العملية من أسلحة ومواد غذائية ووقود وأجهزة الهواتف المحمولة، منذ وقت في الصحراء، وحددوا مواقعها بسهولة عن طريق خاصة (جي. بي. آس). وأشارت صحف فرنسية إلى تحول باريس إلى محام للجزائر، وسط موجة انتقادات غربية لطريقة معالجتها لأزمة الرهائن، وتولى المسؤولون الفرنسيون الاتصال بالعواصم الغربية لتجنب انتقاد السلطات الجزائرية، وظهر ذلك في خطب الرئيس الأمريكي والوزير الأول البريطاني.

http://www.elkhabar.com/ar/politique/319440.html?fb_action_ids=10200231620104032

الخبر قبل سنتين:

”الخبر” تقدم البيانات الكاملة لملف الإرهاب في الساحل
7 دول تشن حربا مفتوحة على 300 إرهابي من إمارة ”تورا بورا” الصحراء PDF

أعلن رؤساء أركان جيوش 7 دول في منطقة الساحل والصحراء الحرب على الإرهاب السلفي التكفيري في الساحل، أو ما أصبح يسمى بـ”تورا بورا الصحراء”. ورغم أن ما يسمى إمارة الصحراء لا تضم في صفوفها -حسب مصادر أمنية- سوى ما يتراوح بين 100 و300 عنصر إرهابي، فإنها تعد الرابعة من ناحية الأهمية والتأثير بعد تنظيم القاعدة الدولي في أفغانستان وحركة الشباب المجاهدين في الصومال وقاعدة العراق واليمن.
خطفت إمارة الصحراء أو المنطقة التاسعة في قاعدة المغرب من الرعايا الغربيين على مدى 8 سنوات أكثـر من أي فرع من فروع تنظيم القاعدة الأخرى عبر العالم، فهي مسؤولة عن خطف 46 رعية غربية، وقتل 4 فرنسيين وأمريكي وبريطاني من موريتانيا والنيجر و3 سعوديين من مالي.
وانخرطت قبل فترة 7 دول إفريقية هي الجزائر وليبيا وموريتانيا ومالي والنيجر وبوركينافاسو وتشاد في تنسيق عسكري وأمني يهدف للقضاء على أتباع تنظيم القاعدة في المثلث الحدودي بين الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، دون إغفال دور دول أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإسبانيا في التصدي للمخاطر الأمنية بالساحل.
إمارة.. تورا بورا الصحراء
لجأ الخارجون عن القانون والفارون من العدالة على مر العقود الماضية للاختفاء في صحراء شمال مالي التي تعرف حاليا بـ”تورا بورا الصحراء”، ويمكن تسميتها بأنها صحراء داخل الصحراء الإفريقية الكبرى، وتمتد من عرق تينزروفت الذي يخترق الجزائر ومالي وموريتانيا غربا إلى جبال تيبستي شمال غرب تشاد، ومن وديان إهيرين جنوب جبال الهوفار الجزائرية شمالا إلى تخوم نهر النيجر جنوبا. وتفوق مساحة هذه المنطقة التي تمتد على شكل يشبه مثلث بزاوية منفرجة، 720 ألف كلم مربع، أي أكثـر من مساحة دولتين أوروبيتين هما فرنسا وهولندا. ويعرف هذا المثلث الحدودي الممتد عبر دول موريتانيا ومالي والنيجر والجزائر بتضاريسه المتنوعة من جبال أفوغاس شمال مالي، إلى جبال إير تينغابوغا وأكادس في شمال النيجر، إلى هضبة جادوا في شمال النيجر التي تربط بين الجزائر وليبيا وتشاد. ويمكن عبر مسالكها الوعرة الوصول إلى جبال الطاسيلي. وقد استعملها عبد الرزاق البارا في إخفاء الرهائن الألمان والنمساويين في عام .2003 وتعد المنطقة ملاذا آمنا لأي شخص يريد الاختباء أو التمرد، ذلك بأنها بلا سلطة فعلية لا أجهزة أمن ولا يوجد هنا سوى سلطة شيوخ قبائل التوارق وهي قبائل إيفوغاس، إيزغر، إيمنان، إيمقاد، مكرغاسن كيل أوهات، والقبائل العربية الكتنة والبرابيش الوسرة وإيرغنان وقبائل الزنوج الصونغاي والفولان، وقبائل التبو التي تقطن شرق النيجر وشمال غرب تشاد. وتسود السلطة القبلية في المنطقة لدرجة أن بعض القبائل لها ميليشياتها المسلحة كما هو الحال بالنسبة لقبيلة إيفوغاس التارفية وقبيلة الصونغاي المالية الزنجية التي أسست ميليشيا غند غوي أو ملاك الأرض.
ووسط كل هذه الفوضى وغياب سلطة الدولة ينتشر التهريب وتسود سلطة الخارجين عن القانون الذين التفّت حولهم عصابات مسلحة كبرى تنشط في المنطقة مثل عصابة حمادو في شمال النيجر وعصابة آرير وغيرها، وتحمي هذه العصابات المهربين الذين تحولوا إلى قوة اقتصادية رهيبة. وتشير تقارير أمنية إلى أن عائدات مهربي السجائر والكيف المغربي والكوكايين الكولومبي عبر الصحراء الكبرى مرورا بشمال مالي، يجنون سنويا مليار دولار أو أكثـر، يحصل منها الإرهابيون وأفراد العصابات المسلحة على جزء في شكل أتاوة، وتصل الأسلحة التي تباع بصفة سرية إلى هنا من تشاد التي تشهد صراعات مسلحة، ومن الكونغو، ومن أوغندا وكينيا والصومال مرورا ببلدان إفريقية.
حاجز مزيف.. ينشئ كتيبة الملثمين
نصب إرهابيون من الجماعة الإسلامية المسلحة حاجزا مزيفا على الطريق في منطقة بوتركفين جنوب مدينة الأغواط، وفي نهاية شهر سبتمبر من عام .1995 في مساء ذلك اليوم توقفت حافلة قادمة من الجزائر العاصمة ومعها عدة سيارات أجرة، وبعد أقل من 40 دقيقة من توقيف الحافلة والسيارات، شرعت المجموعة الإرهابية في التقتيل بين المواطنين العزل، وكانت النتيجة هي مقتل 46 شخصا بعضهم ذبح بدم بارد وأعدم الباقون رميا بالرصاص، ووجهت في حينه أصابع الاتهام لكتيبة الصحراء ضمن الجماعة الإسلامية المسلحة، بقيادة أميرها الجديد المدعو عبد القادر بن عبد النبي. في ذلك اليوم أطلقت مصالح الأمن تسمية كتيبة الملثمين عل منفذي الاعتداء، حيث كانوا جميعا ملثمين خلال مجزرة بوتركفين، ولازم اسم كتيبة الملثمين الإرهابيين في الصحراء لنصف عقد تقريبا، لم يدرك صانعو هذا الحدث في ذلك اليوم الدموي بأنهم من حيث لا يدرون وقعوا شهادة ميلاد أمير الصحراء الجديد الإرهابي بلمختار مختار، فبعد ساعات من تنفيذ هذه المجزرة ضد 46 مدنيا أغلبهم من مدينة غرداية، قرر قائد الناحية العسكرية الرابعة آنذاك العميد سعيدي فضيل الإشراف شخصيا على ملاحقة الإرهابيين والقضاء عليهم، وسخرت قيادة الجيش لهذه العملية كتيبتي صاعقة من القوات الخاصة هما الكتيبة 98 والكتيبة 12 قوات خاصة، ومعهما قوات جوية كبيرة.
استمرت مطاردة كتيبة الصحراء 7 أسابيع ثم وقع الإرهابيون في فخ الجيش في منطقة بريزينة بين ولايتي غرداية والبيض في بداية شهر ديسمبر1995، وتمكن الجيش من قتل 16 إرهابيا أغلبهم من مدينة غرداية، وكان من بين القتلى الأمير عبد القادر بن عبد النبي، وتمكن 22 إرهابيا يومها من الفرار من حصار الجيش، وكان من بين الناجين شخص مغمور في ذلك اليوم اسمه مختار بلمختار أو خالد أبو العباس الأفغاني، قدم قبل 3 سنوات من أفغانستان مع صديقه ابن بلدته أبو إسحاق الأفغاني أو غريقة إبراهيم، وكان الأول يكنى الأعور.. في هذا اليوم ولد أمير الصحراء الذي عين أميرا للناجين من حصار الجيش، ثم نجا فيما بعد في أكثـر من 20 مناسبة من الموت، وفي عدة مرات من محاولات اغتيال قامت بها مخابرات أجنبية وزملاء في الجماعة الإسلامية المسلحة.
”الأعور”.. بين طوارق وعرب وزنوج
تختصر سيرة الإرهابي بلمختار كل قصة النشاط الإرهابي في الجنوب الجزائري ودول الساحل الإفريقي، فالرجل يعد أول من تمكن من البقاء على قيد الحياة كأمير مسؤول من الجماعة الإسلامية المسلحة ثم الجماعة السلفية للدعوة والقتال على مدار 12 سنة على الأقل، ثم إنه من وضع التكتيكات القتالية المعتمدة حاليا من قبل الإرهابيين في حرب الصحراء التي خاضوها تحت إمارته وإمارة عبد الرزاق البارا وعبد الحميد السوفي ويحي جوادي. وتختصر هذه التكتيكات العسكرية في التخلي عن المواقع الثابتة والاعتماد على الحركة في الصحراء بواسطة سيارات الدفع الرباعي التي تكون في العادة مموهة بشكل جيد، وأجهزة تحديد الموقع جي.بي.أر.أس، والتحرك عبر عدة دول صحراوية لتلافي الحصار، والاعتماد في التموين على السلب والنهب ضد الشركات النفطية، ثم التعامل مع المهربين. استفاد بلمختار أو خالد أبو العباس عند تنصيبه على رأس كتيبة الصحراء التي سميت فيما بعد بكتيبة الملثمين من خبرة مهربي السجائر في الجنوب الجزائري، ووظفها في نشاطه الإرهابي ثم طورها وتنقل على مدار 12 سنة عبر الحدود الدولية الفاصلة بين 5 دول هي الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر وتشاد، وتمكن بهذه الطريقة من تضليل الأجهزة الأمنية التي لاحقته باستمرار، ونسج علاقات قوية مع المهربين وزعماء العصابات المسلحة في كل هذه الدول دون استثناء. وكان شديد الذكاء في تعامله مع الواقع السائد في دول الساحل الإفريقي، فلم يبادر أبدا لمنع أي شيء يناقض التوجه السلفي الجهادي للجماعة الإسلامية المسلحة ثم للجماعة السلفية، والغريب أن هذا يتناقض تماما مع سلوك باقي أمراء الجيا -الجماعة الإسلامية المسلحة- ففي هذه المناطق ينتشر السحرة والدجالون وتنتشر الآفات المختلفة وتعد الطرقية والزوايا مقدسة لدى الكثير من قبائل البدو الرحل من طوارق وعرب وزنوج، ورغم هذا فإن أمير كتيبة الملثمين الذي كان يتحرك باستمرار في هذه المناطق لم ينكر أي من هذه التصرفات وغيرها، بل على العكس يعتقد بأنه وفر الحماية المسلحة لقوافل مهربي السجائر التي تعد حراما في الدين الإسلامي والمخدرات وكل شيء ممنوع، هذا التصرف البراغماتي ساهم في إطالة عمر أمير كتيبة الصحراء وحافظ على جماعته التي تحولت بسرعة إلى أهم مصادر تموين الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالمال والسلاح.
أول أمير للجماعات المسلحة في الجنوب الجزائري كان المدعو حليس محمد أبو طلحة الجنوبي الذي ينحدر من ولاية الأغواط، وكان موقع نشاطه في البداية جبال بوكحيل بولاية الجلفة إلى منطقة المنيعة، قبل أن تقضي قوات الأمن عليه بين عامي 2003 و2004 وخلفه في هذا المنصب أبو تراب عبد المنان من ولاية الجلفة، ثم بعده المدعو الشيخ عمار من ولاية الجلفة. وتشير روايات إلى أن الشيخ عمار اغتاله أتباع بلمختار في بيت معزول بجبل بوكحيل، هذه الرواية تتطابق مع ما قاله إرهابي جزائري قبضت عليه قوات الأمن النيجيرية في عام 2002 وسلمته للجزائر ويدعى صالح حبيلس.
بعد القضاء على أبوطلحة الجنوبي حاول الإرهابيون إعادة تنظيم صفوفهم فتقرر تقسيم الجماعة إلى مجموعتين الأولى تنشط عبر محور الأغواط-بوكحيل-القعدة بقيادة أبومروان المدني، والثانية في منطقة غرداية متليلي المنيعة بقيادة بيدة بشير من متليلي ويدعى حمزة الذي حوصر وقتل في متليلي وخلفه فيما بعد مصيطفى الذي قتل في قرية منصورة في عام 2005 ثم عين بن عبد النبي عبد القادر الذي قتل هو الآخر في نهاية عام 2006 ثم آلت الإمارة لبلمختار في بداية عام .2007 ثم حاول إرهابي يدعى طلحاوي تنفيذ عدة اعتداءات في أدرار لكن الخلية التي أوفدها بلمختار لإشعال الوضع في هذه الجهة باءت بالفشل بعد إيقاف عدد من المتعاونين مع بلمختار. بدأ تنظيم الخلايا السرية في الصحراء بتعاون بين المدعو عبد السلام.ب من المنيعة وزميل له لا يمكن ذكر اسمه لأسباب أمنية والطالب بوجمعة من ولاية تمنراست، حيث شرع الإرهابيون في الاستعانة بأشخاص من جنسيات إفريقية متعددة في صيف عام 2007 ومنذ ذلك التاريخ بات الفرع الصحراوي في الجماعة الإسلامية المسلحة ثم الجماعة السلفية ثم قاعدة المغرب تنظيم متعدد الجنسيات.
حرب الزعامة.. بين أمراء المناطق
وتشير روايات متعددة لتائبين عادوا من شمال مالي قبل سنوات إلى أن مختار بلمختار قرر بعد استشارة مفتى كتيبة الملثمين ومجلسه الفقهي التمرد على زيتوني أمير الجماعة الإسلامية المسلحة بحجة أن الجماعة الإسلامية المسلحة خالفت الشريعة عندما استحلت دماء المسلمين، ثم كان من أوائل من اتصل بحسان حطاب عند تمرده على الجماعة السلفية، وفي عام 2001 قضت قوات الجيش على 12 إرهابيا بعد أن استولى هؤلاء على سيارتي دفع رباعي في قاعدة نفطية تقع 200 كلم جنوب المنيعة بأمر من الأعور، وفهم أتباع بلمختار أن عملية السطو على سيارات الدفع الرباعي غير المبررة كان هدفها الوحيد هو أن يتخلص بلمختار من أشد معارضيه في الجماعة وهو ”أبو ياسر البقيعي” جميري سعد القادم من ولاية الشلف، وهنا قرر أعضاء الجماعة إيفاد غريقة نور الدين إلى حطاب لكي ينظر في أمر تآمر بلمختار على أتباعه، وتبعا لهذا وفي عام 2002، أوفد حطاب عبد الرزاق البارا أمير المنطقة الخامسة وعينه أميرا على الصحراء، وهنا تمرد بلمختار على البارا وتبعه أبو إسحاق الأفغاني غريقة إبراهيم صديقه المخلص في تمرده، بينما التحق عدد من أتباع بلمختار بالأمير الجديد البارا ومنهم عبد الحميد أبو زيد أو حمادو عبيد أو حميد السوفي الذي كان ينشط حتى عام 1999 في جبال ولاية باتنة وبالتحديد في جبال كيمل ومستاوة وصولا إلى جبال بسكرة. وقد نجا أخطر الإرهابيين في الصحراء حاليا السوفي أو أبو زيد قائد كتيبة طارق بن زياد من الأسر في تشاد، بعد تخلفه عن قائده عبد الرزاق البارا الذي وقع في فخ المخابرات المركزية الأمريكية في تشاد، فكان مصيره في النهاية الأسر على يد الحركة من أجل العدالة والديمقراطية في جبال تيبستي في تشاد، وبعدها عاد بلمختار إلى قيادة المنطقة التاسعة أو كتيبة الملثمين في الجماعة السلفية في عهد نبيل صحراوي، وكانت النهاية مع تعيين درودكال أو عبد الودود أميرا للجماعة السلفية، حيث رأى بلمختار أنه الأحق بالإمارة منه لما له من تاريخ في العمل السري التكفيري منذ أيام أفغانستان، ثم توجس بلمختار من قرار تعيينه في مجلس أعيان إمارة الجماعة السلفية ودعوته للالتحاق بمعاقلها في شرق العاصمة، وفهم من هذا القرار أن درودكال يريد تصفيته، فقرر التمرد نهائيا على قيادة الجماعة السلفية في عام 2006 وبقي مع بعض المخلصين له يتحرك عبر محور طاو وأكادس في جمهورية النيجر وتمروسين في مالي أين رصد عدة مرات.
كلف عقيد في المخابرات الجزائرية بمتابعة ملف بلمختار، وشرع في إجراء الاتصالات مع تائبين ومسؤولين ومهربين بغرض التوصل لإقناع بلمختار بالانضمام مع رفاقه لمسعى المصالحة الوطنية، إلا أن المسعى فشل بعد أن توترت الأوضاع في منطقة شمال مالي بصورة مفاجئة بعد وقوع تمرد التوارق، وقد اتهمت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بإشعال هذا التمرد في هذا الحين لمنع مسعى ضم بلمختار للمصالحة الوطنية، كما فشل هذا المسعى وأجل عدة مرات، ويبقى حاليا ملف بلمختار لغزا لدى حتى بعض كبار المسؤولين الأمنيين، حيث يتكفل بملفه عدد محدود جدا من ضباط المخابرات الجزائرية، ويعد خالد أبو العباس أو بلمختار العلبة السوداء للجماعات الإرهابية في الساحل، حيث يملك من المعلومات ما يجعله هدفا للتصفية من قبل كل الخارجين عن القانون في المنطقة.
وفي عام 2006 عين أمير قاعدة المغرب درودكال يحي جوادي أو يحي أبو عمار قائدا للإرهابيين في الساحل، ويعد جوادي المتخصص في العلوم التطبيقية أحد أهم خبراء التسليح والمتفجرات في الجماعة السلفية ثم قاعدة المغرب، وقد ولد في 1جانفي1967 في بلدية مرين بولاية سيدي بلعباس بالغرب الجزائري، وترعرع في مدينة تيارت، ثم التحق بالجماعات الإرهابية في عام 1996 وعمل لعدة سنوات في تصنيع المتفجرات ضمن صفوف كتيبة الأهوال، ثم التحق بالجماعة السلفية في عام 2000 ويعد أحد أقرب الناس إلى درودكال ويعرف بعدم إتقانه للقيادة العسكرية الميدانية، ولهذا كلف عبد الحميد أبو زيد، ذو الـ54 سنة، بالقيادة العسكرية الميدانية، لكن أبوزيد أو السوفي اصطدم عدة مرات بالأعضاء الموريتانيين في الجماعة، ويقول عبد الجبار وهو أحد التائبين من عين صالح، إن السوفي كان دائم الاستهزاء بالموريتانيين الأعضاء في تنظيم القاعدة، وكان يصفهم بالجبن وعدم الإقدام، وكان يثق أكثـر في الماليين والتشاديين، هذا الخلاف كان يخفي خلفه رفض السوفي للنشاط في موريتانيا والتزامه بالبقاء في شمال مالي على عكس رغبة الأعضاء الموريتانيين، وتحت الضغط اضطر درودكال لترضية الموريتانيين بتعيين عبد الرحمن التندغي قاض لإمارة الصحراء وعضوا في مجلس أعيان قاعدة المغرب، ويعرف أبو أنس الشنقيطي أو عبد الرحمن التندغي واسمه الحقيقي ”عبد الرحمن ولد عبد الله ولد محمد”، وقد ولد في فيفري 1975 في بلدة تلميت، ثم انتقل للعيش في إحدى ضواحي العاصمة الموريتانية نواكشوط، وقد عمل عدة سنوات إماما خطيبا لجامع في العاصمة الموريتانية، ثم التحق بصفوف الجماعة السلفية في عام 2005 في أثناء موجة اعتقالات شنتها السلطات الموريتانية ضد التكفيريين السلفيين، وتنقسم إمارة الصحراء حاليا إلى مجموعتين الأولى تنشط في مناطق أزوراك وايفوغاس شمال مالي حتى أكداس في النيجر، ويقودها حميد السوفي أبو زيد، والثانية تنشط في عرق الشباشب ويقودها التندغي مع جوادي، وتضم أعضاء قدامى من منظمة جند الله المرابطين الموريتانيين وأعضاء من جنسيات سنغالية ومغربية. أ.ن
شهادة عضو سابق في إمارة الصحراء بلمختار لا يتردد في القتل والسوفي ”صعلوك”
عبد الجبار.ف من قدامى الجيا، ولد في مدينة عين صالح، زاول دراسته الجامعية في جامعة الأغواط، وفي عام 2004 التحق بجماعة ”الكيرد” التابعة للجيا في الأغواط، وعمل تحت إمرة كل أمراء الصحراء تقريبا، إلى أن سلم نفسه في عام 2007 في منطقة تيمياوين أقصى جنب الجزائر، وكان قادما من الحدود المالية. عبد الجبار.ف الذي يقيم حاليا في إحدى دوائر ولاية تمنراست، ويعمل في التجارة، كان اسمه الحركي أبو حنيفة، ونشط فيما بين عام 2000 و2007 في منطقة تين توسي وأفوغاس شمال مالي. يقول عبد الجبارواصفا بلمختار بأنه أكثـر الرجال الذين عرفهم في حياته براعة في تصويب البندقية، فهو قناص ماهر جدا، ويعيد سبب تولي بلمختار للإمارة إلى دمويته الشديدة فقد كان لا يتردد في إزهاق الأرواح، ورغم هذا فإنه يخاف التوارق ويحترمهم، وهو لهذا لا يعارض أي من تصرفات بعض أبناء القبائل التارقية حتى في العادات والتقاليد التي يصنفها المنهج السلفي بأنها مخالفة للشرع. أما جوادي فهو رجل دائم الصمت وهادئ ولا يحب الاختلاط بباقي الإرهابيين، وعادة ما يلقي خطبا تحريضية طويلة، يقترب كثيرا من منهج الجيا المتشدد، ولا يكاد يظهر حتى لأتباعه.
أما السوفي أو عبد الحميد أبو زيد فالموريتانيون في تنظيم قاعدة المغرب يلقبونه في أحاديثهم الخاصة بلقب ”الصعلوك” بسبب خفة سلوكه واضطراب أفكاره ودمويته، ويقول عبد الجبار إن السوفي يرتبط بعلاقات قوية مع زعماء عصابات دولية، يتحدث معهم من حين لآخر بجهاز هاتف الثـريا، وقد أمر جوادي في بداية عام 2007 بأنه يمنع استعمال الهاتف أبدا من قبل الأمراء لكن السوفي خالف هذه التعليمة التي يقال بأنها صادرة عن درودكال نفسه، لكنه رغم هذا يخفي جهاز الثـريا الذي يجري به الاتصالات في مواقع بعيدة تماما عن مخابئ الجماعة.
من أتاوة على المهربين إلى خطف الرهائن الغربيين
يقول عبد الجبار ”تلقينا أول أمر بمحاولة خطف الرهائن الغربيين في عهد إمارة قواسمي الشريف، وقد رفضت الجماعة تنفيذ الأمر خلال تلك الفترة، حيث كانت الأولوية في ذلك الحين هي الحفاظ على الجماعة وعدم تعريضها للتصفية”، ثم بدأت عمليات الخطف لأهداف مالية فقط في البداية، فالإقامة في شمال مالي مكلفة جدا، فحتى الماء كنا نضطر لشرائه من البدو الرحل في بعض الأحيان، لدرجة أن 200 لتر من الماء كنا ندفع مقابلها مبلغ 10 أورو. أما المازوت فإن ثمنه يصل إلى 2 أورو للتر في بعض الأحيان، أي ما يعادل 200دينار، ويصل ثمن 50 كلغ من الأرز إلى 40 أورو، ما يعني أن إعاشة فرد واحد تحتاج لميزانية كبيرة، وهو ما يحتم التعامل مع المهربين والحصول على المال من أي مصدر. كانت طريقة التعامل مع المهربين في عهد بلمختار تتم بالحصول على التموين بالمواد الغذائية والوقود منهم نظير السماح لهم بالمرور، ثم تغيرت الأوضاع في عهد السوفي الذي فرض أتاوة مادية على كل سيارة دفع رباعي تخترق واد زوراك، وهو أحد أهم ممرات المهربين خاصة في الليل، وفي كل حالات الخطف التي عايشها عبد الجبار فإن السوفي هو الوحيد الذي كان يفاوض ويقرر نظرا لسلطته التي استمدها من الأموال التي يغدقها على عناصر التنظيم. وتمت كل عمليات الخطف تقريبا في أشهر تمتد من نوفمبر إلى مارس من كل عام، باعتبارها الأشهر التي يسهل فيها التنقل ولا تحتاج خلالها للكثير من الماء لإعاشة الرهينة الذي تكلف حمايته وإعاشته طيلة 3 أشهر ما يفوق 20 ألف أورو أو أكثـر، وفي أغلب حالات الخطف تولى السوفي قبض الأموال وكلف 3 من أقرب مقربيه ”2 منهم من باتنة والثالث من تبسة” بمراقبة الرهائن وحراستهم، ولم يكن مسموحا لعناصر الجماعة التقرب من الرهائن أو التحدث إليهم. ويمنح السوفي جزءا يسيرا جدا من أموال الفدية لعناصر الجماعة، بينما يختفي باقي المبلغ، وكان يرسل في بعض الأحيان من ينوب عنه للتفاوض وهو تونسي يدعى محمد.



المصدر :الجزائر: أحمد ناصر
2010-04-28

http://elkhabar.com/dossiersp/?ida=204819&idc=46